اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حزب الشعب الجمهوري التركي يناقش الربيع العربي والديمقراطية الاجتماعية في المنطقة
نشر في الأحداث يوم 08 - 05 - 2012

نظّم حزب الشعب الجمهوري التركي، أكبر حزب معارض في تركيا مؤتمراً عن (الربيع العربي والديقمراطية)، في اسطنبول في الفترة من 28-29 أبريل، وقد شاركت فيه وفود من عدة دول عربية (تونس، المغرب، ليبيا، الجزائر، الأردن، السعودية، اليمن، فلسطين، سوريا، السودان).
والجدير بالذكر أن حزب الشعب الجمهوري الذي تأسس على يد مصطفى كمال أتاتورك في العام 1923م، تحت اسم ثم تحول أسمه إلى “الفرقة الشعبية". وفي عام 1924 تحول اسمه إلى “الفرقة الشعبية الجمهورية". أما في عام 1935 فتحول اسمه إلى “حزب الشعب الجمهوري".
- كلمة رئيس الحزب:
لفت «قيليجدار اوغلو» في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها في المؤتمر،إلى أن هذا المؤتمر يعتبر نتاجًا للصداقة والأخوة والتضامن بين الشعب التركي والشعوب العربية التي بدأت مرحلة تاريخية جديدة من الديمقراطية والحرية والعدل. وتابع «قيليجدار اوغلو» كلمته بقوله إنهم في تركيا يشعرون برياح التغيير القادمة من البلدان العربية، مؤكّدًا دعمهم الكامل للخطوات الجسورة التي تخطوها الشعوب العربية في سبيل نيل الحرية والديمقراطية. (تجد نص الخطاب كاملاً في آخر المادة)..
- كلمة توكل كرمان:
ضيف الشرف الحائزة على نوبل للسلام 2011م اليمنية توكل كرمان، والتي دعت في كلمتها إلى شراكة سياسية بين المرأة والرجل في دول الربيع العربي، «ذلك أن الثورات الشعبية التي أسقطت أنظمة الاستبداد اشترك فيها الرجل والمرأة على حد سواء». كما أشارت كرمان إلى ضرورة عدم النظر بأحادية للدور الشبابي في الربيع العربي،
ومحاولات «استئثار الرجل لحصاد الثورات الشعبية السياسي»، معتبرة أن ذلك «يمكن أن يشكل مدخلاً لتراجع الثورات وعدم تحقيقها لأهدافها كاملة». كما أكدت زيف مخاوف سيطرة الإرهابيين على القرار السياسي»، وأشارت إلى أن ذلك «ليس إلا من قبيل المبرر الذي يستند إليه الاستبداد».
ورقتي التي قدمتها في المؤتمر
(الربيع العربي) .. الإعلام والإعلام البديل «أدوار متناقضة»!
- التجربة العراقية والأفغانية في التدخل الأجنبي لا تشجع أحداً وهذه الثورات لم تقم بها المعارضة في هذه البلدان المنتفضة، لأن جل المعارضة تتحرك بلا مشروع سياسي..
- الاستسلام لسيطرة الإعلام البديل بعد إسقاط الأنظمة في المنطقة العربية، لا يخدم إلا أجندة خارجية..!
- السؤال الذي طرح علي بشدة كمشارك في هذا المؤتمر هو هو لماذا لم يقم ربيع عربي في السودان؟
- ما يسمى ب(الربيع العربي) صائر إلى أن يكون أيدولوجيا قابلة للتصدير..!
- الإعلام الجديد غير مهني وقابل للتوظيف.. وقد تكون نتائجه كارثية على المنطقة..!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه..
الشكر كل الشكر لتركيا ولحزب الشعب الجمهوري، على هذه البادرة اللافتة، فهذا المؤتمر يعكس روح جديدة لتركيا؛ تركيا التي تعيد النظر لموقعها كجسر بين الشرق والغرب، وأتقدم بالشكر للسيد رئيس الحزب الموقر وجنده النشطين الذين تكرموا بدعوتنا للمشاركة، ودعوني في البداية أقول إن سؤالاً طرح عليّ بشدة ومن قبل أطراف عدة، مشاركين ومشاركات في هذا المؤتمر، وهو: لماذا تأخر الربيع العربي في السودان؟ وسأجعل إجابتي مضمنة لهذه المداخلة..
- أولاً المجتمعات العربية تشهد تغيرات كبيرة في بنيتها الاجتماعية والسياسية، فقد عاشت ولفترات طويلة عهوداً من الظلم وتكميم الأفواه، عهود ظلت فيها أنظمة ما بعد الاستعمار مهيمنة على مقاليد الأمور، وفي ظل غياب الحريات شهدت المنطقة تشوهات عدة، ليس أقلها الوضع الإنساني والمعيشي الذي يحياه المواطن العربي، وإذ نجحت ما اصطلح عليه ب»ثورات الربيع العربي» فإن الطريق لا يزال طويلاً أمام المنطقة لتعيد دولة المواطنة، وبناء المؤسسات، وفي هذا الوضع فإن أمام الشباب العربي مهام صعبة وجلية تحتاج إلى رؤية مستقبلية، ووضع استراتيجيات طويلة المدى لإنجاح الحراك الذي أطاح بالنظم السياسية.
- ونسبة لعملي في مجال الإعلام المرئي والمكتوب، فإنه لا بد ألا يفوتكم الدور الكبير الذي لعبه الإعلام في مساندة هبّات (الربيع العربي)، وإن كان ليس صانعاً لها، ففي بلادي السودان قام الشعب بتغيير النظام في العام 1964م وفي العام 1985م دون وجود آلة إعلامية ضخمة تسنده، لذا فإن بروز ما يسمى بالإعلام البديل عبر الوسائط المتعددة، صحيح أنه يمكننا الإشارة إلى دوره لكنه يظل إعلام يفتقر إلى المهنية والاحترافية، ويلعب في أحيان كثيرة أدواراً سالبة، ذلك لأنه من اليسير جداً توظيفه من قبل جماعة سياسية أو طرف معارض، وما يحدث في سوريا الآن من عنف، وعنف متبادل، يجعلنا نقف لنعيد النظرة إلى هذا الإعلام. فالنموذج المصري أو التونسي أو حتى الليبي واليمني، لعبه فيه الإعلام البديل أدوار كثيرة أدت في النهاية إلى صعوبة الأوضاع القائمة الآن. فالشعارات التي صدحت بها صفحات الإنترنت أو عبر الفيسبوك لا تصنع ثورة أو تغيير، إنها مرحلية، ولكن وفي نظري على الأقل الاستسلام لسيطرة الإعلام البديل بعد إسقاط الأنظمة في المنطقة العربية، لا يخدم إلا أجندة خارجية، لذا وبالنظر إلى سوريا فإنه علينا الوقوف ملياً في التدخل الدولي الذي يريده البعض، ويجند له أجهزته الإعلامية؛ لأن التجربة العراقية والأفغانية في التدخل الأجنبي لا تشجع أحداً على قبوله، كما أن هذه الثورات لم تقم بها المعارضة في هذه البلدان المنتفضة؛ لأن جل المعارضة العربية أو في غالبها تتحرك بلا مشروع سياسي.. وهي إذ تريد الثورة على الواقع فلا تملك نظرية ثورية له، كما أن من أسباب ذلك القدرة التمثيلية المتهالكة، فقسم كبير منها لا يتمتع بوجود حقيقي وقواعد جماهيرية. إنها ثورة للشباب، ولكن هل ستظل كذلك؟ أعتقد أن هذا هو السؤال؟!.
- اسمحوا لي بالقول أيضاً، أنني كمشارك في هذه المؤتمر والذي نشكر فيه حزب الشعب على هذه الفرصة وعلى اهتمامه بالمنطقة العربية، فإن السؤال الذي طرح عليّ بشدة، هو لماذا لم يقم ربيع عربي في السودان؟، ودون إعطاء إجابات واضحة، فقد بدا لي أن ما يسمى بالربيع العربي، صائر إلى أن يكون أيدولوجيا وليست حالات خاصة بكل قطر عربي، ذلك أن الأحوال السياسية والاجتماعية في منطقتنا ليست على قدم سواء، فما جرى في تونس وإن اتفق على شعارات واحدة (الشعب يريد إسقاط النظام)، فإنه كذلك لا يمكن للمتابع أن يساوي بين التجربتين، في اليمن وليبيا أيضاً، وأقول إنه وجب علينا أن نتفهم طبيعة الأحوال السياسية لكل قطر، والنتائج المترتبة على تغيير أنظمة الحكم فيه، فهل ستكون النتيجة في مصلحة الوطن؟ ثم أمن الضروري أن يجتاح ما نسيمه ب(الربيع العربي) كل المنطقة؟ لا اعتقد ذلك.
في الختام أتقدم بوافر الشكر لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطاب الذي ألقاه رئيس حزب الشعب الجمهوري السيد/ كمال كيليجدار أوغلو في مؤتمر الربيع العربي
الضيوف الكرام،
السادة منسوبي الصحافة المحترمين؛
أهلاً بكم في مؤتمر “تغير الفصول: مسيرة الشعوب العربية نحو الديموقراطية والحرية".
هذا المؤتمر هو ناتج للقيم التي منحناها كحزب الشعب الجمهوري للصداقة والأخوة التركية والعربية وتضامننا مع الشعوب العربية التي بدأت ثورتها التاريخية في سياق الديموقراطية والحرية والعدالة في ميادين وأزقة الجغرافيا العربية.
في تركيا التي تعد نقطة التقاء للشرق والغرب نشعر برياح التغير التي تهب من البلاد العربية. لا يتسنى الأمر في الإحساس وحسب، فنحن نساند إخواننا العرب في خطواتهم الباسلة التي خطوها من أجل مستقبل حر وآمن في ثورتهم التاريخية.
تنتشر حرية الفكر في عصرنا بسرعة كبيرة جداً وتتسارع في التحولات الجماعية.
تذكرنا إعادة مسيرة الشعوب العربية صاحبة الحضارات العريقة التي سبق لها وأن قامت بتقديم مساهمات كبيرة لحضارة عريقة مع مرور التاريخ بكلمات علي شريعات التي قال فيها “يا حرية! أنا سئمت من الاضطهاد، وسئمت من الاسترقاق. سئمت من الأغلال."
هناك حالة تغير في الفصول تمتد من السواحل الغربية لشمال افريقيا إلى بلاد الخليج في الشرق الأوسط.
هذا الربيع مماثل للكفاح الذي بدأه الشعب التركي بقيادة مصطفى كمال في عام 1919م، فهو يشير إلى الطريق الواجب سلكه والبدل المدفوع من أجل ثورات الحرية في العالم.
هذا يعطي الأمل للشعوب التي تعيش تحت الظلم والطغيان. إن ثورة الشعوب العربية ضد الطغاة والأنظمة القمعية يؤكد مرة أخرى مدى صحة قول مارتين لوثر كينغ “لا بد من طلب الحرية من قبل المظلومين."
في هذه النقطة؛ من المهم أن تنجح الشعوب العربية في نضالها نحو الحرية بقوتها الذاتية وليس بالتدخلات الخارجية.
أريد التذكير هنا بأن الذين يظهرون أنفسهم على أنهم يدعمون ثورة الحرية للشعوب العربية من أجل الاستغلال الاقتصادي والمحرضين على الحروب الطائفية من أجل خدمة نشاطاتهم في المنطقة، هم نفسهم الذين كانوا متكاتفين مع الحكام الطغاة لسنوات عديدة.
الضيوف الكرام؛ في يومنا هذا، المساواة هي أحد الطلبات التي تأتي على طليعة طلبات الشعوب العربية من أجل التغيير.
الحرية الكاملة للمجتمعات تمر من مبدأ المساواة بين الأجزاء المشكلة له. كما قال مانديلا “لا يوجد شيء اسمه حرية جزئية"
بهذا يمكننا القول بأن هؤلاء المتعاونين مع القوى الإمبرالية على مدى القرون في الجغرافيا العربية والتنظيمات التي تتغذى من التفاوت الإجتماعي في مراكز القوى الملتفة حولهم، هم على وشك الإنتهاء.
قيام الشعوب العربية المؤلفة من أديان وهويات طائفية وقومية مختلفة بالنضال معاً من أجل إنهاء الأنظمة القمعية هي علامة للمساواة في المستقبل.
بهذا الشكل؛ يتم اعتبار المساواة بين الجنسين من أهم مؤشرات التطور الاجتماعي.
على الرغم من ارتفاع نسبة التعليم بين الفتيات في السنوات الأخيرة في الجغرافيا العربية، إلا أنها لم تصل إلى المستوى المطلوب. ونعبر نحن حزب الشعب الجمهوري عن رغبتنا في تعليم بناتنا، وتأكيد وجود نسائنا كأفراد متساويين في كل جانب من جوانب الحياة الاجتماعية.
فنحن نتابع بكل تقدير حركات النساء والشباب كقوة دافعة للتغيير في الجغرافيا العربية.
قبول حقيقة أن الأفراد ليسوا اكثر حرية ولا أقل مساواة عن الآخرين، يعطي الشعوب العربية إمكانية الاستفادة بعدالة اجتماعية من مواردها الموجودة في الجغرافيا الخاصة بها.
انفتاح شهية القوى المهيمنة نتيجة رياح التغيير، يدفعها للعمل على توجيه الرغبات والطلبات المشروعة للشعوب في الجغرافيا العربية صاحبة موارد الطاقة الغنية والعمل في نفس الوقت على استغلال هذه الموارد لصالحها. يجب علينا رفض ذلك.
إذا جاء دكتاتور آخر بدلاً عن دكتاتور تم عزله؛ فهذا يعني استمرار سلطنة الجار الشبعان على جاره الجائع.
بينما؛ الفقر ليس مصيراً لأي مجتمع ابداً ! والجهل ليس قدراً على أي مجتمع على الإطلاق.
في الحين الذي تعمل فيه جميع دول العالم على تقاسم الموارد الطبيعية والنعم العلمية، لا يجوز حرمان الشعوب العربية من ذلك.
ونصرح نحن حزب الشعب الجمهوري بأننا سوف نكون بجانب الشعوب العربية في تقاسمه العادل للموارد وفي خطواتهم التي يخطوها في سياق التخلص من الفقر على ضوء المبادئ العلمية.
ونرى أن هذه الخطوات هي جزء مثير من المسيرات نحو الديموقراطية والحرية.
الضيوف الكرام،
التغييرات الجارية في الجغرافيا العربية، أظهرت لنا مرة أخرى عظمة العطاء وثباته. تبنت نقابات العمال العربية والملايين من الناس الذين يدعمونهم مركز الريادة في الإطاحة بالأنظمة الطاغية القمعية. ليكون بذلك قد فتحوا باب مستقبل أكثر حرية، أكثر مساواة وأكثر عدالة.
أريد التأكيد بصفتنا حزب الشعب الجمهوري بأننا بجانب الناشطين العرب.
انطلاقاً من ذلك؛ نصرح بصفتنا حزب الشعب الجمهوري بأننا بجانب هؤلاء الرافعين أصواتهم من أجل اكتساب عالم جديد.
ويسعدنا أن نوجه بكل احترام تحياتنا إلى النقابات التي لم ترضخ لنظام مبارك ولضغوط مراكز القوى المتعاونة معه في مصر، وإلى العمال المهاجرين الحاملين لروح التعاون من بلد إلى أخرى في العالم العربي، وإلى الجماهير المتعاونة التي حولت نسمات التغيير التي بدأ هبوبها من تونس إلى عواصف في مصر والبحرين واليمن وسوريا.
التضامن هو أحد العناصر المهمة اللازمة من أجل وصول رياح التغير إلى النجاح في الجغرافيا العربية.
هناك حاجة لإسماع الرأي العالمي أصوات عدم ترك القوى المحلية، الديموقراطية والليبرالية والتقدمية وحدها.
إلا أنه يتوجب علينا الوقوف ضد محاولات استشمار ذلك من قبل القوى الخارجية من أجل استعمالها في خلق مراكز صراعات جديدة في المنطقة.
لسوء الحظ؛ تعمل القوى المهيمنة على توجيه الشعوب العربية تحت شعار التضامن معهم من أجل تحقيق طلباتهم على ضوء مصالحها في المنطقة والعمل أيضاً على احتلال الجغرافيا العربية بواسطة دول فرعية تابعة لها في المنطقة.
الطريق الوحيد للإفساد هذه الأفخاخ والمكائد، هو التضامن بشكل جماعي مع جميع حركات المساواة والحرية الجارية في المنطقة.
الحكمة وراء صيحة الشاعر الفلسطيني محمود درويش حين قال “جميع قلوب الناس هي هويتي، ما دام ذلك خذوا جواز سفري“، يجب أن يكون هناك نقطة خروج للرأي العام العالمي للتضامن مع الشعوب العربية الثائرة من أجل الديموقراطية، الحرية والإنسانية.
الضيوف الكرام،
لم يتم حتى الآن الحصول على نتيجة واضحة بالنسبة لمستقبل ثورة التغيير الجارية في الدول العربية.
فكل بلد لديها مشاكل ودرجة تغيير مختلفة.
الدورات الإنتقالية صعبة مثلما هي في تغير الفصول.
الدول العربية ليست متكاتفة بشكل موحد، فهي حقيقة تنص على أن لكل منها تاريخها، تقاليدها، ثقافتها السياسية وتكويناتها الاجتماعية.
ينبغي علينا أن لا ننسى أن الديموقراطيات التعددية والتشاركية سوف يكون لها دور في استخراج ثروات جديدة ناشئة عن هذه الإختلافات الموجودة أيضاً داخل البلدان.
لا يمكن القول أن هناك ديموقراطية في مصر التي لم يتمكن فيها القبطين من الإفادة بأنفسهم،
ولا في البحرين التي تم فيها حرمان الشيعة من حقهم في المساواة،
ولا في العراق التي لم يتسنى مناقشة مشاكل التركمان فيها.
نأمل ونتمنى أن تصل الشعوب العربية إلى النجاح مع أنظمة ديموقراطية وتعددية تحترم حقوق الإنسان وتحمل هذه الشعوب إلى انتخابات حرة ونزيهة.
عكس ذلك؛ سوف يؤدي إلى ظهور أنظمة دكتاتورية جديدة غير مستوعبة للقيم الديموقراطية والوعي الجماعي.
الضيوف الكرام،
نحن نعلم أن السلام الاجتماعي في الدول العربية المحكومة لعشرات السنين من قبل أنظمة قمعية وطاغية تعرض لجرح كبير، وتأزم في النزاعات القائمة بين المجموعات الدينية والوطنية. وقد يكون للتغييرات التي أحدثها الربيع العربي القدرة على وضع فرص جديدة من أجل تأسيس السلام والاستقرار الاجتماعي.
أحد هذه الفرص هي الديموقراطية التعددية والتشاركية التي تطرقت لها قبل قليل. أما الفرصة الأخرى، فهي مبدأ سيادة القانون والأنظمة القانونية التي تحمي حقوقالمواطنين.
يجب ضمان محاولات الشعوب العربية في تحقيق الحرية والديموقراطية بوضعها تحت طائلة القوانين الدستورية التي سيتم تنظيمها فيما بعد.
لا تنحصر القوانين الدستورية الجديدة التي سيتم إعادة تنظيمها في تنظيم العلاقات بين المواطنين والدولة فحسب، بل يجب أن يتم فيها تعيين مستقبل التنظيمات الجديدة.
كما قال الفيلسوف اللبناني خليل جبران “عالم مصدره العدالة أكبر من عالم مصدره الرحمة." لهذا السبب؛ سوف يكون لترسيخ مبدأ سيادة القانون في الجغرافيا العربية دور مهم في قطع الطريق أمام الأنظمة الديكتاتورية الجديدة.
الضيوف الكرام،
مثلما سبق لحزب الشعب الجمهوري وأن قام باستيعاب ومساندة المبادئ العالمية للديموقراطية الاجتماعية، يقف اليوم أيضاً بجانب الشعوب العربية في نضالها من أجل الديموقراطية، الحرية وكرامة وحقوق الإنسان.
في هذا الطريق الطويل المليء بالأفخاخ، المخاطر والانحرافات، سوف يقوم كل من الشعوب العربية بتحديد الخطوط المميزة الخاصة به ومن المؤكد أنهم سوف ينجحون في الوصول إلى هدفهم في النهاية.
نحن نؤمن كل الإيمان بأن الشعوب العربية لن تقبل بالتدخلات الأجنبية، التهديد بالاحتلال وضغوط المتلهفين لتطبيق نظام نماذج دولة أخرى والمؤيدين للأنظمة الدينية، وبأنهم سوف يقوموا بتأسيس المستقبل الحر والمساواة التي حلموا بها.
نريد نحن أيضاً بصفتنا حزب الشعب الجمهوري أن يكون هناك ديموقراطية حقيقية في بلادنا. نريد أن يكون أناسنا أحراراً، ينظرون إلى المستقبل بثقة وأمان وقادرين على الوثوق بالعدالة والقانون.
انطلاقاً من ذلك؛ نحن نتابع مسيرتنا في نفس طريق الشعوب العربية ونؤمن بأن المستقبل في الديموقراطية الاجتماعية.
ونعبر في هذا المؤتمر الأول من نوعه بالنسبة لحزبنا وتركيا بأننا سوف نشعر بالسعادة إذا تمن خطوة أخرى إلى الأمام في مسيرة الشعوب العربية نحو الديموقراطية والحرية.
هذا المؤتمر فرصة لاكتسابنا المعرفة والثراء من خلال سماع أفكار مختلفة وفهم بعضنا البعض.
قبل إنهاء حديثي، أريد التطرق أيضاً إلى مأثورة خليل جبران التي قال فيها
“إذا أدرت ظهرك للشمس، لم يكن باستطاعتك شيء غير خيالك"
وأود التعبير مرة أخرى كحزب الشعب الجمهوري بأننا بجانب الشعوب العربية التي أدارت وجهها للشمس والمتطلعة إلى المستقبل المنير.
أهلاً وسهلاً بكم مرة أخرى. في الحين الذي أتمنى لكم فيه مؤتمراً ناجحاً، أقدم إليكم جميعاً أطيب تحياتي واحترامي.
البيان الختامي للمؤتمر
“تغير الفصول: منشور المضيف لمسيرة الشعوب العربية نحو الديموقراطية والحرية ..."
“نحو الديموقراطية والحرية ..."
على أن تبقى وجهات النظر الفردية للمشاركين محفوظة؛ النتائج المشتركة بخطوطها العامة التي تم استنتاجها من قبل حزب الشعب الجمهوري حول المؤتمر بصفته الطرف المضيف هي على الشكل التالي؛
بناءاً على مبادرة تقدم بها حزب الشعب الجمهوري لمناقشة موارد، مدى تقدم ومستقبل التغير الكبير في بلاد الشرق الأوسط وشمال افريقيا ودراسة إسهام الديموقراطية الاجتماعية في هذا السياق؛ إجتمع المؤتمر الدولي حول موضوع “تغيير الفصول: مسيرة الشعوب العربية نحو الديموقراطية والحرية" في اسطنبول في تاريخ 28 – 29 ابريل 2012م.
على أن تبقى وجهات النظر الفردية للمشاركين محفوظة؛ النتائج المشتركة بخطوطها العامة التي تم استنتاجها من طرفنا حول المؤتمر بصفتنا الطرف المضيف هي على الشكل التالي؛
مساندة الشعوب العربية في نضالهم الذي بدأوه من أجل الحرية والعدالة والديموقراطية، والمطالبة بالاستمرار في هذه المسيرة ضمن نطاق السلام، الاستقرار والأمن.
مطالبة جميع الأطراف بمراعاة مبادئ وأسس الحفاظ على استقلال الدول العربية وسيادتها وحماية أراضيها وقواتها الوطنية، استعمال الموارد الوطنية من أجل رفاهية الشعوب في بلادهم، تحرك المجتمع الدولي في النقاط كافة ضمن نطاق القانون والشرعية، أن لا يكون هناك ضغوط وتدخل خارجية، وقف أعمال العنف، تأمين وسائل تقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين.
تقدير موقف حزب الشعب الجمهوري المتعلق بعدم تدخل تركيا في النزاعات بين الشعوب العربية وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول المجاورة. بقدر ما هو معروف بوجود أطراف مشتركة للدول العربية إلا أنه يوجد خصائص مختلفة لكل منهم، وهذا ما يدعو إلى الإيمان بقدرة الدول العربية على تشكيل خطوط خاصة بها دون الحاجة إلى الموديلات الأجنبية.
فيما يتعلق بالوضع السائد حالياً في سوريا؛ مساندة جهود الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي تقوم بها من أجل إنهاء أعمال العنف والبدء بالعملية السياسية. لفت انتباه جميع الأطراف المتنازعة في سوريا إلى تحملهم مسؤولية وقف جميع أعمال العنف في سوريا وتطبيق جميع عناصر خطة كوفي عنان مندوب الأمم المتحدة والجامعة العربية في المنطقة. دعوة النظام الحاكم في سوريا إلى خطو خطوات عاجلة من شأنها حل الأزمة الإنسانية في البلاد.
في الحين الذي نشعر فيه بالامتنان تجاه التطورات في تونس، يجب الإشارة إلى أهمية الأخذ بعين الإعتبار بمبادئ المساواة بين الأجناس، الأديان، الجماعات العرقية والأقليات، واحترام القانون والفصل بين القوى في إعداد الدستور الجديد للبلاد.
الإيمان بقدرة الشعب المصري على إحياء روح ميدان التحرير والسير إلى الأمام على ضوء المطالب الشرعية وتوقعات الشعب المصري، والتأكيد على أن خطو مصر خطوات إيجابية تجاه الديموقراطية والاستقرار في البلاد سوف تكون نقطة مهمة لدول المنطقة.
تقدير جهود الشعب اليمني المتكاتفة من أجل وضع حد للحكم الاستبدادي والتأكيد على مساندتهم في مسيرتهم نحو الديموقراطية والحرية. لفت الانتباه إلى العنصر المؤثر في تعيين الحقوق الديموقراطية وحريات الشعب الجزائري في الانتخابات المقبلة في الجزائر، وتسليط الضوء على أهمية التوزيع العادل للموارد من أجل تحقيق سلام اجتماعي سائد في الجزائر أحد الدول الأكثر ثراءً في المنطقة.
مساندة تصميم رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس في إجراء الإنتخابات الفلسطينية في هذا العام، ومساندة جهود المصالحة والانسجام بين فتح وحماس والمطالبة بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة ضمن الحدود المعترف بها وأخذ مكانها في الأمم المتحدة بأقصر وقت ممكن.
الإيمان بأهمية مشاركة جميع الليبيين في انتخابات المجلس الدستوري الذي سيتم إجراؤها في ليبيا في ال 20 حزيران من هذا العام لأن ذلك سوف يكون مهماً من ناحية مستقبل ليبيا، ولفت الانتباه إلى ضرورة إعطاء الأولويات للإصلاحات في القطاع الأمني ونزع السلاح في ليبيا التي سوف يكون لها دور مهم في إحداث السلام في البلاد.
الإشارة إلى ضرورة التزام جميع الأطراف في البحرين بحوار هادف وشامل من أجل الحيلولة دون تصاعد العنف في البلاد، والإيمان بأن هذا الحوار يحمل أهمية حيوية من أجل جعل البحرين أكثر ديموقراطية وأكثر حرية.
كما أننا نرى أن التطورات الجارية في الدول غير الوارد ذكر اسمها هنا في سياق الديموقراطية، الحريات، احترم القانون وحقوق الإنسان تقع ضمن نطاق توقعات و طلبات الشعوب العربية.
الربيع العربي ضروري من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة من رغبات وطلبات شعوب المنطقة نحو الديموقراطية والحرية، واحترام حقوق تقرير المصير، والحفاظ على زخم التغيير، وتحقيق سلام ونظام ديموقراطي دائم.
ويتم تقييم تعاون المجتمع الدولي بشكل أكثر حميمية مع الشعوب العربية التي تناضل من أجل الديموقراطية والحرية، بأن ذلك سوف يكون له أثر في منح قوة للتحولات الديموقراطية، العادلة والشاملة.
وبأن نجاح التحولات في الجغرافيا العربية، إجراء انتخابات ديموقراطية حرة ونزيهة وإقامة العدالة سوف تكون مرتبطة بتأمين المساواة بين جميع المواطنين من ناحية الحقوق والقانون وخلق التكافؤ في الفرص.
الأخذ بعين الإعتبار بالقيم الثقافية والتقاليد للنساء والشباب، سوف يكون عاملاً مهماً لجعلهم أكثر إنتاجية في مستويات المجتمع كافة.
ويسعدنا أن نعبر عن امتنانا لمشاعر التقدير والشكران التي أبداها ضيوفنا لحزب الشعب الجمهوري بصفته الطرف المضيف ونعبر لهم ايضاً عن شكراننا لهم مرة أخرى على مساهمتهم معنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.