احتدمت المعارك بين القوات المسلحة والجيش الشعبي لجنوب السودان بجنوب كردفان عقب الاعتداء على مناطق مجاورة لهجليج، وقطعت الحكومة امس باجلائها قوات الجنوب من منطقة الشهيد الفاضل –15 كيلو متر داخل الحدود السودانية- وطردها عناصر الجنوب لنحو عمق كيلومتر واحد من الحدود مع استمرار المعارك لإبعادهم نهائيا عن الأراضي السودانية ، وأظهر رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول محمد عطا زهد الخرطوم في التوسع لداخل الأراضي الجنوبية ، ونفى بشدة ابتدارهم الهجوم ، وأكد أن الظروف اقتضت الاحتشاد والتعبئة ، كاشفا في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس أن منطقة بحيرة الأبيض (جاو) التي اعتبر الجنوب المعركة انطلقت بعد هجوم سوداني عليها محتلة أصلا من قوات الجيش الشعبي الجنوبي وعناصر سودانية متمردة منذ شهر كامل وقال إن الحكومة ترتب لاستعادتها ، ونوه عطا إلى أن المعارك بدأت باحتلال منطقة (الكهرباء) بعمق 4 كيلومترات داخل السودان ، وأن القوة التي ترافق العاملين بالمنطقة فوجئت باحتلالها وسعت لإقناع الجيش الشعبي بالخروج من المنطقة السودانية ، إلا أن قوات الجنوب وبعد إرسال الخرطوم لقوة إضافية بغرض التفاوض وإخراج الجنوبيين بالحجة هاجمت القوة التي لم تكن في وضع استعداد للمعركة ، لتنسحب عناصر القوات المسلحة باتجاه العمق السوداني ما اعتبره الجيش الشعبي طريقا سالكا لاحتلال هجليج التي قطع بعدم دخول قوات الجنوب لأرضها وتمركزها أمس الأول بمنطقة الشهيد الفاضل - 6 كيلومتر من هجليج- وأكد عطا فشل اتصالات بادرت بها الخرطوم لاحتواء الموقف بسبب تمسك جوبا بالبحث عن البادئ بالقتال ، أجهض إخراج الجيش الشعبي دون معارك ، منوها إلى أن جيش السودان خاض معركة تحرير الأرض وأجلى عناصر الجنوب المسنودة بقوات من العدل والمساواة ، مؤكدا أن هجوم الجنوب استند على ثلاثة محاور قبيل أن تصده القوات المسلحة ، وقال عطا بأنهم لن يسمحوا باحتلال شبر واحد من البلاد دون رد اعتبار الشعب السوداني ، وشدد على أن الهجوم الجنوبي مدبر بعناية فائقة ، بالنظر إلى تصريحات رئيس الجنوب سلفاكير بشأن جنوبية هجليج ووصف أحاديث قادة جوبا بالتضليل المتعمد، وقال بأنهم أجروا اتصالات مع الدول الصديقة للسودان لإزالة ذاك التضليل ، وقطع عطا بعدم رغبتهم باندلاع حرب شاملة بين البلدين ، ولفت إلى أن جوبا بوضع لايسمح لها بالحرب الشاملة ، مشددا على توقف التفاوض وتعليق زيارة البشير لجوبا نظرا لسوء الأحوال العامة ، وقال بأن الأولوية فى الوقت الراهن لطرد قوات الجيش الشعبي وحسم الملف الأمني قبيل أي خطوات تفاوضية لإنهاء بقية القضايا العالقة ، وأشار إلى التقاء وفد التفاوض بالرئيس عمر البشير في التحضيرات النهائية قبيل أن يفجر الجنوب الأوضاع بهجومه على منطاق سودانية ، من جهة أخرى قال عطا بأن المعارك الحالية لم تؤثر على ضخ النفط السوداني ، ولفت إلى أن الجنوب من حقه قفل أنابيب نفطه لكنه أردف( أما فتحها فهو حقنا نحن) .