قبل الدخول إلى موقف جاكسون الخرطوم والغوص في المعمعة والزحمة تجد أمامك العديد من الأكشاك المتخصصه في بيع أنواع عديدة من العصائر الطبيعية ويتم الترويج لهذه العصائر بمكبرات الصوت عن طريق بث الأغاني بمختلف أنواعها، ولكن محلات أولاد آدم اتخذت أسلوبا ترويجيا مخالفا لفت انتباه الكثيرين، وذلك عندما استخدموا (الوعظ) لترغيب الناس في عصير القضيم الذي يتم إعداده بطريقة متميزة. هذه الطريقة جذبت الزبائن اللذين اصطفوا أمام المحل لإطفاء ظمأهم بكوب عصيرمثلج في نفس اللحظة التي يستمعون فيها إلى (مواعظ دينية).. فيذهب الشراب غذاء للجسد فيما تذهب الموعظة غذا للروح.. الأسلوب بدورة رغب الناس، وأكسب المكان شهرة، خاصة عند فئة الشباب التي توصف دائما بأنها تميل إلى (الغناء والطرب).. وقال مهدي آدم محمد صاحب المحل المشهور بموقف جاكسون: دائما نسعى لابتكار نهج جديد مغاير في عملنا حتى يميزنا عن بقية محلات المرطبات المزدحمة داخل الموقف الجديد، ولاحظنا أن جميع محلات بيع العصير تعتمد على الأشرطة الغنائية لجذب زبائنهم، لكننا فضلنا أن تكون لنا طريقة تخصنا في عملية جذب الزبائن عكس ما يسلكه العديد من أصحاب الكافتريات عن طريقة تشغيل الأغاني الهابطة، والتي في كثير من الأحيان تخدش الحياء العام، خاصة وأننا مجتمع محافظ، لكن اختلافي في تشغيل كاسيت الوعظي الديني، والذي نستهدف به فئات الشباب، لذا فضلت أن أبدأ عملي بما يرضي الله (يعني حلال) على حد تعبير آدم الذي يصنف الغناء ب(الحرام). وأضاف: نحن نسعى لجلب المال بالحلال. وأبان مهدي العديد من الناس يأتوننا مستفسرين لماذا تحديدا نقوم بتشغيل كاسيت الوعظ الديني، وأغلب زبائننا من فئة الشباب وطلاب الجامعات، ونجد قبول منهم. وأكد أن طريقة عرضنا للمرطبات باتت حديث كل من يمر بموقف جاكسون الخرطوم ولاحظت أن عدد الزبائن يتزايد مع الوعظ أكثر من الغناء، وأنا أسعى في تغذية العقول أيضا في مقبل الأيام، ونحن نستعين بخطب الشيخ الراحل محمد سيد، وذلك لما تتميز به طريقة وعظه التي تلفت انتباة المارة، وترقب في الاستماع بإصغاء. وقال آدم على الرغم من عملنا في المحل لا يتعدى الخمسة أشهر إلا أننا استطعنا أن نضع بصمة في محلات المرطبات التي تخصصنا فيها بعصير القضيم، حيث نبيع الكوب بجنيه. أما عابدين آدم الشقيق الأصغر لمهدي الذي لم يخالفه الرأي، قال: أنا خريج جامعي وأعمل بالمحل أيضا منذ خمسة أشهر لعدم توفير مجال عمل في تخصصي، وإنني لاحظت أن هنالك عددا من الزبائن يأتون إلى المحل فقط للاستماع لوعظ الشيخ محمد سيد، بالإضافة إلى الاستماع إلى بعض من السور القرآنية، خاصة الجامعيين، ونحن نستهدف مواضيع تعتبر جوهرية، خاصة وسط فئة الشباب، ولا نقصد بذلك المتاجرة بالدين بل نساهم في إصلاح ما أفسده الدهر عن طريق الاستمتاع بالشرب والاستماع.