النتيجة الوحيدة التي خرجت بها اجتماعات الهيئة المركزية لحزب الأمة القومي أنّها أطاحت بالأمانة العامة، بينما أبقت على مؤسسات الحزب الأخرى كما هي. والمفارقة أنّ الأمين العام الذي حاز على أعلى الأصوات تم طرح الثقة عنه وخلفه منافسه الذي حاز على (54) صوتاً. ومسألة التراضي المتحدث عنها لترجيج كفة الأمين العام الجديد د. إبراهيم الأمين، تطرح عدة تساؤلات هل ما تم في اجتماعات الهيئة المركزية كانت ديمقراطية حقة ام تسوية سياسية..؟ (الرأي العام) حاورت الأمين العام السابق (المطروحة الثقة منه) الفريق صديق محمد إسماعيل، عما دار خلف كواليس تلك الاجتماعات. * سيد الفريق ابتداءً ما هي قراءتك لنتائج الهيئة المركزية المتعلقة بالإطاحة بك من الأمانة العامة؟ أولاً ازجي التهاني لجماهير حزب الأمة القومي لتمسكهم بالديمقراطية وآلياتها في التعبير عن مواقفهم وآرائهم، كما أهنئ د. إبراهيم الامين لنيله ثقة أعضاء الهيئة المركزية. وبالنسبة للإجابة عن السؤال فقد اجتمعت الهيئة المركزية في ظروف بالغة التعقيد وشهدت استقطاباً حاداً، والواضح ان هناك نية للنيل من الأمانة العامة بغرض الإصلاح لأخطاء يعتقدها المطالبون بها، واذا كانت الأمانة العامة جاءت نتيجة لتلك الأخطاء (إضافة - 250 اسماً لأعضاء الهئية) فالمعنى بعدم الشرعية ابتداءً الهيئة المركزية وليس الأمانة العامة، وبالتالى الأمر محتاج الى وقفة مع الذين اتخذوا القرار، وفي اعتقادي أنّ ذلك نتيجة طبيعية. *هذا يعني أن ثمة ظلما لحق بالأمانة العامة؟ أتمنى أن تكون هناك مساحة حقيقية للوقوف أمام أداء الأمانة، بعيداً عن الاستقطاب والاستقطاب المضاد والغضب الذي تم التعامل به مع أداء الأمانة العامة حتى يقيم أداء الأمانة العامة بعدالة، وقد تم التعامل مع الأمانة العامة بالموقف المسبق من الأمين العام. وذلك انسحب تلقائياً على كل جهات الأمانة العامة وهذه محطة يجب أن نقف عندها. * هل يعني أن تقرير الأمانة العامة لم تتم مناقشته بموضوعية؟ لقد تمت إجازة خطاب الرئاسة وتقرير المكتب السياسي، والهئية العامة، وكل مؤسسات الجهاز التنفيذي وتلك لم تشتك من تقاعس او تقصير في اداء الامانة العامة، بجانب ان تقرير الأمانة العامة لم يناقشه ويقرأه بجدية وموضوعية إلاّ شخص واحد وهو المهندس صديق الصادق المهدي لجهة ان هناك خطة مسبقة لإبعاد الأمين العام ألقت بظلالها على اداء الامانة العامة. وادعو الأحباب بأن لا يكون ذلك مدعاة لظلم إخوانهم وعدم إنصافهم، وعليهم تقييم أدائهم. * هذا يعني أن الإطاحة بالأمانة العامة جاءت نتيجة لتسوية؟ أؤكِّد لك أنّ ما تم في اجتماعات الهيئة كان منتهى الديمقراطية وليست هناك تسوية سياسية، فالتسويات تكون بين الجماعة المحتجة واصحاب القرار وانا كنت واحدا من اصحاب القرار في الحزب قبل طرح الثقة عني، وان ما حدث كان نتيجة طبيعية لحالة الشد والجذب والاستقطاب ليس إلاّ. * لكن الأمين العام الجديد الذي تم التوافق عليه فشل في نيل ثقة الأمانة العامة من قبل، كما ليس هناك منافس له؟ عدم وجود مرشح آخر لا يعني ان هناك توصية مبطنة لمعادلة مخرجات اجتماعات الهيئة، وكما ذكرت سابقاً ان التقرير الذي طرحت عنه الثقة لم يناقش بموضوعية، وأود أن أذكر لك مشهداً واحداً يدلل على ديمقراطية الإمام الصادق الذي دافع عن إرادة الجماهير في تقديم مرشح لها للهيئة المركزية عندما حاول البعض تقليل مساحة تقديم الترشيحات. * بخروج الفريق صديق إسماعيل من الجهاز التنفيذي للحزب هل انتهت المشاكل داخل أروقة الحزب؟ الأيام حُبلى وهي التي ستكشف عن ذلك. * هناك تسريبات عن ترشيحك لشغل منصب مساعد أو نائب لرئيس الحزب؟ أنا في خطابي أمام الهيئة المركزية أوضحت ذلك وقلت بأنني سأبقى في صفوف الحزب ومن قياداته الفاعلة والناشطة ولن أبخل عن الإدلاء بدلوي وبسط اسهاماتي متى ما استشرت وطُلب مني ولكن لا أرغب في شغل أي موقع في مؤسسات الحزب. * ماذا تقول للأمانة العامة الجديدة؟ الممارسة التي أرساها الحزب في اجتماعات الهيئة المركزية متطورة ومتقدمة، وعلى الذين وقفوا مع الأمين العام الجديد أن يساندوه في البناء وترسيخ الديمقراطية. الراي العام