أيهما تُفَضَّل، الأمن أم الحرية؟؟    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار الدكتور عبدالماجد بوب والقاضي حسن علوب (1): القاضي علوب: نميري اختار اعضاء اللجنة دون مشاورتنا
نشر في الأحداث يوم 11 - 06 - 2012

هذا هو الجزء الأول من حواري مع القاضي الجليل الدكتور حسن علوب، متعه الله بالعافية. هذا الحوار بكامله استغرق مايزيد على ثماني ساعات. تحملها مضيفي على كبر سنه وآلام المفاصل القاسية بخاطر طيب. وللحقيقة كان حفياً وكريماً وأهم من ذلك لقد حباه الله بذاكرة صافية ومتقدة. وفي بعض المواضع كان يردد من الذاكرة فقرة من تقريره الأصل.
قمت بتفريغ المادة المسجلة وحجبت منها الأشياء التي لا تمت للحوار بصلة أو تتطرق لإفراد ووقائع لم أر أهمية لتضمينها تفادياً للحرج – وبكل تواضع هذا جزء من مسئوليتي وضرورة صون الثقة مع مضيفي وقد طلب مني أكثر من مرة وقف التسجيل في مواضع بعينها غير ذات صلة بالموضوع الذي يهمني والقارئ العزيز.
وعلى كل، لا أدعي حق «الملكية الفكرية» في توسلي للامساك باللحظة التاريخية بدون إبطاء. ولم يكن من ضمن مشاغلي قطع الطريق على أحد – فالحكمة ضالة المؤمن، أني وجدها فهو أحق الناس بها - وليت مزيداً من الباحثين تتضافر جهودهم لتكملة مالم يسعفن الوقت والجهد لسبر أغواره. والقاضي الجليل الدكتور حسن علوب حثني أن أنقل عنه استعداده لمقابلة كل من يرغب في لقائه والتحدث اليه.
ودون أن أضفي على ما أنجزت أكثر مما يستحق من الأهمية أستميح القارئ العذر لأذكر بتواضع أن اهتمامي باحداث يوليو 1971 يرجع الى عشرات السنين وبعض أصدقائي ربما وقفوا على عملي في هذا المضمار. وقد نشرت في عام 2001 مقالتين في صحيفة (الأيام) حول مذبحة بيت الضيافة. وتداخلت مع كل من يرغب في مداخلتي في الموضوع المعني. وقد قيض الله لي أن أصدر هذه الأيام كتاباً وثائقياً عن تلك الأحداث لكل من يتوسم فيه الفائدة. والمهم رأيت أن أبدأ في الحلقات التالية – حسبما يتسنى ذلك – نشر الحوار كتابة ومرفقاً بالتسجيل الصوتى.
وقد رأيت أن الجزء الأول ربما لا يكون موضع نزاع يتطلب اصطحاب المادة الصوتية. وفي الأجزاء التالية سوف أقوم بعرض للمادة المسجلة كتابة وصوتياً. وهذه بحد ذاتها عملية شاقة، دونها خرط القتاد. وبالطبع أكون ممتناً ومرتاح البال اذا كان جهدي مفيدأ للبعض. ولن يشق على في شيء اذا جرت على مهمة البحث في أحداث يوليو 1971 بعض اللوم باعتبار ذلك في طبيعة الأشياء والنقد الذي لا يفضي إلى الموت من ضرورات المعرفة الانسانية وصون الحقيقة. أقول هذا وأنا أقر سلفاً بأنه كان بالإمكان أحسن مما كان.؟
مع كل تقديرى.
(دار حديثنا بالعامية السودانية)
* بوب: السيد القاضي الدكتور حسن علوب شكراً لك على تفضلك باستضافتي في منزلك الرحب، لاجراء هذا الحوار حول الأحداث والنتائج التي خلصت اليها في تقريرك بشأنها. ونبدأ بسؤالك كيف ولماذا تم ترشيحك لرئاسة لجنة التحقيق في انقلاب 19 يوليو؟
* علوب: وأنا أشكرك وسعيد بمقابلتك. وإن شاء الله تكون ماتعبت.
وكل زول مهتم وعاوز يتعرف على عمل لجنة التحقيق في انقلاب 19 يوليو أنا مستعد لمقابلته. والحقيقة مسألة تعييني في حد ذاتها احاطت بيها ظروف وملابسات وأشياء من توافق الصدف. فقبل تعييني لرئاسة اللجنة، كنت منتدباً كمحاضر أول في كلية القانون بجامعة الخرطوم. ودكتور سعيد المهدي (سعيد محمد المهدي) كان محاضراً ورئيساً للشعبة. والأساتذة الوقت داك أغلبهم كانوا من الأجانب. ورئيسي في القسم مثلاً كان من سيرلانكا. وكانت دائماً بيني وبينه مشاكل بسبب إصراري على تدريس الجوانب القانونية للقضية الفلسطينية، ودا كان قرار من جامعة الدول العربية في الوقت داك. ومشيت أقلب في المكتبات العامة لتوفير المراجع الأساسية لتدريس المادة. ولحسن الحظ وجدت أشياء مفيدة جداً في مكتبة «أبوالريش». ومن أهم المراجع اللي وجدتها كتاب عنوانه «بني صهيون». ورئيس الشعبة كان لما يقابلني طالع والا نازل السلم يديني «كتافي» كده. المهم لما كترت المشاكل قرروا ينهوا انتدابي في الجامعة. وبعد داك رجعت للقضائية.
قابلت رئيس القضاء (مولانا) عثمان الطيب. وكان تعليقه على انهاء انتدابي انه قال «الزول ده (علوب) اذا كان جاب دكتورة ما حيريحنا». وتاني يوم رسل لي خطاب مع السواق. لما قريته لقيت فيه قرار بنقلي للعمل في مديرية دارفور. فحلفت بالطلاق ما أنفذ النقلية. وطالبت بتكوين لجنة للتحقيق في انهاء انتدابي. وعثمان الطيب قال لي ده ما من صلاحياته، والشخص الوحيد اللي عنده الحق في تكوين اللجنة هو الرئيس نميري باعتباره راعي الجامعة.
بعدين مشيت قابلت محيي الدين صابر وكان وزير التربية والتعليم. وشرحت له الموضوع وكان كلامه انو ناس الجامعة ديل ما عاوزننا نتدخل في شغلهم وبيقولوا اتدخلنا في استقلال الجامعة وكده وكده. وقال لي أكتب للرئيس (نميري). وفعلاً كتبت لرئيس مجلس الثورة وراعي الجامعة جعفر نميري. فقابلني وكان وقتها يتمتع بقدر من التواضع واحترام اللوائح وكان معاه على ما أعتقد ابو القاسم هاشم، لا. والله اعتقد أبوالقاسم محمد ابراهيم. وشرحت ليه المشكلة. وسمع كل شيء، وقال لي إنو حيتشاور في الموضوع مع بقية أعضاء مجلس الثورة. وبعد أيام جاءني خطاب بتعييني مستشار قانوني لمجلس الثورة ومجلس الوزراء. وده كانت بداية العلاقة مع نميري اللي أظنها كانت سبب تعييني كرئيس للجنة التحقيق في انقلاب 19 يوليو 1971.
* بوب: هل تعتقد بأن رئيس القضاء الأسبق بابكر عوض الله كان عنده يد في موضوع اختيارك لرئاسة لجنة التحقيق.؟
* علوب: لا ما اعتقد. وكل شيء كان في يد نميري يعين ده ويشيل ده وكده.
* بوب: طيب يا دكتور تفتكر لو عادت الأيام أدراجها في ظروف مماثلة، تاني حتقبل رئاسة لجنة التحقيق اياها؟
* علوب: والله طبعاً الطاقة قلت.
* بوب: لا. أنا بقصد اذا عادت الأيام الى ما كانت عليه ونفس الأجواء وكده...
* علوب: بالتأكيد. ما بتردد لأنو ده واجب وطني ما بتقاعس عنه. ومش كان أحسن ليكم أجي أنا من يجيكم زول تانى. وهسع ماحيكون عندك موضوع تكتب فيهو (ضحك). وبالمناسبة في عمل اللجنة أنا استعنت بتجربة لجنة التحقيق بتاعة وورن اللي حققت في مقتل جون كيندي chief justice Earl Warren لأنها كانت تجربة كبيرة قصدنا نستفيد منها في عمل لجنة التحقيق في انقلاب 19 يوليو 1971.
* بوب: وكيف تم اختيار أعضاء لجنة التحقيق الباقين: عميد عبدالرحمن محمود الفكي، ممثل القوات المسلحة، والكمندان حسين عثمان ابو عفان ممثل الشرطة، والعقيد علي محمود سوار علي نميري عن جهاز الأمن، ومكاوي أحمد ممثل وزارة العدل؟
* علوب: الحقيقة زي ما قلت لك اللجنة عينها نميري. ولكن انا قمت باختيار الكمندان حسين عثمان ابوعفان، لأنو اشتغل معاي قبل كده في ود مدني. وهو انسان ممتاز وكفء ويقدر المسئولية. ولم تكن لي يد في اختيار الباقين، ولكن برضو علشان نطمن نميري تم تعيين العقيد سوار على نميري وهو من اقرباه. وللحقيقة أشهد بجهد العميد عبدالرحمن محمود الفكي. وكنا كثيراً ما نختلف ولكنه مع كده كان بيجيب لي كل الوثائق التي أطلبها منو. وواضح كان عنده صلة وتأثير في ناس مجلس الثورة ونميري. وبيشيل الأخبار عن شغل اللجنة لنميري وبينقل لنا رأيه.
* بوب: طيب يا مولانا، لماذا لم يتم اختيار مدنيين أو ناس بره الاجهزة الرسمية في لجنة التحقيق؟
* علوب: زي ما قلت ليك، نميري هو اللي حدد تشكيلها وأنا بالذات ما استشارني في مسألة التشكيل. وطبعاً ده كان من اختصاصه زي ما ورد في قانون لجان التحقيق لسنة 1954.
* بوب: وانت ما طالبت بضم أشخاص تانين للجنة؟
* علوب: لا. هو اللي أصدر أمر التكوين وصلاحيات اللجنة حسب قانون لجان التحقيق لسنة 1954 اللي بيديه حق تكوين لجان التحقيق.
* بوب: وكيف كان بيدار عمل اللجنة. يعني كيف بتتخذوا القرارات؟
* علوب: والله كويس سألت عن ده، فبصفتي رئيس لجنة التحقيق كان لي صوت واحد مثل بقية الأعضاء الا في حالة تعادل الأصوات، ففي الحالة دي يكون للرئيس صوت اضافي للترجيح. «إذا تساوت في أية حالة أصوات أعضاء اللجنة فيما يتعلق بأي مسألة تنشأ أثناء الإجراءات التي تقوم بها اللجنة، «يكون لرئيس اللجنة صوتأً ثانيأً» أو صوت ترجيحي. (الفصل الرابع والخمسون. قانون لجان التحقيق لسنة 1954).
* بوب: طيب ومنو الكان بيتولى استجواب الشهود..؟
* علوب: هو ما كان في استجواب أو كده. الشاهد بيجي ونخليه يقول كل ما عنده ويمشي. يعني ما كان في استجواب. كل زول بيجي ويقول أنا شفت كده أو عملت كده.. وكده.
* بوب: وانتو من جانبكم ما حاولتو تستفسروا عن أشياء معينة؟
* علوب: لا.
* بوب: ومنو من أعضاء لجنة التحقيق كان الأكثر مشاركة في مداولاتكم وكده؟
* علوب: بالتأكيد أبو عفان.
* بوب: والله؟
* علوب: ومحمود (العميد محمود عبدالرحمن الفكي) كان نشيط زي ما قلت ليك في جمع الوثائق واحضار الشهود وكده.
* بوب: ومنو من الشهود كانت مساهمته قيمة وملفتة للانتباه؟
* علوب: بالتأكيد معاوية ابراهيم.
* بوب: لكن معاوية ما كان عندو دور مباشر فيما يتعلق بانقلاب 19 يوليو؟
* علوب: نعم. لكن شهادته كانت مهمة وقال كل اللي في صدره بخصوص تكوين الحزب الشيوعي ونشأته. وقبل كم سنة شفت مذكراته اللي وصي بنشرها بعد وفاته وكانت مطابقة لكلامه قدام لجنة التحقيق. وأعتقد كان أمين مع نفسه.
* بوب: ومنو من الشيوعيين غير معاوية شهد قدام لجنتكم؟
* علوب: لا. كان معاوية وبس.
* بوب: وماذا عن أحمد سليمان.؟
* علوب: أحمد سليمان؟ لا. ما جاء شهد. لكنه كان مهتم شديد ومتابع لعمل اللجنة. وكان طوالي بيسأل عن الحاصل. واظنه الوقت داك كان وزير العدل.
* بوب: تفتكر يامولانا هل اتسم أعضاء اللجنة بروح العدالة؟
* علوب: والله اعتقد بأنهم كانوا منصفين. وبرضو طبعاً بتأثروا بالجو العام. لكن نميري كان متضايق من طريقة عمل لجنة التحقيق. وهاجمنا اكثر من مرة في اجتماعات عامة وفي لقاءاته. وبيقول الناس اللي سلمناهم المسئولية تقاعسوا في الاداء وكده. ومرات لما كان بنتقابل في المكاتب أو كده يعاين لي كده بدون مايقول حاجة. بالرغم من أنو مجلس الوزراء أصدر اشادة بما انجزته اللجنة؟ وبعدين قاموا طلعونا من المكان اللي كنا بنجتمع فيهو في مبني البرلمان القديم. مشيت لي زاهر سرور السادات (محارب مشهود له في حرب فلسطين عندما قاد كتائب المتطوعين السودانيين الى جبهة القتال في عام 1947 - بوب) وماكان عنده لينا محل. وبعد داك مشيت لصلاح عبد العال. وطلبت منه يدينا محل نجتمع فيه. وصلاح قال لي بديكم مكتب ليومين. فرديت عليهو وقلت ليهو ولا شهرين! بعدين قال لي في مكتب تحت لكن مافيهو تهوية، لكن في مكيف متحرك يمكن نشوفه ليكم. فقلت له: ما عندك مانع...
* بوب: تفتكر يادكتور ليه نميري كان متضايق من شغل لجنتكم؟
* علوب: لانو أنا أصريت على سماع كل الشهود وأداء المهمة بالطريقة الصاح. فكان محمود (العميد محمود الفكى) كل مرة يجيني ويقول لى» انت زي الارنب. بس تبحت .. تبحت لامن كل شيء يتهدّ فوق رأسك. والله انت حتودينا معاك في ستين دهية!» ومرات كان يجي يقول لي «والله حقو نحل اللجنة دي..» وأنا قلت ليهو أنا ما بحل اللجنة ودي مسئولية أمام الشعب السودانى.» وبعد ما انتهنا من عمل اللجة صدر قرار باعادتي الى القضائية. لكن كان مرات بيجيني أحمد سليمان يقول لي والله الريس مبسوط منكم شديد. انتو أصلوا كتبتوا شنو في تقريركم؟
* بوب: وتفتكر الشيء اللي عجب نميري شنو في تقريركم.؟
* علوب: والله اعتقد الجزء الخاص بالتوصيات اللي قدمناها لسد الثغرات أمام تغول العسكريين المتطلعين للسلطة. ومحمود (عبدالرحمن الفكي) قال لي الجزء ده من التقرير كان بيناقشوه كل سنة مع الضباط في قيادة الجيش؟
* بوب: طيب تفتكر الماعجبو في تقريركم شنو؟
* علوب: والله هو ما كان دايرنا نطول الموضوع ونبحث في أشياء هو ما دايره. وانا قلت اذا كان ما ح أأدي المسئولية بالطريقة الصاح، أنا حاستقيل. ومحمود (عبدالرحمن الفكى) كان بيقول ليهم (نميري ومجلس الثورة) علوب ده ماتنسوا أنه قانوني ولازم يمحص الاشياء.. يعني كان بيهديهم شوية.
* بوب: طيب بنرجع للمسألة دى. دلوقت يامولانا أنا جبت معاي وثيقتين. واحدة عبارة عن جزء من التقرير بتاع لجنة التحقيق، منقول بخط اليد وهو حوالي 150 صفحة. والوثيقة التانية اسمها «ملخص تنفيذي» – وأنا ما عارف ده معناهو شنو. المهم فيما يبدو أنو دي الوثيقة اللي قالوا اللواء عثمان السيد كان ماسكها في يده, وقال عليها بأنها تقرير لجنة القاضي حسن علوب.. وكان بيقرأ منها في برنامج الطاهر حسن التوم (مراجعات).
* بوب: طبعاً جزء من تقريرك كما نعتقد رسلوا ليك أخونا عدلان (عبد العزيز) بالبريد السريع وهو بالمناسبة ما كان عارفني أنوي الحضور لمقابلتك. وقد أرسل تلك النسخة على عنوان ابنك علاء.
* علوب: لم تصلنِ أي واحدة من الوثيقتين.. وعلاء قال جايي بعد شوية..
* بوب: المهم حصل خير. أنا جبت معاي صورة التقرير المنسوخ بخط اليد والتقرير التاني اللي اسمو ملخص تنفيذى. فأرجو الاطلاع على الوثيقتين وأديني رايك في كل واحدة..
* علوب: شوف لما اتكلم معاي الطاهر وقال هو في طريقة للدوحة وحيجي يعمل معاي مقابلة. قلت ليهو أنا موجود وجاهز لأي زول عاوز يعرف شيء عن عمل لجنة التحقيق. وبعدين قلت له أنا عندي رأي في كلام عثمان السيد. لكن ما حاقولو ليك إلا بعد ما تصلني هنا.. لكن انت (بوب) ممكن تقول لي هل التقرير بخط اليد ده هل نقلوا عدلان؟
* بوب: لا التقرير ده مانقلوا عدلان . نقلوا شخص نحتفظ بأسمه في الوقت الراهن حسب رغبته. لكنه زول أكاديمي وموثوق به. وبالنظر لكل الأشياء اللي ينسمعها ونقراها عن أحداث يوليو أعتقد انو الجزء ده من التقرير (authentic). وعدلان الأيام دي بينشر الجزء المكتوب بخط اليد في الانترنت. واعتقد أي زول ممكن يشوفو ويقول رأيه.
* علوب: طيب قلت منو اللي نقل التقرير ده؟
* بوب: نقلوا واحد صديقنا في الفترة بعدما سلمتوه نميري. وهو شخص أكاديمي كان عنده في الوقت داك اهتمام بعمل لجنة التحقيق. وأعتقد بأنو شخص موثوق به. ونترك لك الحكم على ذلك بعدما تشوف التقرير. وأحسن حاجة أنا أخلي معاك الوثيقتين علشان تشوفهم برواقة وتمعن أكثر وأنا أعاودك بعد يومين أو كده – ولن أثقل عليك لوقت طويل وكده – المهم ، علشان نقطع دابر الشك باليقين؟
* علوب: شوف أنا أي كلمة كتبتها في التقرير ده اذا مرت على بعرفها طوالي. ودلوقت يبدو لي أن التقرير بخط اليد هو جزء من التقرير بتاع لجنة التحقيق. لكن أنا لازم اقراهو كويس واقول ليك رأيي النهائي. لكن حكاية ملخص تنفيذي وكده أنا أطلاقاً ما كتبت ملخص أو كده. أنا حدي مع نميري التقرير ده وبس. لكن يمكن ناس محمود (عبدالرحمن الفكي) وآخرين بطريقتم يمكن يكون كتبوا ملخص للرئيس لأن التقرير كبير والرئيس ماكان بيقرأ التقارير الطويلة. لكن الكلام اللي قريتو والقالو عليهو ملخص تنفيذي وشنو ده ما عندو علاقة بالتقرير اللي انا كتبته. الحقيقة أنا مليتو للزول اللي بيطبع. وبعدين من عرفك: الطابعة حقتم، والشخص اللي بيطبع من الامن.. وزي ماقلت لك أنا كان عندي صوت واحد وهم بامكانهم عمل أي شىء عاوزنو. لكن أنا ما سمعت بي شىء اسمه ملخص تنفيذي. أنا ما عندي شيء اسمه ملخص تنفيذي. وشكله كده منزوع من التقرير الأصلي. وقلت للطاهر في التلفون أنا عندي رأي في التقرير اللي بيقرأ منه عثمان (اللواء عثمان السيد) في برنامج مراجعات، لكن ما حأقولو ليك لامن تصلني هنا..
* بوب: طيب يامولانا زي ما حتشوف بعد مراجعة «الملخص التنفيذي» في أشياء انت قلت في البداية بأنو ماتطرقتوا ليها بتاتاً فالحاجات دي جات من وين؟ وبعدين يامولانا الإمضاء اللي في الصفحة المرفقة covering letter مع التقرير هل هذا توقيعك؟
* علوب: الإمضاء تبدو بتاعتي.. لكن لسع بحتاج أشوفها وأقول لك.. لكن زي ما قلت لك أنا ما شفت حاجة اسمها ملخص تنقيذي ويبدو مسألة الإمضاء في الخطاب المرفق حصل ليها عملية «مونتاج» زي ما بيقولوا باللغة الفرنسية التي اتذكر شوية منها.. يعني ده عملية كده بتاعة تزوير.forgery) ) لكن نشوف لحد يوم الثلاثاء.. .
* بوب: كويس. الكلام ده واضح وبعدين نرجع ليهو تاني لما نتقابل يوم الثلاثاء.. لكن خليني أسألك: هل كانت للواء عثمان السيد علاقة ما بلجنة التحقيق؟
* علوب: أبداً ما كان عنده صلة بلجنة التحقيق.
* بوب: طيب يامولانا هل استلمت رسالة من أسد شيبون (سكرتير مجلس الوزراء آنذاك) كتابة أو شفاهة لإرساله المستندات بطرفك وهل وردت في خطابه أو ردك عليهو اشارة لي ملخص تنفيذى؟
* علوب: الجواب الجاني من أسد شيبون قال لي سلم كل المستندات اللي عندك لدار الوثائق. وأنا رديت له وقلت له أنا ما عندي أي مستند يعني شهادات الشهود أو الوثائق اللي جاتنا. وكل شيء عندي قمت بتسليمه لدار الوثائق ولو عاوزني أساعد في تصنيف المستندات ما عندي مانع. لكن ما كان في كلام عن ملخص تنفيذي والله كده.
* بوب: يعني يامولانا تضمين الخطاب بتوقيعك والوثيقة دي (ملخص تنفيذى) مافي صلة بيناتهم.. طيب انت شفت الحلقات اللي عملها الطاهر مع اللواء عثمان السيد؟
* علوب: شفت جزء منها..
* بوب: ورأيك شنو في شهادته..
* علوب: ده زول ما ملم بي أي شيء عن الأحداث. وكل تاريخه في المخابرات وشغال مع (....) وشركة لونرو. وعمل مسألة نقل الفلاشا لإسرائيل.. ولما سأله الطاهر بعد ما رسل ليهم سؤال ابونورة (الاستاذ المعز أبونورة) عن انو ده ما تقرير لجنة التحقيق قال (اللواء عثمان) التقرير اللي كان بيقرأ منو أداهو ليهو منصور خالد.
* بوب: طيب هل يمكن يكون اللواء عثمان اتحصل على نسخة من تقربر لجنة التحقيق بتاعتكم؟
* علوب: التقرير بتاع لجنة التحقيق أنا شلتو بي نفسي للمطبعة الحكومية وحرستو علشان ما يشيلوه العمال أو زول تاني. وبقية أعضاء اللجنة ما كان هاميهم انو التقرير يشيلوا زول والا كده. وأنا وقفت عليهو لحد ما تم تجليده. وطلعت تلاته نسخ. اتنين سلمناها نميري والثالثة احتقظت بيها في خزنتي ولما انتهت فترة عملي في سنة 1976 قمت بتسليم النسخة اللي عندي لي عبدالله الحسن الخضر – وزير شئون مجلس الوزراء في الوقت داك.
* بوب: طيب يامولانا هسع نقيف هنا وبعدين نشوف مسألة بيت الضيافة والحاجات التانية وكده)..
نواصل..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.