قطع وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان بانتفاء نظرية المؤامرة في قرار مجلس الأمن الأخير، وقال في حلقة النقاش التي رتبتها وزارة الخارجية أمس بعنوان (قراءة في قرار مجلس الأمن ومآلات التفاوض) "القرار الأممي أعطانا شيئاً وأخذ منا شيئاً، هناك لاعبون آخرون يقفون وراء حكومة الجنوب"، مشيرا إلى أن دولة الجنوب ظلت تسعى طوال شهرين لإحالة ملف التفاوض إلى "الإيقاد" ولكن السودان رفض منوها لاعتراض الدبلوماسية السودانية على التعامل مع حماس المواطنين الداعي لدخول جوبا وقال "دور الخارجية خلق علاقات جوار طيبة مع دولة الجنوب"، وتوقع رحمة الله أن تفتح هجليج أجواءً إيجابية مع الجنوب برغم ما حدث. و توقع سفير السودان لدى دولة الجنوب مطرف صديق أن يبتدر الوسيط الإفريقي تامبو امبيكي جولات مكوكية لوضع التريبات لاستئناف التفاوض على أن تكون الأولوية للقضايا الأمنية، مشددا على دور الإعلام في خلق مناخ بعيد عن إثارة الكراهية. ودافع مطرف عن قرار مجلس الأمن، وقال " لا يمكن أن نضع اللوم على الولاياتالمتحدة وحدها ونحن نتهم العالم وننسى أنفسنا، يجب أن تكون عندنا الجرأة والمصداقية في الكلمة التي هي مثل الطقله التي حينما تخرج يصعب استرجاعها". وشدد على أن أسوأ أنواع الحرب هي الإعلامية، وقال "السودان خسر عندما فهم الرسالة خطأ حينما وقف المجتمع الدولي معه، والجنوب أخطأ حينما اعتقد أن مجلس الأمن لن يدينه لأن رايس ترأس مجلس الأمن". ونوه صديق إلى أن قرار مجلس الأمن نسخة من القرار الإفريقي، منوها إلى أهميته في وقف الحرب بين الدولتين بغض النظر إن كان مقبولا للسودان أم لا. وأقر بأن الجميع سئم استطالة أمد التفاوض دون الخروج بنتائح حاسمة، منوها إلى أن تحديد فترة زمنية لإنهاء القضايا المعلقة جاء لصالح السودان، قاطعا بأن جدية الأطراف في التفاوض لن تجعل من الفترة الزمنية المحددة ملزمة، إلا أنه عاد وقال "إذا تم حسم القضايا في شهر سيكون أفضل". وشدد مدير إدارة العلاقات الدولية بوزارة الخارجية رئيس لجنة الأزمة عمر دهب على أن السودان ليست لدية أي أطماع في دولة الجنوب، لافتا إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي الحاث على التحاور مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لا يعني الاعتراف وصبغها بالشرعية، ولكن القانون الدولي يلزم التفاوض مع أي حركة تحمل السلاح منعا لأي معاناة إنسانية.