استدعت وزارة الخارجية أمس السفراء ورؤوساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالخرطوم لتنويرهم حول اعتداء دولة الجنوب على هجليج بجنوب كردفان، ودفعت الخرطوم بشكوى عاجلة إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن وطالبت الأخير بإلزام حكومة جنوب السودان بالانسحاب فوراً من جميع الأراضي السودانية بما فيها مدينة هجليج، وعلمت "الأحداث" باحتلال الجنوب لمنطقتي "الشهيد الفاضل" و"التشوين" على بعد (5) كلم من الحدود مع دولة الجنوب، وأبلغت مصادر حكومية مطلعة "الأحداث" بأن الهجوم تم عبر ثلاث جهات عبر الحدود بواسطة سلاح نوعي، وألمحت إلى وجود جهات خارجية مساندة لدولة الجنوب – في إشارة للجسر الجوي بين إسرائيل وربكونا لنقل عتاد حربي قبل عدة أيام لدولة الجنوب – واتهم بيان لوزارة الإعلام أمس قوات دولة الجنوب بنهب ممتلكات الشركات والمواطنين في هجليج، وبرر البيان تراجع القوات المسلحة إلى منطقة الخرصانة لتنظيم صفوفها وإكمال الاستعداد لإرجاع البلدة. وأشار وزير الإعلام عبد الله مسار إلى أن جيش دولة الجنوب تحرك بأعداد كثيفة من عدة محاور مدعومة بما يسمى بالجبهة الثورية، وطالبت الخرطوم مجلس الأمن بتحميل حكومة جنوب السودان المسئولية الكاملة عن أي خسائر في أوساط المدنيين وأي أضرار أو تخريب يلحق بالمنشآت النفطية في المنطقة، وقدمت شكوى إلى الاتحاد الإفريقي وطالبت بانعقاد عاجل لمجلس السلم والأمن الإفريقي على خلفية الاعتداء، وحثت مجلس الأمن على التعامل مع شكوى الخرطوم بجدية وهددت بحق الرد. وكشف وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان في مؤتمر صحفي الذي عقده أمس بوزارة الخارجية أن قوات دولة الجنوب التي دخلت هجليج قوامها (3) آلاف مقاتل مدعومين بمدفعية وراجمات ودبابات، لافتا إلى أن القوات المعتدية توغلت (70) كلم داخل الأراضي السودانية. واتهم دولة الجنوب بنسف كافة الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وما تم التوافق عليها بنسبة (80%) مما يعد تهديدا للأمن والسلم في المنطقة. وقطع بوقف الحوار مع دولة الجنوب، وقال "لا أعتقد في هذا الجو يمكن أن تكون هنالك مفاوضات وإلا سيكون كحوار الطرشان"، لافتا إلى أن السودان من حقه شرعا وقانونا الدفاع عن أراضية، وزاد "لم نكن نرغب في الحرب وما زلنا نرغب في التعامل مع دولة الجنوب من خلال الحوار ولكن فرض الأمر الواقع يفرض علينا الدفاع عن أراضينا التي تم احتلالها". وشدد رحمة الله على أن هجليج ليست منطقة حدودية حتى يتم التنازع حولها وهي ليست من المناطق الخمس المتنازع عليها وسبق أن صدر حولها قرار من محكمة التحكيم الدولي وأقر بأنها ليست ضمن منطقة أبيي، وأضاف "طلبنا من ممثلي المجتمع الدولي الضغط على دولة الجنوب خاصة الدول التي كانت تشير إلى أن السودان يزعزع استقرار الجنوب وإعادة حساباتها، لأن دولة الجنوب من يزعزع الاستقرار"، مشيرا إلى أن القوات المُهاجمة احتلت مدينة هجليج داخل الأراضي السودانية واضعة يدها على كافة المواقع بما فيها المنشآت النفطية، وقطع بتأثير الخطوة على إنتاج النفط. وقال الوكيل خلال تنويره للبعثات الدبلوماسية: إن قوات الحركة الشعبية استخدمت في الهجوم الدبابات والمدفعية الثقيلة مما أدى إلى ترويع آلاف المدنيين في مدينة هجليج والمناطق الممتدة من الحدود وحتى مدينة هجليج، منوها إلى أن الاعتداء على البلدة والذي وصفه بالسافر يعد خرقاً للأعراف والقانون الدولي. واتهم سعي دولة الجنوب باعتدائها على هجليج لمنع السودان من الاستفادة من مورد النفط وتركه يعاني للحيلولة دون التوصل إلى اتفاقيات أو إقامة علاقات طبيعية بين الدولتين. ويؤكد بجلاء عدم رغبة دولة جنوب السودان في الوصول إلى حلول عبر المسار التفاوضي. و أكد أن الحكومة أبدت مرونة كبيرة خلال الفترة الماضية وقبولها عقد لقاء قمة بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت، قاطعا بأن السودان سيسعى إلى علاقات طبيعية متى ما توقفت دولة جنوب السودان عن عدوانها واحتضانها للفرقة التاسعة والعاشرة من الجيش الشعبي ودعم ومساندة الحركات المتمردة. و أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى احتلال حكومة جنوب السودان هجليج، ووصف الاعتداء بغير المبرر، وطالب حكومة دولة الجنوب بسحب قواتها فورا من الأراضي السودانية. ودعا حكومتي البلدين لضبط النفس وعدم التصعيد العسكري والعمل على حل الخلافات بالطرق السلمية في إطار الاتفاقيات والآليات المتفق عليها بين الجانبين. وأكد الأمين العام تضامن منظمة التعاون الإسلامي مع السودان في كل ما يهدد سيادته وسلامة أراضية اتساقا مع القرارات الصادرة من المنظمة. وأبدى الاتحاد الإفريقي، "قلقه العميق" من "تصعيد" المعارك بين السودان ودولة الجنوب، ودعا الجنوب إلى الانسحاب "فورًا" من منطقة هجليج الحدودية الغنية بالنفط.