* أن تكون في حضرة الفنان د. عبد الكريم الكابلي فيعني ذلك أنك في حضرة المتعة والدهشة والحماس, ويعني أنك ترقص وسط طبول الطرب ورياض الفن الجميل, هذا الاحساس كان يلازمني عندما كنت حضورا لأمسية (الزول السمح) التي أقامها منتدى النادي العائلي ليلة يوم الاثنين من الاسبوع الماضي. * ذهبت إلى النادي العائلي مبكرا وكنت على ثقة بأنني سأحظى بأمسية لن تتكرر في القريب العاجل, لأنه ليس من السهل أن تستمع للكابلي في أمسية كاملة تخصص له يغني فيها لوحده ودون أن يشاركه فيها أحد, وهي من الليالي التي تتكرر كثيرا, ولم يخب الكابلي ظن الجميع حيث حضر مبكرا وفي المواعيد المحددة له. * المنتديات الفنية عادة ما لا يحب الجمهور فيها أن يكثر أحدهم الكلام وتجد الجميع يطالب بالغناء فقط, إلا أن الجمهور في ذلك اليوم كان يحب ويتابع بشغف حديث الكابلي دون ملل أو غضب أو أي محاولات لجعله يختصر الكلام حتى أن هنالك من كانوا يسجلون حديث الكابلي عن التراث والأغنيات التراثية والوطنية لأنهم يعلمون أنه مصدر موثوق به للحصول على المعلومة الصحيحة فيما يخص التراث السوداني. * وأكثر ما أدهشني في تلك الليلة حضور بعض الأطفال والشباب دون العشرين عاما وتفاعلهم مع أغنيات الكابلي بل كان بعضهم يرددها معه ويتفاعلون مع تلك الأغنيات حتى إن أحد الأطفال قدم فواصل من (العرضة) أمام ناظري الكابلي وهو يصدح بأغنيات التراث, مشهد يحكي ان هنالك شباباً لا تزال مسامعهم نظيفة ولم تتلوث بالهرج والضجيج الذي نسمعه هذه الأيام ويسمونه غناء. * إلا أن أسوء ما في هذه الليلة تلك التي كانت تظن أنها تحاور الكابلي وأقول إنها تظن لأنها كانت دون المستوى, لو كانت لها اخطاء عادية لما تضجر منها أحد ولكنها اخطأت في كل شيء ولم تكن تمتلك أدنى المقومات لتحاور شخص بقامة الكابلي وهذا سؤال نوجهه لقادة منتدى النادي العائلي من الذي قال لهم إن تلك الفتاة قادرة على محاورة الكابلي.. والأدهى والأمر أن أحدهم قال لي إنها مذيعة في إحدى قنواتنا الفضائية ولو كان ذلك صحيحاً فإنها فضيحة لتلك القناة. * أتمنى أن تتيح منتدياتنا الثقافية والفنية مثل هذه الليالي حتى لا ندع المجال لأنصاف المواهب أن تتمدد فيها, لأن فنانين مثل الكابلي لن تجود الساحة الفنية بهم في القريب العاجل لذا يجب علينا أن نفسح لهم مساحات حتى نتعلم ويتعلم المبدعون من هذا الجيل كيف يكون الفنان فنانا.