ولاية جنوب دارفور وعاصمتها جوهرة غرب السودان مدينة نيالا التي أفقدتها حرب دارفور موقعها التجاري بين ولايات السودان من جهة وتشاد ونيجيريا وأفريقيا الوسطى من جهة أخرى وذلك بما لها من موقع تجاري مميز يربطها بدول الجوار الغربي الافريقي للسودان، تتلمس طريق الاستثمار في ظلمات حرب دارفور اللعينة.. ومهددات عنوانها ضعف البنى التحتية ترقد من ورائها موارد لم تجد طريقها للاستثمار، في محاولة لإعادة فردوس مجدها التجاري المفقود دشنت الولاية معرض نيالا التجاري في أولى دوراته بمشاركة وفد وزاري رفيع من دولة تشاد يتقدمه وزير التجارة (لاهو طاهر) ونحو (40) من المستثمرين والدستوريين التشاديين الي جانب رئيس السلطة الإقليمية الدكتور تجاني سيسي وعثمان عمر الشريف وزير التجارة الخارجية الاتحادي ونحو (40) شركة وطنية تهدف من تنظيم المعرض التأكيد بأن جنوب دارفور قد تجاوزت محنة الحرب لتستعيد زمام المبادرة التجارية بحسب ما أشار إليه رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الدكتور إبراهيم الدخيري وزير الزراعة الولائي وأردف الدخيري أن المعرض جاء ليحقق التلاقي الاجتماعي والاقتصادي بين والولاية والمركز من جهة والولاية ونظيراتها من الولايات من جهة ثانية والولاية ودول الجوار الافريقي من جهة أخرى، إلا أن الدكتور التجاني سيسي أشار الى أن الصعوبات التي مرت بها ولايات دارفور طيلة ال(10) سنوات الماضية أقعدتها الكثير من فرص الاستثمار والتجارة. وأبان أن قيام الملتقى التجاري والاستثماري بنيالا يدل على استقرار الأوضاع الامنية ويعتبر دليل عافية في تجاوز الصعوبات، منوهاً إلى أن إقليم دارفور زاخر بالموارد المادية والبشرية وتابع: (دارفور فيها رجال لو دقوا الأرض يطلعوا الموية) كاشفاً عن رصد السلطة الاقليمية (100) مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة لولايات دارفور، فيما تعهد وزير التجارة الخارجية عثمان عمر الشريف بفتح كل الميزات النسبية بالسودان في ميناء بورتسودان ليكون منفذاً لدولة تشاد فضلاً عن تبادل المنافع والسلعة والخدمات والاتجاه نحو تجارة الحدود وأن يكون هناك منطقة حرة بنيالا لكل دول إفريقيا حتى تكون التجارة سفيراً حقيقياً بين الشعوب، فيما أشار رئيس الوفد التشادي ووزير التجارة الخارجية لاهو طاهر الى أن الرئيسين التشادي والسوداني فتحا صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين، لافتاً الى أن نيالا هي معبر لكل الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، فيما حذر حماد إسماعيل حماد والي ولاية جنوب دارفور خلال اجتماعه بالمستثمريبن الأجانب والمحليين بنيالا من مغبة التلاعب على قانون تشجيع الاستثمار من قبل السلطات الإدارية لجهة أن هناك جهات تقوم بوضع القيودات التي تعيق عملية الاستثمار بالولاية. وتابع (بقولها واضحة هناك أشخاص في الإدارات الحكومية تقوم بالمعاكسات وهم السبب في التعقيدات المتعلقة بالاستثمار وياما طفشوا المليارات من هذه الولاية والزول البعمل مثل هذه المعاكسات نحن سنجعله عبرة للآخرين وما بنجامل تاني) داعياً البيوتات الاستثمارية الداخلية والخارجية للاستثمار في ولايته لاسيما في مجال الإنتاج الحيواني والزراعي بجانب الأسمنت قاطعاً بأن ولايته ستكون من أهم مراكز الزيوت في السودان في المرحلة المقبلة غير أن عدداً من المستثمرين ومملثي الشركات الوطنية أبدوا قلقهم من المشكلات التي وصفوها بأكبر المهددات التي تعيق عمل المستثمر المحلي قبل الأجنبي المتمثلة النقل والتعقيدات الأمنية عبر السكة حديد لجهة أن المواد والآليات المتعلقة بالاستثمار تمكث نحو الشهريين فأكثر في رحلتها من ميناء بورسودان أو الخرطوم الى نيالا فيما أقر مفوض الاستثمار بالولاية عبد الرحيم عمر حسين بعدد من المعوقات المتمثلة في النقل والكهرباء مؤكداً سعي حكومته لتزليلها، من جهتهم طالب عدد من المستثمرين التشاديين بضرورة تقديم تنوير مفصل حول حركة العملات الصعبة من والي السودان في ظل القيود والعقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان علاوة على إزالة كل القيود الجمركية مع دول الجوار لاسيما دولة تشاد بجانب إزالة كل القيود الأمنية مع دول الجوار لتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي الذي يحقق الاستقرار السياسي في وقت أعرب عدد من ممثلي الشركات الوطنية ووكلاء الشركات العالمية عن ارتياحهم لما حققوه من مكاسب خلال مشاركتهم في معرض نيالا التجاري مشيرين الى أن تجربة معرض نيالا حققت لهم فرصة واسعة للتعريف بمنتجاتهم فضلاً عن فتح الباب أمام فتح أفرع للشركاتهم بنيالا الى ذلك قد تخللت المعرض مجموعة من البرامج المصاحبة لتعريف الوفد التشادي على إمكانية فرص الاستثمار وتبادل الخبرات بين البلدين، إلا أن المستثمرين التشاديين طالبوا بضروة إزالة كل القيود الجمركية مع دولة تشاد بجانب إزالة كل القيود على التجارة بين البلدين لتحقيق التكامل الاقتصادي الحر بين الشعبيين.