الكل يعرف أن لا مكاناً أو زماناً للمرض.. فالمرض عندما يداهم الانسان لا يرى إلى نوعه أو سنه أو شكله، فيصيب الانسان في أي وقت.. لذلك اتجهت المستشفيات بملحقاتها كافة إلى العمل (24) من أجل محاصرة المرض والشفاء منه, قبل أن يستفحل ويصعب الشفاء منه.. فالمستشفيات الخاصة تفتح أبوابها على مدار الساعة بخدماتها كافة، وكذا الحال لدى المستشفيات الحكومية، إلا أن هناك مستشفيات حكومية في الكثير من المناطق بالسودان تعمل كالأسواق، أي لديها أوقات محدده لاستقبال المرضى. هذا النوع الأخير يعد أفضل حالا من مستشفى منطقة الريمتاب المكتظة بالسكان المنطقة، إحدى قرى ولاية الجزيرة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من (3) ألف مواطن يشغل معظمهم أي حوالي90% منهم الزراعة مهنة لهم. وتعتبر قرية الرميتاب من القرى الرائدة في مجال التعليم بولاية الجزيرة.. مستشفى الريمتاب تغلق أبوابها في أيام الجمعة والسبت من كل أسبوع، ومن أراد أن يتعالج فيها عليه أن يأتي في الأيام المحددة أو أن يذهب إلى أي مستشفى آخر أو أن ينتظر حتفه إذا كان لا يستطيع الترحال من الريمتاب إلى اقرب مستشفى آخر.. هذه الوضعية جأر منها مواطنو الريمتاب في الآونة الاخيرة إلى أن فاض بهم الكيل ليصبوا جأم غضبهم ل(الأحداث) من طريقة العمل في المستشفى.. ليقول المواطن محمد أحمد عثمان أول مرة نرى مستشفى تعطل يومين في الأسبوع، وهما يومي الجمعة والسبت بالرغم من وجود الكادر الطبي. وقال ل(الأحداث) إن الأوضاع بمستشفى الرميتاب تحتاج إلى اعاده صياغة؛ لأن مواطني المنطقة يعانون من تردي الوضع البيئي والصحي بالمستشفى بجانب معاناتهم في إغلاق أبواب المستشفى يومين من كل أسبوع، وبصورة راتبة؛ مما خلق الغضب في نفوس المواطنين. وزاد بالقول: والغريب في ذلك حتى الصيدلية معظم الأدوية التى يحتاجها المريض لا تتوفر فيها. وقال إذا مرض أحد في يومي عطلة المستشفى ما على أسرة المريض إلا أن تنقله إلى أقرب منطقة تسمى ود النعيم تبعد عن الرميتاب (17) كيلومترا أو ود مدني أو الحوش اللتين لا تقلان بعداً من منطقة ود النعيم؛ والأمر يتعقد في فصل الخريف حيث يصبح الترحال من ضروب المستحيل، لافتا إلى أنهم استبشرو خيرا عند افتتاح الصرح الصحي بالمنطقة، إلا أنه عاد عليهم بما تشتهي النفوس. ومضى بالقول: أوضاع المرضى لا تحتمل أي عطلات أو اجازات. لافتا إلى أن أبواب المستشفى تغلق بعد الظهيرة في الأيام التي تعمل فيها ولا تتعدى الساعة الثالثة بعد الظهر. وقال إن المواطن البسيط أصبح ضحية الإهمال. لافتا حكومة ولاية الجزيرة بأن توجه مسئولي الصحة بأن يوجهوا بدورهم المستشفى لأن يعمل على مدار الساعة وأن يُحاسب كل من يقصر, وأن يعمل على المتابعة والمراقبة في كل المؤسسات الخدمية الصحية بمناطق الولاية كافة. وناشد وزارة الصحة الاتحادية والولائية الوقف بنفسها على ما يجري بالمستشفى من تقصير في حق المواطنين بإغلاق المستشفى في يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، بجانب التردي البيئي والصحي بداخله، بالإضافة إلى غياب الإشراف الصحي بمستشفى الريمتاب فضلا على عدم توفر الأدوية لكثير من الامراض. ودعا محمد والي ولاية الجزيرة أن يهتم بالمستشفى وأن يوجه أجهزته لضبط العمل بمستشفى المنطقة على وجه الخصوص وبمستشفيات مناطق الجزيرة المختلفة بصورة عامة. فيما أمن على حديث محمد مواطنه أحمد عباس. وزاد عليه بالقول: كل المناطق من حولنا لا تتعطل مستشفاها يومين في الأسبوع. وأضاف ل(الأحداث): الكادر الطبي بالمستشفى موجود ولا ينقصها شيء، فالمشكلة تكمن في العطلة غير المبررة بجانب غياب عدد مقدر من الأدوية بالصيدلية؛ مما جعل الكثيرين من سكان الريمتاب يهاجرون إلى خارج القرية، أما إلى ود النعيم أو مدني وغيرها من المناطق التى أحسن منا حال, لافتا إلى أن جميع المواطنون عانوا من مشكلات المستشفى ولاسيما العطلة في يومي الجمعة والسبت, وعلق بالقول: (المرض ما معروف يجي للانسان متين). وتابع: صحة الانسان مسئولية الحكومة التي يجب أن تفرض علي مسئولي الصحة ان يعمل المستشفى على مدار الساعة ويستقبل كل الحالات في الأوقات كافة. وناشد أهل المنطقة أن يصعدوا الشكوى إلى وزارة الصحة الولائية والاتحادية حتى تُحل في أسرع وقت. وقال: علي السلطات أن تقف بجانب المواطن وتحسن من الوضع البيئي بالمستشفى، بالإضافة إلى توفير الأدوية الاساسية لينعم المواطن البسيط بخدمة طبية تليق به كانسان.