وصل الموفد الدولي الخاص كوفي عنان إلى دمشق امس الاثنين لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد، في الوقت الذي تستمر فيه الإدانات الدولية لمجزرة الحولة وصرح عنان للصحافيين فور وصوله إلى أحد فنادق دمشق “إنني شخصيا مصدوم إزاء الأحداث المأسوية والمروعة التي وقعت قبل يومين"، في إشارة إلى مجزرة الحولة في محافظة حمص التي قتل فيها، قصفا وبإطلاق الرصاص من مسافة قريبة بحسب مراقبي الأممالمتحدة، 108 أشخاص وجرح 300 آخرون. وأضاف عنان “إنه عمل مشين تترتب عليه نتائج عميقة"، وحث الحكومة السورية على اتخاذ خطوات جريئة لإظهار جديتها في التوصل إلى حل سلمي للأزمة في البلاد.وكان مصدر رسمي سوري قد ذكر أن انان سيلتقي الإثنين وزير الخارجية السوري وليد المعلم وعددا من مسؤولي المنظمات الدولية، ويجتمع الثلاثاء مع الرئيس السوري بشار الأسد ومن جانبه قال أحمد فوزي، الناطق باسم أنان، من جنيف إن الموفد الدولي سيلتقي أيضا خلال زيارته “ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني".وهي الزيارة الثانية لأنان إلى دمشق منذ تعيينه موفدا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية قبل ثلاثة أشهر، في إطار المساعي التي يقوم بها لحل النزاع ووقف العمل المسلح.وتأتي هذه الزيارة بعد إدانة مجلس الأمن الدولي الأحد مجزرة الحولة التي وقعت الجمعة. وقال مجلس الأمن إن الهجمات “تضمنت سلسلة غارات من الدبابات والمدفعية الحكومية ضد حي سكني"، وأن “هذا الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين ينتهك القوانين الدولية والتزامات الحكومة السورية". ووضع أنان خطة للخروج من الأزمة أقرتها دمشق وأرسلت بموجبها بعثة من المراقبين الدوليين إلى سورية للتثبت من وقف إطلاق النار الذي أعلن في 12 أبريل ويتم خرقه يوميا.وتنص خطة أنان أيضا على سحب الدبابات من الشوارع والسماح بوصول المنظمات الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المحتاجين وإطلاق المعتقلين وبدء حوار سياسي مفتوح لا يستثنى منه أي طرف.وفي سياق متصل قال ويليام هيغ وزير الخارجية البريطانية، إن بلاده وروسيا تتفقان على أن خطة المبعوث الدولي كوفي أنان هي الأمل الوحيد لإخراج سورية من أزمتها.وأضاف هيغ في مؤتمر صحافي عقده في ختام مباحثات أجراها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن لروسيا دوراً مهماً يمكن أن تقوم به لنجاح الخطة.وردا على سؤال حول إمكانية تنحي الأسد عن السلطة وفق النموذج اليمني، قال لافروف، إن أهم شيء في سورية الآن هو وقف قتل المدنيين وبدء حوار سياسي.وقال لافروف “نحن في وضع يبدو أن الطرفين شاركا فيه" مشيرا إلى وجود آثار إطلاق نار عن مسافة قريبة على الجثث إلى جانب الإصابات بالقصف المدفعي.وأضاف لافروف أن روسيا لا تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وإنما خطة السلام التي أعدها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان وتدعو القوى الغربية إلى وقف جهود إسقاط النظام.ومن جانبها طالبت الصين الاثنين بإجراء “تحقيق فوري" حول مجزرة الحولة، بدون أن تحمل الحكومة السورية المسؤولية خلافا لمجلس الأمن الدولي في إعلان الأحد.وقال المتحدث باسم الخارجية ليو ويمين إن الصين “تندد بشدة" بمجزرة الحولة وتطالب بفتح “تحقيق فوري في هذه الوقائع وكذلك البحث عن مرتكبيها".كما دعا المتحدث إلى التطبيق الكامل لخطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان المكونة من ست نقاط لحل الأزمة. وهو موقف ما انفكت تؤكد عليه الصين حليف سورية، بانتظام في الأشهر الأخيرة. وقد نقل مسؤولون في الأممالمتحدة عن المراقبين الدوليين أن 108 أشخاص على الأقل قتلوا في مجزرة الحولة بينهم 49 طفلا، إضافة الى حوالى 300 جريح. وسقط الضحايا خصوصا بشظايا قنابل أو تمت تصفيتهم “عن مسافة قريبة."