لم تترك العولمة شيئاً لم تدخله.. ولغة الدعاية والتسويق تقتحم حياتنا.. بعيداً عما كان سائداً حتى بين ما نأكل ونشرب وحال ذلك الرجل الذى يحمل «جردله» و«كبابي الشُب» متجولاً صباحاً بعصير الليمون.. وظهراً بمشروب الكركدي البارد جاذباً اليه زبائنه من كل الشرائح في مساحة مهمة في منطقة الخرطوم غرب.. يجمع بمفرداته «المكالمة والمسكول والرصيد».. ويعرفه زملاء «الرأي العام» ومكاتب الفيحاء والشركات والمؤسسات وحتى أصحاب الكافتيريات الذين تركوا عصائرهم واعتمدوا مشروبه لبل عطشهم واروائم وهم جميعاً مندهشون لهذه التركيبة العجيبة من المفردات.. هو عبدالرازق آدم عبدالله من أبناء نيالا.. يقول وقد استوقفناه في استراحة محارب: جئت الى الخرطوم قبل عشر سنوات.. وقد فتحت لي كشكاً لبيع الخضروات والفواكه بالعمارات شارع «15» تمت ازالته وخسرت ما بين «3-4» ملايين بالقديم.. ? وماذا فعلت بعدها؟ - تحولت الى العمل في بيع الدجاج المشوي.. أجيراً ومغامراً وأخيراً اتجهت الى بيع العصائر، الكركدي والليمون.. فيهما ثواب ومنفعة.. مبتدعاً طريقة جديدة في جذب الزبائن.. بينها.. من يريد ان يدفع لشراء «كباية» فهذه «مكالمة».. أما من يطلب الزيادة فهذه «مسكول».. والرصيد اذا دفعت ثمن الكباية.. ثم اذا دفعت نصف السعر فالاضافة مني اسميها «تحويل رصيد»..! ? من أين لك بهذه التوليفة؟ - من الذى اسمعه متداولاً بين الناس.. وهل هنالك أشهر من هذه المفردات.. بالمناسبة: أنا أيضاً أنادي على مشروب الكركدي واقول: «عصير كركدي 2009» يقولون لي 2011وفي المكاتب اقول لهم: عصير دبلوماسي.. خلطة لا يعرف سرها الا شخصي.. عبدالرازق ما يدهش ان ملابسه بيضاء ونظيفة دون ان تنالها نقطة واحدة من الكركدي أو الليمون.. يقول: هذا حرص مني.. وفي رمضان سأتحول الى الدجاج المشوي.. وهو حامد الله على رزقه.. يقول: خير والحمدلله..