في خطوة مفاجئة سيكون لها ما بعدها عاد الامين العام السابق لحزمة الأمة القومي الفريق صديق محمد إسماعيل الي قيادة الحزب، ولكن هذه المرة في موقع رفيع “نائباً لرئيس الحزب"، بعد أن خرج منها وفق تمرين ديمقراطي صاحب اجتماعات الهيئة المركزية التي عقدت في السابع من أبريل الماضي، بعد صراعات طويلة مع عدد من قواعد الحزب على رأسهم قطاع الشباب الذي يرى أن الرجل يقود خطا سيؤدي بالحزب أو أنهم يتهمونه بقيادة الخط" المهادن" للنظام الحاكم؛ مما أسهم في ضياع الخط السياسي للحزب، والذي دافع عنه الفريق صديق حينها بقوله “إن من يقول أننا ضيعنا خط الحزب السياسي يجعلون من الحزب زريبة كل شخص يبرطع فيها كما يشاء"، مؤكدا أن الحزب مؤسسة لها جماهير على درجة عالية من الوعي، ولديه قيادات لديها غيرة تنظيمية وولاء للكيان لا يضاهيها أحد في إطار هذه المعاني، فلا يمكن لفرد أن يسير بالحزب في اتجاه يفقده البوصلة كما تقول أنت. غير أنه عاد ليقول إنّ هناك حملة مسعورة ضده بصفة شخصية ومستمرة حتى الآن، متهماً بعض العناصر داخل كيانهم وخارجه تسعى من لتصفية حساباتها معة وتعصف به لخارج الحزب وليس الأمانة العامة، عازياً المسألة لمرارات وسوء تقدير نتيجة لتوهان سياسي وقانوني بسبب قصور فهم لدور الهيئة المركزية وحدود مسؤولياتها، مشيرا إلى أن الهجوم عليه ليس لأمر تنظيمي وإنما لطابع شخصي والرغبة في التشفي والانتقام من الأمين العام، وهذا ما خلق ظاهرة استقطاب حاد ما جعل البعض يظن أن حزب الأمة ضيعة خاصة بهم ولهم حق امتلاك القرار الأول والأخير فيه، قرار العودة الذي لم يجيء وفق تمرين ديمقراطي أصدره رئيس الحزب الصادق المهدي أمس الأول قرر فيه تعيين الفريق صديق محمد اسماعيل نائبا له في الحزب في خطوة مفاجئة، بيد أن نائب رئيس الحزب الحالي اللواء فضل الله برمة ناصر في حديث ل(الأحداث) دافع عن القرار، واعتبر انه جاء وفقاً لتوزيع المناصب المعتمد لدى أجهزة الحزب، بجانب رغبتهم في الحزب للاستفادة من مقدرات اسماعيل في موقع آخر بعد أن تولى مسئولية الأمانة العامة طوال الفترة الماضية باقتدار، خاصة وأن الرجل من الكوادر التي يشهد لها بالكفاءة، وانه أهلٌ لهذا الموقع على حد تعبيره. الناقمون على الرجل يرون في عودتهم ردة عن الديمقراطية التي شهدتها اجتماعات الهيئة المركزية للحزب الشعر الماضي، والتي أطاحت بالرجل من على سدة الأمانة العامة بعد صراع طويل مع معارضيه الذين يرون أن سياسات الرجل أسهمت في تشرذم الحزب، وسارعت بأن تغادره كثير من القيادات الرفيعة لها رأسها من خرجوا عقب المؤتمر السابع للحزب مباشرة؛ احتجاجا على تولي الفريق صديق الامانة العامة، وقاموا بتكوين ما يسمى ب"التيار العام"، عضو الهيئة المركزية والمكتب السياسي بحزب الأمة فتحي حسن عثمان مادبو قال ل(الأحداث) أمس إن من حق رئيس الحزب تعيين من يراهم نوابا له، لكنه أكد انهم كاعضاء في مؤسسات الحزب المختلفة وفي إطار الممارسة السياسية يرون أن هذا القرار يعتبر “صفعة" في وجهة الممارسة الديمقراطية؛ لجهة أن الأمين العام السابق سحبت منه الثقة في عمل تنفيذي؛ الأمر الذي يعني أن أداءه التنفيذي كان ضعيفاً، وبذلك يكون غير جدير بقيادة أي عمل تنفيذي داخل الحزب. وأوضح أن تعيينه نائبا للرئيس يعني أنه سيحل في مكانه حال غيابة وسيكون مسئولا عن العمل التنفيذي، وهذا يعني خلق “فتنة “ جديدة داخل صفوف الحزب ورعاية للصراع بصورة مؤسسية ما سيدخل الحزب في دوامة صراع لا أول لها ولا آخر لن الفريق صديق هو القاسم المشترك الأعظم في الصراعات داخل حزب الأمة منذ المؤتمر العام السابع وحتى اليوم، على حد تعبيره، ووجوده في هذا المنصب يعني استمرار صراعات الحزب والتشظي والتسبب في عدم اكتمال لم شمل حزب الأمة، وذهب إلى أنهم كشباب لا يرون أن منصب نائب الرئيس ليس محلا لشخص قالت فيه مؤسسات الحزب رأيها. واعتبر أن ما أقدم عليه رئيس الحزب من ممارسة غير مسبوقة. وأضاف أنه لم يحدث طوال تاريخ الممارسة السياسية على مستوى العالم بكل أحزابه أن تم ترفيع شخص سحبت منه الثقة، معتبرا ما تم استثناء لشخص ليست له اجندة. وقطع مادبو بان قرار تعيين الفريق صديق لم يستشر فيه أحد سواء كان ذلك داخل المكتب السياسي أو الهيئة المركزية. وتابع “ نحن حقنا ان يكون لدينا رأي فيما يتم داخل الحزب لأن رئيسه لا يرأس فراغ وإنما مؤسسات مكتملة وهذه المؤسسات لديها رأي “. وتعهد بأن القرار سيجد مناهضة من كافة مؤسسات الحزب المختلفة، واصفاً إياه بالقرار غير المستساق وأن تم السكوت عليه ستكون نتيجته انقسام الحزب، وسيشكل اخطارا كبيرة. رئيس لجنة الاعلام بالمكتب السياسي وعضو هيئة الضبط والأداء بالحزب عبد الحميد الفضل قال ل(الأحداث) أمس إن خروج صديق من الأمانة العامة جاء بعد تراضي من الجميع، معددا ما قام به الرجل من ممارسات ايجابية حين ارتفع إلى مستوى كبير من الايمان بمبادئ حزب الأمة لترحيبه بدكتور ابراهيم الأمين داخل اجتماعات الهيئة المركزية؛ الأمر الذي عده عبد الحميد “لفتة بارعة" يجب أن يجازى عليها. وقطع أن هذا الأمر لم يحدث طوال تاريخ الحزب إن فعل شخص ذلك؛ لأن كل من كانوا يخرجون من مؤسسات حزب الأمة، على حد قوله، يقومون بخلق كيانات أخرى خارج الحزب هذه اللفتة جعلت كل أعضاء الهيئة المركزية يرحبون بهذا المنحى. وعبد الحميد أسهب في تعديد محاسن الفريق صديق الايجابية، وقال إن رئيس الحزب تحدث عن شجاعته، مشيرا إلى عدم ملاحظتهم عليه ما يشين، وما يجعلهم يستنكرون أن يكون في موقع نائب الرئيس، مبديا استغرابه للموقف الرافضين لعودته. وأشار إلى أن اعضاء المكتب السياسي كافة يسعون لعودة الخارجين عن الحزب؛ لذلك ماذا يضير إن عاد الفريق صديق؟. وعد كل الذي يحدث عبارة عن صراعات وشخصنة لا داعٍ لها، قاطعا بعدم حدوث أي مناهضة لهذا القرار. وقال إن الصراع الذي يتحدثون عن حدوثه صراع قديم تعودت عليه مؤسسات الحزب التي قال إنها ستسير في طريق الحوار لجمع الصف خاصة وأن الفرق الذي أدى لإبعاد صديق عن الأمانة العامة ولاتيان بالدكتور ابراهيم الأمين كان (32) صوتا فقط، موكدا أنه سيسعى لإنهاء هذه الصراعات والمشاحنات. وزاد “أنا متفائل خيرا بانتهاء الصراعات في الحزب قريبا. استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية بروفيسور صلاح الدومة قال ل(الأحداث) إنه أول من تنبأ بعودة الفريق صديق إلى الحزب في منصب رفيع عقب اقصائه من الأمانة العامة في اجتماعات الهيئة المركزية للحزب. وأشار إلى أنه كان واثقا من أن رئيس الحزب الصادق المهدي سيكافئ الرجل بمنصب مهم جراء الوفاء الشديد الذي يكنه الرجل لزعيم الحزب، وأنه قام بتعيينه في هذا المنصب لثقته التامة بأنه لا يخضع للتصويت العام، كما هو في منصب الأمين العام الخاضع للتصويت، بجانب أنه يأتي بصورة ديمقراطية عكس منصب نائب الرئيس الذي هو من صلاحيات رئيس الحزب يعين فيه من يراه أهلا لذلك، نافيا في الوقت ذاته التهم التي يقذف بها معارضو الرجل في أنه من تسبب في تشرذم حزب الأمة، وخروج عدد من قياداته، وجرّه لخط ومنفستو غير الذي عرف به الحزب. وقال إن الفريق صديق لم يؤدِ بالحزب إلى الهلاك، وانه يقوم بتنفيذ سياسات الحزب التي يعلن عنها رئيسه وتوجيهاته، وبالتالي لا ذنب له فيما يحدث للحزب. وتابع: إن كل قادة الحزب يعلمون أن الرجل يقوم بتنفيذ سياسات المهدي، ولكن الشباب البعدين عن مفاصل القرار في الحزب قد لا يعلمون ذلك، عازيا الأزمة التي يعيشها الحزب لتوجيهات الصادق المهدي وقيادته لخط المهادنة مع المؤتمر الوطني والسير في ركب الانقاذ، خاصة وأن الرجل يعمل عكس الافكار التي يؤمن بها خاصة مطالبته بالديمقراطية في الدولة، بينما يمارس الديكتاتورية داخل حزبة بصورة “فظة".