مؤخرًا انتشرت في الأسواق «مكينات» متعددة الأشكال منها الكبير والصغير وقد تجمعت حولها حشود صغيرة من الناس لترى «صاحب الماكينة» «وهو يقوم بإدخال قصب السكر في فتحة أعلى الآلة لتخرج عصيراً طازجًا دون إضافة أية مادة إليه».. (تقاسيم) اقتربت إلى ذلك الرجل وخرجت منه بدردشة بطعم القصب... مضاد للاكتئاب يقول السر محيي الدين «صاحب محل لبيع العصير»: أنا أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من عامين وفي الحقيقة لم استقر في عمل طويلاً مثل هذا العمل وهذا ما يفسر أن هذا العصير مضاد للاكتئاب؛ «لأنني أرى زبائني يأتون إليّ بلهفة وحتى لو كانت هموم الحياة ضاغطة عليهم وصدقًا لم يجادلني أي زبون في سعر العصير؛ لأنه في متناول اليد، ولم يحدث بيني وبين أحد قط شجار أبدًا فهذا العصير يهدئ المزاج ويشربه كل إنسان وحتى مرضى السكر لا يؤثر عليهم وهو خالٍ من أي ألوان أو نكهات صناعية وكما ترين أدخل قصبة فتخرج عصيرًا غنيًا بالجلكوز حتى أنني أقرأ في أعين زبائني «هل من مزيد» فهذا العصير له مفعول السحر وتعجب الناس من أنه يخرج طازجًا ويقولون هذا العصير نال ثقتنا.. وحتى الآلة هذه تصنع في السودان وهذا القصب فائدته مزدوجة؛ لأننا نبيع مخلفات القصب بعد عصره لتجار البهائم لاستخدامها كعلف». يزيد الوزن أما منار علي «طالبة» فتقول: (أنا أحب عصير القصب كثيرًا وأتناوله «مرتين أو ثلاثة مرات في اليوم» وقد تركت كل أنواع العصائر والمشروبات الغازية وتقول ضاحكة: ولاحظت زيادة في وزني كنت أبحث عنها منذ فترة، كما أنني أبدأ يومي بهذا العصير وآخذ منه لأهل بيتي، وتضيف: جميل جدًا أن نعود لإرثنا السوداني فبلدنا مليء بشتى أنواع العصائر المفيدة للصحة والتي يمكن أن نصدرها للخارج). «وأخيرًا استمتعت بشرب كأسين من هذا العصير وكأنما سرت في شراييني كل رشفة ارتشفتها ومضيت وفي داخلي صوت ينادي «هل من مزيد» لولا الحياء لطلبت كأسًا أخرى من صاحب المحل الذي أكرمني»..