نقل مبعوث السلام كوفي عنان "قلقه العميق" إلى الرئيس السوري بشار الأسد أمس جراء الأوضاع المتصاعدة في البلدات السورية المختلفة وطردت الدول الغربية مبعوثيها احتجاجا على مذبحة قتل فيها 108 مدنيين كثير منهم أطفال في بلدة الحولة. أمرت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وبلغاريا وأستراليا بطرد المبعوثين السوريين من عواصمها في تحرك سلط الضوء على العزلة الدبلوماسية للأسد. وأثارت مجزرة الحولة عاصفة قوية من الإدانة في أنحاء العالم. وقالت الأممالمتحدة إن أسرا بأكملها قتلت بالرصاص داخل منازلها. وقال مسؤول أمريكي إن وزارة الخارجية الأمريكية أمرت بطرد القائم بالأعمال السوري في واشنطن. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن الدبلوماسي السوري سيمنح 72 ساعة لمغادرة البلاد. وتم استدعاء عماد مصطفى السفير السوري لدى واشنطن منذ فترة طويلة إلى دمشق في أواخر العام الماضي ولم يعين رسميا بديل له. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيو في مقابلة مع صحيفة لوموند اليومية "بشار الأسد يقتل شعبه ويجب تنحيه عن السلطة بأسرع ما يمكن." وقال نظيره الأسترالي بوب كار "هذه المذبحة لأكثر من 100 رجل وامرأة وطفل في الحولة جريمة بشعة ووحشية." ونفت حكومة الأسد في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين علاقتها بالمجزرة أو حتى وجود أسلحة ثقيلة لها بالمنطقة. ويحاول عنان إنقاذ خطة سلام بدأت قبل ستة أسابيع وتدعمها الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية لكنها لم تنجح في إيقاف نزيف الدم بعد مرور 14 شهرا على الانتفاضة السورية ضد الأسد. وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان بعد محادثات استمرت ساعتين في دمشق: إن عنان أبلغ الأسد "بالقلق الشديد لدى المجتمع الدولي بشأن العنف في سوريا بما في ذلك على الأخص الأحداث الأخيرة في الحولة." وحث وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله مجلس الأمن على إعادة النظر من جديد في موقفه من سوريا. وقالت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بجنيف إن أقل من 20 من قتلى الحولة وعددهم 108 لقوا حتفهم بنيران المدفعية والدبابات، وهي أسلحة ليست بحوزة مقاتلي المعارضة الذين يستخدمون أسلحة خفيفة. وأبلغ ناجون محققي الأممالمتحدة أن أغلب الآخرين قتلوا برصاص ميليشيا الشبيحة الموالية للأسد والتي كانت تهاجم معاقل المعارضة في السابق وتثير الرعب فيها. وساعدت اللقطات المصورة البشعة التي وزعها نشطاء المعارضة في إخراج الرأي العام العالمي من حالة عدم الاكتراث المتزايد إزاء صراع قتل فيه أكثر من عشرة آلاف شخص.