((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس حزب تجمُّع الوسط محمد مالك عثمان ل(الأحداث): لسنا ظلاً للحركة الاتحادية ولم «نأتِ» لمهادنة الانقاذ

ما أن تيّقن الرجل ومعاونوه من أن فكرة وحدة الحركة الاتحادية أصبحت غير ممكنة, وربما مستحيلة, حتى يمم وجهه شطر وجهة أخرى رأى انها تستحق أن يؤليها ما تبقت من سني عمره النضالي والسياسي, لكن هذه الوجهة التي مضى إليها ضيفي لم تكن كاملة العذرية, وسبق أن تعرضت للمغازلة, لكن من يدري فقد يكون الرجل موقن في غرارة نفسه أن وجهته لم تخضع للمغازلة أو المداعبة, وإنما تعرضت لحالة اغتصاب وحشي لم يكن الغاصب أو المغتصب على علم بمسايسة الوجهة المعنية؛ ما أفقدها العذرية. الشاهد أن هذا ربما قلل من فرص نجاحها وإنجابها مستقبلا, وإن هزت عليها بجزع النخل, وإن تساقط عليها رطبا جنيا. لكن ضيفي ونخبة خبيرة بالعمل السياسي قررت أن فكر الوسط لا يزال بكرا, وأنه لم يجد العناية المطلوبة داخل الكيانات الحزبية التي تدعي - من باب المزايدة السياسية – أنها جاءت لإعلاء شأن الوسط. والوسط هذا ما حفز النخبة آنفة الذكر, وهو ذاتها ما دعاها لتكوين «حزب تجمع الوسط», على الرغم من أن الحزبين الكبيرين الاتحادي والأمة, يصنفان نفسيهما بأنهما حزبي الوسط, وهذا يعني أن الفكرة ليست جديدة, وإنها خضعت للتجريب وفشلت. لكن مع ذلك بدأ رئيس حزب تجمع الوسط محمد مالك عثمان, واثقا من أن فكرة الحزب ستجد قبولا واسعا, يقود في خاتمة المطاف إلى بناء الدولة المدنية التي فشل الأربعة الكبار «المهدي, الميرغني, الترابي ونقد» في بنائها, وليس فقط بل أن مالك كشف في حواره مع «الأحداث» عن آليات وطرائق أهملتها الاحزاب في التعاطي السياسي الوسطي, قال إنها ستصل بفكر الوسط الى مواقعه الطبيعية في الشارع السوداني.. وتالياً نص المقابلة.
تراهنون على فكرة حزبكم لانصلاح الحال السياسي مع أن طرح الفكرة ليس جديدا وهناك أحزاب تسمي نفسها بأحزاب الوسط, وجربت هذا المسار؟
بروز حركة الوسط تزامن مع قيام مؤتمر الخريجين, ولكن عندما انقسم المؤتمر الى اتحاديين واستقلاليين انقسم الوسط ايضا, فكان أن سارت الحركة الاتحادية بزعامة الزعيم اسماعيل الأزهري في اتجاه الوسط بصورة واضحة, بمساندة فئات المتعلمين والمستنيرين والتجار أو ما يمكن أن يسمى بالرأسمالية الوطنية, وكذلك حزب الأمة مضى أيضا في الاتجاه الوسطي, لكن تأثير الطائفة أضر بالحركة الوسطية, بعدما تحولت الأحزاب إلى طائفة استطاعت أن تُخرج طبقة الوسط من دائرة نفوذ الرأي, وبالتالي أصبحت الطائفية هي المسيطرة على الحزبين, ولكن هذا بالرغم من أنه أدى إلى الاستقلال, لكن نلاحظ أن حركة الوسط توقفت بعد التحرر الوطني, ولكن رغم كل شيء كان الحراك يتجه ناحية الدولة المدنية, لكن حدثت النكسات وبرزت الفترة العسكرية الأولى والثانية, وهذه أضرت بقضية الديمقراطية والحريات في السودان, وشلت الأحزاب وأبعدتها, لذلك حدث الخلل الذي نعاني منه الى الآن.
أنت تقر بأن فكرة أحزاب الوسط كانت موجودة, لكنها فشلت, فما الداعي إذاً لتكرار الفشل وتجريب المجرب؟
نحن كنا في الحركة الاتحادية وكان تقييمنا أن الحركة تمثل الوسط في فترة البواكير, لكنها في الفترة الأخيرة عانت من تأثير الطائفية التي أقعدتها تماما عن الحركة, واختفى الحزب بعد أن اختزله السيد محمد عثمان الميرغني في شخصه, وانعدمت بالتالي المؤسسية, ولم ينعقد مؤتمر عام للحزب منذ العام 1967م, وبرغم هذا كان هناك قناعة بأن الاصلاح من الداخل افضل, لكن قبل الانتخابات الأخيرة انشقت مجموعات كثيرة من الحركة الاتحادية وكونت فصائل عدة وصلت إلى خمسة, وكلها أضرت بالحركة الاتحادية, ونحن في ظل هذه الأجواء جلسنا من أجل الوحدة, لأن قناعتنا انه اذا لم تتوحد الحركة فان الحزب سينتهى وبالتالي ينتهى السودان, وتبعا لهذا جربنا 15 محاولة لوحدة الاتحاديين بدأت في توتي في منزل أحمد الجاز جمعنا خلالها كل الاتحاديين، وقلنا إنه لابد من وحدة الصف.
عفوا.. حديثك هذا يقودنا لدمغ حزب تجمع الوسط بأنه ليس سوى خطوة ملتوية لوحدة الحركة الاتحادية؟
لا.. نحن لم نكن تجمع حزب الوسط من أجل وحدة الحركة الاتحادية, لأننا فشلنا في 15 محاولة من قبل, وانتهينا أنه لا أمل, وعندما جاءت الانتخابات الماضية سقطت كل الأحزاب الاتحادية سقوط بشع ومريع, وهذا ما جعلنا نصل من جديد إلى أنه لا أمل كلية في وحدة الاتحاديين, وبناء على هذا جلسنا وطرحنا سؤال مفاده «ما العمل بعد موات الحركة الاتحادية», وتوصلنا إلى أن التاريخ السياسي العالمي يشير بجلاء إلى أن الأحزاب المتوالدة مع الاستقلال لا تملك عاصماً من الموت أو الانتهاء في مرات كثيرة.
إذاً لماذا فكرة حزب الوسط؟
نحن أتينا لأننا نعتقد أن الوسط غير ممثل, أو أنه مشتت داخل الاحزاب, وتوصلنا إلى قناعة أن الوسط ليس حكرا على جماعة أو حزب.
لكن كل الفصائل الاتحادية التي تنشأ تقول إنها قامت لإعادة هيبة الوسط وفاعليته؟
انا لا أعلم أحداً قال هذا وفشل, لكن قناعتي أن كل الفصائل الاتحادية التي انشقت لم يدّع أحدٌ منها أنه يهدف إلى تجميع الوسط, وبعضهم لا يعرف حتى كلمة وسط نفسها, وأقول لك بصراحة لا يوجد كلام من هذا القبيل. صحيح أن الاحزاب التي تم تسجيلها قبل الانتخابات فيها مجموعة كبيرة ادعت الوسطية, ومعلوم انه بعد انفصال الجنوب تبقى 64 حزب, بعضها لا يزال يدعّي الوسطية كلافتة فقط, لكن حاليا لا يوجد حزب للوسط بدليل أن الأحزاب التي دخلت الانتخابات لا يوجد حزب منه في الساحة, لانها قامت لأسباب مرحلية, أو لأن الدولة أغرت الناس بمنحهم مليار جنيه حال شاركوا في الانتخابات.
لكن جماهير الوسط عمليا موزعة بين الأحزاب التاريخية؟
نحن نعتقد أن الوسط في الشارع كله وسمه ما شئت حزب الكنبة أو الرصيف, وهولاء الناس هم شريحة ضخمة جدا ويصلون إلى 80% بقناعتنا وتقيمنا لأن حزبنا يقف عليه شريحة من العلماء في الاقتصاد والاحصاء وغيرها, وقمنا بعمل دراسة وتوصلنا إلى ذلك, والوسط كما تعلم هو الأساس في كل مجتمع, وكل الثورات العربية قام بها الوسط, لكن للأسف الوسط في السودان تم سحقه.
لكن فتح باب العضوية على كل الاتجاهات السياسية ربما يولّد حزبا بلا هوية, أو أن يأتي متنازعا عليه بين اليسار واليمين الممثلين بصورة كبيرة في الحزب؟
نحن أتينا للملمة الوسط وهو مشتت في الاحزاب كلها, وتجّمُعنا هذا فيه قادة كانوا أعضاءً في المكتب السياسي لحزب الأمة, وأعضاء في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي, ومعلوم انهم اختلفوا تماما مع احزابهم, ولم يأتوا الينا حاملين أفكارهم الحزبية أو معتقداتهم القديمة, وإنما جاوا الينا بعد أن اقتنعوا بفكر الوسط, «يعني ما في يساري ح يجيب لينا فكر اليسار, أو يقول لينا البلوتاريا لازم تحكم», ولن يمكن أن يأتينا اسلامي ليقول إن تجمع الوسط لابد أن ينفذ الدولة الدينية أو الاسلامية, هذه هي فكرتنا.
انتم تدفعون بفكرتكم في حين أن هناك حزب الوسط الإسلامي متواجد وفاعل في الساحة السياسية بقيادة الدكتور يوسف الكودة, فهل هذا يعني أنكم حزب غير اسلامي؟
حزب الوسط الاسلامي حدد هويته, وهذا يعني أن أيما شخص خارج الدائرة الاسلامية خارج الحزب.. نحن مسلمين ولكن لا ندعو لدولة اسلامية, ونحن حسمنا أمر الدين في برنامج الحزب, وندعو للدولة المدنية التي دعا لها الرسول صلى الله عليه وسلم في دولة المدينة الاولى, وبالمناسبة حتى الأزهر الشريف قال إنه لا توجد دولة دينية كليا, وهذا ليس رأينا نحن بل رأي الأزهر.
لكن هناك صعود للاسلام السياسي في الوطن العربي ما يعني أننا فعليا على اعتاب دول دينية, حتى وإن غُلفّت بمسمى الدولة المدنية؟
الاسلام موجود في افغانستان وتركيا وتونس ومصر وغيرها, فهل كل هؤلاء لهم رؤية واحدة تجاه الاسلام؟ قطعا لا.. ونحن لنا وجهة نظر منفصلة, ونعتقد أن الدولة المدنية التي توافي كل مبادئ الاسلام هي المطلوبة.
ألا تخشون أن توصفوا بأنكم ظل للحركة الاتحادية أو أحد الفصائل المنشقة عنها, وفي البال أن مؤسسي الحزب وفكرته ليست بعيدة عن الحزب الاتحادي؟
لسنا ظلا للحركة الاتحادية على الاطلاق, ونحن خرجنا من هذه الدائرة, وقلنا إن ننوي تجميع الوسط من أقصى اليمين إلى اقصي اليسار, ولا نعني بالوسط الوسط الجغرافي, وإنما السودان كله.
تاريخيا جربت كل الأحزاب فكر الوسط, وفشلت, فهل اجترحتم مسارات جديدة لانزال الفكرة إلى أرض الواقع؟
نحن لنا رؤية واضحة وفكر بائن, وقادرون على إنزال هذه الفكرة الى الشارع, ولم نأت لنقول للمواطن إننا حزب الوسط ونكتفي, نحن وضعنا برنامجا اقتصاديا وسياسيا, ولنا رؤية متكاملة للخروج من الأزمة الاقتصادية, ورؤية للهوية السودانية, ودعوة لميثاق وعدل اجتماعي جديد, بعيدا عن الإثنية والطائفية والجهوية, ونعتقد أن المواطنة هي الأصل في كل شيء.
الا تهابون أن يُوصف حزبكم بانه تجمع للمغبونين, خاصة أنكم أتيتم من أحزاب معروفة؟
نحن مغبونين, ومغبونين جدا جدا كمان, والسبب لأن أحزابنا لم توصلنا إلى الدولة التي نطمح اليها, لذا خرجنا من هذه الأحزاب لبناء الدولة المدنية الحديثة.
هل المسرح السياسي يحتمل ميلاد حزب جديد, وهل هناك حاجة ماسة لظهور كيان جديد؟
المسرح السياسي يعاني من حالة فراغ, ونحن أتينا لملء هذا الفراغ.
عفوا.. كل الأحزاب الوليدة تقول ذلك وتفشل في خاتمة المطاف؟
لا أعلم أحدا قال هذا الحديث وفق ما نقوله نحن. وأحب أن أؤكد لك أننا جئنا بعد أن أجرينا دراسة وتحليل واحصائيات, توصلنا من خلالها إلى أن المسرح السياسي يعاني حالة فراغ, وأنه لابد من ملء هذا الفراغ, وتحديدا من خلال فكرة تجمع حزب الوسط, لذلك دعوتنا وجدت الاستجابة.. وبدلا من أن تسألني من هذا أفضل أن تسألني أين وصلتم في دعوتكم.
حسنا.. أين وصلت مراحل تأسيس حزبكم؟
نحنا نمضي جيدا في فكرة تجمع الوسط, والآن أنت تجلس في دار الحزب.
لكن هل يكفي وجود دار أو لافتة باسم الحزب لأن نقول إنكم نجحتم في مسعاكم؟
هذه مرحلة, وأن تكون لك دار للحزب في شارع البلدية هذه خطوة, ونحن حاليا على أبواب المؤتمر التأسيسي, الذي سيكون في بداية يوليو المقبل, واكتملت العضوية وتضاعف العدد الذي طلبه مسجل الأحزاب, وبلغت العضوية ألف عضو, وهذا الاقبال على تجمع الوسط لقناعة الناس بفكرته, ويوميا نتلقى طلبا بالانضمام إلى الحزب.
حاليا تنشط غالبية الأحزاب لاسقاط النظام سلميا, بينما هناك كيانات تسعى للإطاحة بالنظام عبر فوهة البندقية, أي الخيارين تدعمون؟
نحن لا نملك سلاحا لإسقاط النظام, لأننا قوى مدنية, ونطمح فقط في أن يوصلنا النظام الى مرحلة الانتخابات, اذا كان جادا في التحول الديمقراطي.
لكن ألا يبدو طرحكم مهادنا, خاصة أن كل القوى السياسية تعمل لازاحة النظام عبر الانتفاضة الشعبية, بينما تنتظرون الانتخابات, وهذه مسافة عام وزيادة, فهل ظهر حزبكم الى العلن وقد خبت جذوة الثورة فيكم؟
جذوة الثورة لم تخب, وكل شيء محتمل ووارد في السياسة.
هل إذا خرجت الأحزاب إلى الشارع لإسقاط النظام ستخرجون معها؟
عن أي أحزاب تتحدث!!
الأحزاب الناشطة في المسرح السياسي على علاتها وقلة حيلتها؟
نحن قلنا إن هذه الأحزاب فشلت في أن تدير المرحلة كلية, بدليل أن هناك مشاكل وأزمات كافية للإطاحة بالنظام, بينما النظام يمضى وتتطاول سنواته, دون يحل المشكلات, ودون أن تطيح المعارضة بالحكومة, والنظام هذا جلس على كرسي السلطة لثلاثة وعشرين عاما, بينما المعارضة لم تفعل شيئا. نحن حزب سلمي ولن نسعى لإسقاط النظام بغير الطرق الديمقراطية.
هل هذا الظهور المهادن, مرده لأن غالبية مكونات حزبكم تنتمي إلى الحركة الاتحادية وطائفة الختمية, والأخيرة هذه معروفة بمهادنة الحاكم على مر التاريخ بدء من الحكم التركي مرورا بالحكم الثنائي وانتهاءً بالانقاذ؟
ما نحن فيه حاليا ليس الحركة الاتحادية.. هذا حزب منفصل ومكوناته لا علاقة بها بالحركة الاتحادية.. ولا توجد مهادنة ونحن طرحنا برنامجنا «والمهادنة لي شنو.. نحن لم نأت لنهادن».
هل سينضم حزبكم إلى هيئة قوى الاجماع الوطني المعارضة؟
نحن لنا رؤية للخروج من أزمات السودان سنرفعها لهم وسنناقش رؤيتهم.
تاريخيا يرى المراقبون أن الاشتراكيين والشيوعيين من المنتمين إلى الحركة الاتحادية لهم تأثيرات على الخط السياسي العام للحزب الاتحادي, ألا تخشون أن يخطف اليساريون حزب تجمع الوسط, خاصة انهم متواجدون كقادة؟
تاريخيا يمكن أن يكون هناك شيء من هذا القبيل, لكن اليسار الموجود معنا هم ممن اقتنعوا بفكر الوسط, ثم أن الحركة الشيوعية نفسها سقطت في الاتحاد السوفيتي, ولن ينادي بها أحدا في السودان, وسقطت النظرية الشيوعية ولا داع لتطبيقها في السودان, ولن نسمح لاحد سواء أن كان يساريا أو يمنيا سابقا باختطاف حزب تجمع الوسط.
أنتم متفائلون في ازدياد عضوية حزبكم, في حين أن أدبيات السياسة في السودان تقول إن عاطفة المواطن تجاه الحزب منبعها تعلق الأشخاص بالزعماء, والعاطفة السياسية في السودان مقسمة بين المهدي, الميرغني, الترابي ونقد عليه رحمة الله؟
هذه النظريات جاء الوقت لمعرفة صدقيتها من عدمها, نعم الكاريزما موجودة ولها تأثير, لكن الذين تتحدث عنهم استنفذوا أغراضهم؛ لأنهم جلسوا على رأس الأحزاب 45 سنة. صحيح أن الكاريزما مطلوبة لكن ليست ضرورية, وهي ليست موجودة الآن في السودان.. والتغيير الآن مطروح في كل الاحزاب, وحتى في الدول. نحن نطرح شعارات فعالة في التنمية والاقتصاد والتعليم ونملك برنامجا متكاملا وضعه مجموعة من الخبراء, يعالج تدهور التعليم. ولنا رؤية اقتصادية متكالمة ولنا رؤية ضد سياسة التحرير.
يدور جدل كثيف حول أموال الأحزاب, فمن أين يُمول حزب تجمع الوسط؟
هذا السؤال ظل يلاحقنا كثيرا, ومن حق الناس أن يعرفوا مصدر التمويل, لكن مؤسسي الحزب من الذين تبوأوا مناصب عليا ولهم مقدرة مالية مكنتنا من الاعتماد على التبرع, وفي الفترة الأولى تبرعوا للتسيير, والآن جلس الأعضاء من أجل قيام المؤتمر التأسيسي وقرروا التبرع بميزانية المؤتمر.
أنتم في مرحلة التكوين واعتماد العضوية ألا تخشون أن تكونوا عرضة لأن يزرع الحزب الحاكم بعض الغواصات بداخلكم, وهل عندكم الآلية المناسبة ل»فلترة» العضوية؟
هذا الكلام قيل لنا كثيرا. وعلى أي حال قد يقوم الحزب الحاكم بزراعة بعض عناصره داخل حزب تجمع الوسط, لكن هذا غير ممكن في المكتب القيادي لأننا نعرف بعض لأكثر من ثلاثين عاما, ولا أحد يستطيع أن يخترقنا, وحتى أن حدث ذلك فإنه سيكون على مستوى القواعد فقط. وأنا لا أنفي احتمالية انسراب عضو بين القواعد لكن لا يمكن أن يتم زرع أيما قيادي بيننا.
هل لكم رؤية محددة في تحالفاتكم المرحلية والاستراتيجية؟
إذا اقتنعنا بأن مصلحة البلد وتأمين الديمقراطية تحتم علينا التحالف مع حزب أو أحزاب بعينها فاننا سنفعل.
حتى أن كانت الحزب الشيوعي اليساري أو حزب الترابي اليميني؟
سواء أن كان حزب الترابي أو الحزب الشيوعي أو غيره.
لكن اعذرني.. هذا سيكون تحالف دونما برنامج, أو بالأحرى سيكون اتفاق مصلحة أو رغائب, وربما يذوب فكر الوسط الذي تداعيتم لتجميعه؟
اسمعها مني.. لا يمكن أن يفرض أحدٌ أجندته علينا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.