قدمته الاذاعية الراحلة ليلى المغربي ليلقي إحدى قصائده وهي «ما في أحن من أمي».. وقبل ذلك شجعه الشاعر الراحل اسماعيل حسن على كتابة الشعر، فتطرق بمفردته الأنيقة على كل الموضوعات الاجتماعية والعاطفية، وعبر عنها، فوجدت أشعاره الإشادة من قبل الجميع، فأعلنوا ميلاد شاعر وهو مصطفى عبدالماجد المعروف بود المامور فتاليا تفاصيل الحوار.. بداية ماهي الأسباب التي جعلتك تنزوي بعيدا هكذا؟ ربما لأني اعتبر نفسي هاويا أي لست محترفا للشعر، وكذلك عملي في الهندسة الزراعية يأخذ كل وقتي، فأنا أبيع الزهور لأناس جميلين، ولأني كما أسلفت أرى نفسي هاويا لم أكن أرغب في أن يخرج شعري للناس إلا بعد أن أراه قد نضج؛ لأنه إذا خرج لايمكن ارجاعه، فأنا مثلا قدمت في العام 1976 أغنية للفنان الراحل هاشم ميرغني، ولم أكتب بعد إلا في العام 2003 م وزيدي إلى ذلك أنا لست من الشعراء الذين لهم جماهير عريضة ليبحثوا عن أشعاري، ومع ذلك أنا مقتنع بهم على قلتهم وأفضل لدي من جمهور كبير ينقسم بين راضين عني وناقمين عليّ. وماهو الشيء الذي أخرجك للناس إذاً؟ ديواني الالكتروني هو الذي أخرجني للناس، ويرجع الفضل في ذلك إلى الأستاذ مصعب الصاوي؛ لأنه رأى أن به شيئاً يسوي، وشعرت يومها إنني نجحت خاصة بعد أن كتبت الصحف عنه واستضافتني بعدها إذاعة البيت السوداني عبر برنامجها المميز فنان في البيت الذي يقدمه الأستاذ عمر محيي الدين، وسجلنا عشر حلقات وبعدها حللت ضيفا على الإذاعة الطبية وقناة النيل الأزرق والتلفزيون القومي وبعدها أصبحت اعتذر عن الظهور في الأجهزة الاعلامية. لماذا؟ قررت أن لا أظهر أكثر من مرة في العام الواحد في الإذاعة أو التلفزيون، ولا لقاءات صحفية إلا بعد مرور ستة شهور، وذلك لقناعتي أن كثرة الظهور في الاعلام يؤدي إلى نتيجة عكسية، ولكن كنت أطل عبر البيت السوداني عبر برنامج «السبت أخضر». وظيفتك جاءت خصما على موهبتك؟ لأن الزارعة هي مهنتي وهنالك شعراء كثر مثل الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي مكتوب في جواز سفره المهنة شاعر، أما أنا مكتوب مهندس زراعي، ولكن متى ما جاءني الهام القصيدة لا أهمله وأتواصل مع جمهوري عبر الموقع الاجتماعي الفيس بوك الذي سهل من التواصل ولدي فيه ثلاث صفحات بها خمسة آلاف صديق، والآن أنشأت الصفحة الرابعة وأشعاري الجديدة انشرها عبرهم، فأنا في العام 2003م قمت بطباعة دويوان شعر، وحتى هذه اللحظة لم استطيع أن أوزع منه خمسمائة نسخة لصعوبة قنوات التوزيع مقارنة بالفيس بوك، ولابد من أروي لكم قصة تكريمي من قبل النادي العائلي، فأنا لم أقم بكتابة ذلك في حسابي الشخصي، فكان أن حضر عدد كبير من الناس حتى ضاق بهم المكان. بسبب انزوائك هذا أنت بعيد عن القضايا المهمة في الوسط مثل حقوق المبدعين ولجنة اجازة النصوص التي طالب بعض الشعراء بتغييرها؟ كل القضايا التي أسلفت ذكرها لي فيها رأي واضح أولا دعينا نتحدث عن الملكية الفكرية. فالشاعر حقه أصيل، وكذلك الملحن، أما الفنان فحقه مجاور، وللأسف نجد الاذاعات والقنوات الفضائية لاتدفعه، وحتى الذين يدفعون نجدهم يدفعون بصعوبة، أما بالنسبة للجنة إجازة النصوص بالمصنفات في كل مرة نجد بها لجنة ذات كفاءة معينة وأمر طبيعي أن تحدث موافقة أو رفض للنصوص؛ لأن هذا رأيه سلبي وآخر رأيه ايجابي، وهذه اللجنة لابد منها حتى لايكتب كل شخص ما يريد مع الأخذ في الاعتبار أنها موجودة في كل دول العالم. لكن هذه اللجنة لم يتم تغييرها من سنوات وتحتاج إلى تجديدها بدماء شابة؟ ومع ذلك لا غبار عليهم وأن تكون بها دماء شابة أرى أنه رأي جيد، ولكن هل سألتم لماذا لايدخلون في مثل هذه اللجان شباب؟ لأنه ربما تقدم اليهم شاعر كبير له رصيد من الأعمال الغنائية. فيرفضها ذلك الشاب نسبة للحماس الزائد فتخيلي معي ما سيحدث. تقام هذه الأيام فعاليات ملتقى النيلين الثاني للشعر العربي كيف تنظر إليه؟ اعتقد أن الدورة الثانية هذه ستجد القبول خاصة وأن الأولى لم تتح فيها فرصة للشعراء الشباب. فالمهرجان فرصة جيدة لنوصل صوتنا إلى العالم من حولنا؛ لأن كل شاعر مشارك يتم بث المهرجان عبر تلفزيون دولته. كثرت مؤخرا الفنانين وأصبح من الصعب أن تميز بين الصوت الجميل والقبيح فكيف في ظل هذه الفوضى تتعامل معهم؟ قبل أن أقدم عملاً لصوت شاب أقوم بالتشاور مع الملحن أولا وأهم شيء نضعه لنختار على أساسه هو جمال الصوت وأنا تعاملت مع عدد من الفنانين الشباب من كلا الجنسين ومنهم أذكر سليمان أبو علامة.. انصاف فتحي.. فضل أيوب.. أريج الربيع واترك الاختيار للملحن؛ لأنه يمتلك خبرة في الأصوات، فأنا أمتلك أكثر من 154 عملا لدى الشباب.