تجربة جديدة تدشنها محلية الخرطوم مع الأحياء، وتعتمد التجربة على صيغة المشاركة مع اللجنة الشعبية في تقديم الخدمات وتطوير الأحياء على نهج مختلف تماما. وقد قدم اللواء عمر نمر معتمد الخرطوم في لقاء مع مواطني حي بري الدرايسة تلخيصا وافيا لهذه التجربة وشرح باستفاضة ماهية العلاقات بين المحلية والأحياء وولاية الخرطوم، وكيفية تنفيذ المشروعات المختلفة والمقترحة من المواطنين، واستمع الى قيادات الحي وأعضاء اللجنة الشعبية فضلا على المواطنين، في مداخلات ساهمت في تصويب الطرح وتحديد الاحتياجات بدقة. وقد أبان المعتمد في حديثه أن التجربة تستصحب عملية جمع العوائد من المواطنين، عبر وضعها في حساب خاص بالمنطقة يصرف في تطوير الحي ودعم الخدمات عبر لجنة محلية يتفق حولها، ووفق اجراءات محددة، على أن يكون باسم ولاية الخرطوم محلية الخرطوم رقم الحساب بري الدرايسة بغرض إدخال كل عوائد الحي في هذا الحساب الخاص، ثم بعد ذلك يدخل حساب المتبرعين للمنطقة في نفس الحساب، وأيضاً تورد المحلية ما يليها من عملية التطوير في نفس الحساب، على أن تتولى الولاية الأشياء المراد إنشاؤها في المنطقة بالتنفيذ من خلال اللجنة وتلزم به الوزارات المختصة لتقوم بتنفيذها، وقال مخاطبا مواطني الحي: أنا اثق في أن دعم الولاية سيكون ضعف دعمنا لذلك من المهم جداً تكوين اللجنة ومن ثم تحدد وتقرر وتفصل ما تريدون من مشروعات وخدمات، أحد هذه المشاريع تنجيل ميادين والموجود ميدان واحد ساقوم بتنجيله خارج اطار الشراكة، أما مدرسة البراري الثانوية بنات فسنقوم بعد تكوين اللجنة بتطويرها من خلال الشراكة. وعن المصارف قال إن هناك مصارف رئيسة وأخرى فرعية وأوضح أن المصارف ترتبط بالكثير من المشاكل، وأن ولاية الخرطوم أنشأت الكثير من المصارف بالولاية إلا أنها لم تؤدِ غرضها إذ ظلت المياه متراكمة في المصارف لفترات طويلة، وذلك لعدم تخطيطها بصورة صحيحة، وهذه من العيوب التي تؤخذ على عملية الإنشاء، وقال نحن نقوم برسم خريطة كنتورية لكل الولاية لتشمل كل المناطق، مشيرا الى انه قد تم افتتاح مصنع لعمل المواسير الاسمنتية وتعاقدت معه المحلية على «300» كلم، وأن هذه الكمية ستحل المشكلة وسيكتمل التنفيذ خلال «3» سنوات، ووعد بإعطاء مصرف بري أولوية في التنفيذ بعد الانتهاء من الخريطة الكنتورية التي لم يبق على انتهائها سوى أسبوع أو اثنين. وقال سنبدأ في المشروع من خلال الشراكة أما عن المصرف الداخلي فقد وافق من فوره على منح «10» مواسير خارج الشراكة لإكماله، وعن الاضاءة وعد بإضاءة كل المنطقة وليس الشوارع الرئيسية فقط. وأوضح المعتمد بأن لديهم خطة مع ناس الكهرباء سيشرعون في تنفيذها، وستنفذ في عدة أحياء من أجل دراستها وتقيم فني وهندسي من قبلهم ثم من بعد ذلك ستعمم على كل الأحياء، وقال لمواطني بري «انتم الآن خطوتم خطوة ممتازة جداً من جهدكم وتبرعمك وبمبادركتم لذلك سأقوم من خلال المحلية بإتمام ما بدأتموه خارج نطاق الشراكة المبرمة بيننا»، وأكد نمر أن التأمين الصحي مهم جداً لمواطني المنطقة لذلك لابد أن يكون موجوداً في كل حي وضرورة ان تنضوي تحت مظلته جميع الأسر المتعففة الموجودة في كل الأحياء والتي لا نستطيع معرفتها إلا بواسطة اللجنة المجتمعية واللجان الشعبية المتواجدة في الاحياء وقال إن هذا الأمر احد مهامها من خلال البحث عن تلك الاسر، وتضمينهم في القائمة ونحن من جانبنا سنتكفل بعلاج أي عدد من الناس الموجودين بالمراكز الصحية في الأحياء، ذلك بعد أن إتفقنا مع د. حميدة على تطويرها لكي تعمل «24» ساعة وبهذا التطوير لن يحتاج أحد إلى الذهاب لتلقي العلاج في أماكن تبعد عن السكن إذا ما احتاج لذلك في أي وقت؛ لذلك نحن حرصون على جلب اخصائيين اكفاء في هذه المراكز بجانب الأطباء العموميين، وبالتالي يصبح العلاج في متناول أيدي الجميع، ولن تكون هناك حاجة للبحث عن العلاج في مستشفيات بعيدة، وستجدوا الاهتمام والرعاية من الدولة مباشرة الممثلة في وزارة الصحة وأيضاً من الجامعات من خلال طلابهم الذين سيتدربون في هذه المراكز، وحول مطالب الحي بتخصيص مركز اجتماعي للمرأة قال إن المواقع في الحي كثيرة فقط حددوا الموقع الذي تريدون، ونحن سنناصفكم في دعمه، أما ملاعب الخماسيات سأترك هذا الموضوع للجان الشعبية؛ لأن الموضوع فيه عقودات والعقد ملزم ليس لي فقط وإنما لمن سيأتي بعدي. التكافل الاجتماعي وبخصوص مطالب مواطني الحي بدعم المحلية لمشروع التكافل الاجتماعي قال نمر مخاطباً الحضور إنهم على استعداد لدعم التكافل الاجتماعي في الحي، ولكن لابد من أن تبدأوا بأنفسكم وشكلوا مجلس الأمناء ووضع اللائحة من ثم ساقوم بدعكم وسأجلب لكم دعومات اخرى خارجية لهذا الصندوق، انتم تحتاجون لموارد وهذه الموارد لن تأتي إلا بإنشاء استثمارات خاصة بالحي، ولديكم حي بري المحس نموذجاً، فقد قام بإنشاء صالة يقوم بتأجيرها لصالح الحي أنتم أيضاً فكروا في استثمارات نقوم بإنشائها وابحثوا عن مواقع وأنا ساقوم بمشاركتكم مشاركة كاملة في ذلك، ففي النهاية «قروشي سترجع لي وأيضاً قرشوكم وبعدها سيمشي الحال ويزداد بإذن الله»، وعن مسجد الحي فقد اعترف المعتمد بأنه في حاجة الى دعم وصرف صحي لدورات المياه وفرش وعملية تكييف، واشار إلى أنه سيدخل من ضمن عمل اللجنة، أما عن مطالبهم بإطلاق اسم الشهيد محمد صلاح الدين عابدين على شارع شارع الستين، فأوضح أن شارع النفيدي هو الذي يبدأ من تقاطع الكبري، وانه قد حدث لبس في الموضوع ، وأن المحلية أدرجت اسم الشهيد بقانون على الشارع، ووعد بتسمية بقية شوارع المنطقة باسم شهداء منطقة بري ، فضلا على رموزها الأخرى. محاربة الغلاء صلاح هاشم سوار الدهب أمين عام اتحاد الصيادلة «من أبناء بري» تحدث عن جهود أبناء المنطقة لتطويرها ومكافحة الغلاء، شارحاً هدف وآلية عمل مركز «نعمة حريز» لمحاربة الغلاء الذي يخدم مواطني الحي، وقال إن المركز سيعمل في المرحلة المقبلة بنظام التعاونيات التي كانت في السابق ونجحت في تخفيف أعباء المعيشة، مشيراً إلى أن المركز يقوم بشراء المواد التموينية وبيعها بالسعر المدعوم وربما أقل منه لمن لا يملك، ذلك لانه لا يتوخى عملية الربح، فالسلعة التي تأتي من الولاية بجنيه تباع بنفس السعر، وأوضح أن هناك أكثر من «11» سلعة يمكن أن تباع بالسعر المدعوم. وقال إنهم نجحوا في تحديد أكثر من «50» أسرة متعففة ستمكن من شراء السلع باقل من السعر المدعوم أي سعرها الأساسي على أن يخصم باقي سعر السلعة ليستفيد منه آخرون لا يستطيعون شراءها لا بسعرها المدعوم أو الاساسي، أي ستمنح لهم مجاناً. وخاطب صلاح هاشم المعتمد قائلا «بإذنه تعالى لن يبيت طفل في منطقتنا هذه جائعا وإن أردت مشاركتنا هذا العمل فمرحبا وإن لم يكن لديك استطاعة نحن سنقوم بها لوحدنا».