أقر القيادي بالمؤتمر الوطني محمد مندور المهدي بأن الحكومة ارتكبت أخطاء اقتصادية كبيرة تسببت في الأزمة الحالية بالبلاد، وقال في صالون الراحل سيد أحمد خليفة أمس ( نعترف بأن هنالك أخطاء في إدارة الاقتصاد في الفترة الماضية ولا أعفي اقتصاديينا الذين كانوا سببا مباشرا في هذه الأخطاء) وكشف عن معرفتهم لمخطط لتبني قناة العربية تهويل الأحداث بالسودان لتبلغ درجة الربيع العربي، واعتبر مندور القناة المسؤول الأول عن مسار تغطية الأحداث الراهنة في السودان وتهويلها- حسب قوله-. في وقت وجهت القيادي بحزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي انتقادات شديدة للطريقة التي تفرق بها الأجهزة الرسمية المتظاهرين، وبالذات في منطقة ودنوباوي بأم درمان، وأشارت مريم في الصالون أمس إلى أن الأزمة الحالية حلها سياسي وليس اقتصادياً فقط، كما يصور الوطني. وطالبت بالسعي الجاد لوقف الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، كما انتقدت إعلان الزيادات قبل تخفيض الدستوريين ورواتبهم ومخصصاتهم، فيما قال مندور أن الأحزاب المشاركة في الحكومة مع المؤتمر الوطني هي السبب وراء تأخر تقليص الدستوريين، وأكد أن حزب الأمة القومي من الأحزاب المشاركة وليس كما يصور عدد من قياداته على حد تعبيره، وقال (حزب الأمة من الأحزاب المشاركة في الحكومة ووجود عبد الرحمن الصادق مساعد للرئيس هي مشاركة صريحة لحزب الأمة وكثير من القيادات من أحزاب الأمة الأخرى كانت ضمن قوائم حزب الأمة فهو حزب مشارك) ولم يستبعد مندور إجراء انتخابات مبكرة حال فشلت المعالجات الاقتصادية الأخيرة. وقال في رده على أسئلة الصحفيين (لا أحد يستطيع أن يتبأ بما يمكن أن يحدث ومن الممكن أن تكون الانتخابات المبكرة أحد الحلول ولا نستبعدها إن لم تنفع المعالجات الحالية). وانتقد مندور فض التظاهرات بالعنف إلا أنه أكد رفضه تخريب الممتلكات، وتأسف لحرق المتظاهرين لعربات المواطنين وبصات الولاية، وألمح إلا أن هناك شباب يرتدون قمصان حمراء وراء المظاهرات التي اندلعت في العاصمة وقال (هنالك شباب يرتدون فنيلات حمراء يحملون إطارات في عربة يحرقونها في السجانة ثم يذهبوا ويحرقوا أخرى في شارع الستين وهكذا).