كشف رئيس السلطة الأقليمية لدارفور التجاني السيسي عن جهود تبذلها قطر لإلحاق رافضي اتفاق الدوحة بسلام دارفور، وبدا متيقناً أنه وفي خلال الأسابيع القادمة سيكون هناك جهد مبذول ونشاط في منبر الدوحة. وأكد أن باب التفاوض لم يقفل مع الحركات المسلحة بدارفور، وأن الباب سيظل مفتوحاً على الدوام لمن يرغب أن يركب قطار السلام. مشيراً إلى أن الحركات يمكنها أن تذهب مباشرة إلى الدوحة وتتفاوض مع الحكومة السودانية، وزاد: "إذا جاءت بأكثر مما جئنا به، نحن على أتم استعداد للقبول به ونرفض إذا تفاوضت هذه الحركات بأقل مما جئنا به في الدوحة". وأضاف السيسي "لا أريد الإفصاح عن اتصالات بعض القادة الميدانيين مع دولة قطر ومعنا"، وتابع: "أؤكد أن هناك مجهودات تبذل وأعتقد جازماً ومتيقناً أنه وفي خلال الأسابيع القادمة سنسمع عن جهد مبذول ونشاط في منبر الدوحة". وأقر السيسي بمشاكل تواجه إنفاذ اتفاق سلام الدوحة بينها عدم توفر الالتزامات المالية في وقتها لتسيير أعمال السلطة الانتقالية، لكنه قال إن بعض الأموال بدأت تنساب من وزارة المالية، وأكد أن توفير المرتبات للعاملين بالسلطة كان من أكبر التحديات، وأردف "تحصلنا على الكثير من المعينات مما يمكننا من تسيير أعمال السلطة الأنتقالية" وشكا السيسي في برنامج "مؤتمر إذاعي" أمس من ضعف الطاقة الكهربائية المخصصة لدارفور. وتابع "كهرباء دارفور كلها 25 ميقاواط وهي طاقة شارعين في إحدى المدن. علينا أن نربط دارفور بالكهرباء القومية إن أردنا سلاماً بها" معلناً عن رصد أموال لإكمال الخط الناقل للكهرباء في أقرب وقت، كاشفاً عن مشاكل تعيق استمرار الأعمال التنموية في دارفور، مؤكداً توقف عمل الشركات في طريق الإنقاذ الغربي متعللة بالأوضاع الأمنية، مطالباً بحث الشركات لاستئناف أعمالها لتكملة الطريق. وأكد السيسي أمس أن المصالحات في دارفور لن تتم قبل أن تأخذ العدالة مجراها، مطالباً بتهيئة البيئة المناسبة لتحقيق العدالة وزاد "علينا أن نعلم أن المحكمة الخاصة والمدعي العام لجرائم دارفور في حوجة إلى أن تتوفر لهما البيئة الملائمة للعمل"، مطالباً بالعمل بجدية لعودة النازحين إلى قراهم ليلتحقوا بدورة الإنتاج عوضاً عن بقائهم بالمعسكرات، وأشار إلى أن عودة النازحين في ظل انعدام الأمن ستؤدي إلى نتائج عكسية، كاشفاً عن الاتجاه لعقد مؤتمر للنازحين لمناقشة قضية العودة الطوعية، وحث على إجراء استفتاء دارفور وتضمين نتيجته في الدستور القومي للبلاد، وتابع "لايمكن أن نتوقع المصادقة على دستور يؤسس لحكم ولايات ثم يأتي أهل دارفور بعد ذلك ويطالبون بالإقليم. ضروري إجراء الأستفتاء قبل الدستور"، مشيراً إلى أن الوضع الحالي للسلطة لا يؤهلها إلى إجراء الاستفتاء. وقال السيسي المالية طمأنتهم بوجود أموال إعمار دارفور البالغة (200) مليون دولار وسيتم تحويلها إلى صندوق إعمار دارفور قريباً، معلناً عن اجتماع مرتقب للجنة الإشرافية لمراقبة سلام دارفور بالعاصمة القطرية الدوحة لتقييم مسار إنفاذ سلام دارفور، مؤكداً مناقشة الاجتماع قضية مؤتمر المانحين لدعم دارفور، وتوقع مشاركة العالم في المؤتمر بصورة اكثر جدية من السابق ، ورجح مشاركة الولاياتالمتحدة الأمركية عقب تأكيدات مبعوثها لدارفور دان سميث، لافتاً إلى أن أمريكا كان لديها تحفظات على سلام الدوحة لعدم اشتماله على كافة الحركات المسلحة في دارفور لكنها تأكدت أن الحركات الرافضة لها أجندة لا تتصل بقضية دارفور حسب قوله.