في خطوة مفاجئة، يرجح هزمها التصعيد العسكري بين البلدين، استأنفت الخرطوموجوبا المفاوضات بينهما لحلحلة القضايا العالقة بأديس أبابا، والتقى وفدان عسكريان من البلدين بأديس أمس للتحضير لاجتماعات اللجنة السياسية الأمنية برئاسة وزيري الدفاع بالبلدين، والتي ستنطلق في غضون ساعات حال أثمرت لقاءات الخبراء، وسط توقعات بإلقاء القتال بمنطقة هجليج بآثاره على طاولة المباحثات. فيما أبدى وزير الإعلام بجنوب السودان برنابا مريال بنجامين عن أمله في أن يحضر رئيس الجمهورية المشير عمر البشير إلى جوبا في الثالث من أبريل كما هو مقرر له، وقال إنهم لم يستلموا رسمياً ما يفيد بإلغاء الزيارة. وأوضح أنه تم تقديم الدعوة إلى البشير مع "الرغبة الواضحة" للتوصل إلى اتفاق من شأنه تطبيع العلاقات وتقديم تنازلات مُرضية للطرفين. ونفى أن تكون الدعوة مبنية على "نوايا سيئة أو خدعة" لاعتقال البشير كما تدعي بعض الأصوات في الخرطوم -على حد تعبيره- من جهة أخرى أكدت مصادر موثوقة بدء اللجنة العسكرية الأمنية على مستوى الخبراء والفنيين بين السودان وجنوب السودان مباحثاتها أمس، وأبلغت "الأحداث" من أديس أبابا بأن الاجتماعات نظرت في الخلافات الأمنية والمسائل الخلافية. وأضافت بأن اللجنة الفنية تسعى لإعداد التحضيرات اللازمة لانعقاد اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة. وتأتي موافقة الجانبين غداة ثلاثة أيام من المواجهات بين الجيشين. فيما قال وزير الدولة لشؤون الرئاسة كبير مفاوضي الحكومة إدريس عبدالقادر خلال ندوة في البرلمان أمس: إن حكومته لن توقف المفاوضات مع دولة الجنوب وستحاور بيد وتحمل السلاح بيد أخرى، مؤكداً أن الخرطوم لديها إرادة سياسية قوية للسلام وستستمر في هذا الطريق مهما كان شاقاً وطويلاً. بينما ينتظر أن يغادر وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان إلى أديس أبابا، وقال رحمة لفرانس برس إنه "سيمثل بلده في المفاوضات بين السودان وجنوب السودان بشأن الأمن على طول الحدود". موضحاً أن التوتر الحالي قد يقود المفاوضات بين البلدين إلى طريق مسدود. وقال كبير المفاوضين في جنوب السودان؛ باقان أموم، في اتصال هاتفي من جوبا، ل (فرانس برس)، إنه يستعد للتوجه إلى العاصمة الأثيوبية للمشاركة في المحادثات. وقال الناطق الرسمي للخارجية العبيد مروح ل "الأحداث" بأن "تعليق الحكومة لقرارها في المشاركة على المستوي السياسي سيكون حسب التقدم الذي تحرزه اجتماعات الخبراء". وأشار إلى أن اجتماع أديس تم الاتفاق حول ضرورة نجاحه خلال زيارة وفد الجنوب الأخيرة إلى البلاد"، لافتا إلى أن الطرفين اتفقا على انعقاده في الثلاثين من الشهر الجاري. ونوّه إلى أن الأطراف كانت تأمل بحدوث اختراق في اجتماع الفنيين حول القضايا العالقة إلا أن اعتداء الجيش الشعبي غير الأجواء من إيجابية إلى ضبابية مزعجة. من جهة أخرى اعتبر المروح، البيان الذي أصدرته الأممالمتحده أمس وطالبت فيه الدولتين بضبط النفس، غير متوازن، ساوى بين المعتدِي والمُعتدَى عليه.