وجه المدير العام لقوات الشرطة عناصر قواته بالتعامل ب»حسم قوي وفوري»، وفقا للقانون، مع الشغب وأي مجموعات تستهدف الممتلكات أو المنشآت أو قفل الطرق، بينما اتهم المؤتمر الوطني المعارضة بالاصطياد في المياه العكرة ، واشار الى «قوى غربية ويهودية» تقف خلف التظاهرات بفرض العقوبات والحصار والحرب على السودان، وحدد شبابا يرتدون فنائل حمراء بتنظيم الاحتجاجات، وادان تخريب ممتلكات المواطنين والخدمات العامة. وترأس مدير عام قوات الشرطة الفريق أول هاشم عثمان الحسين امس اجتماع هيئة ادارة قوات الشرطة. وقال المتحدث باسم الشرطة اللواء السر أحمد ان الاجتماع ناقش الاثار التي نجمت عن «التظاهرات المحدودة» التي قامت بها مجموعات من المواطنين في مناطق مختلفة بولاية الخرطوم. ووقف الاجتماع طبقا للمتحدث الرسمي على الخطط التأمينية والتدابير الوقائية الخاصة بوقف أية تفلتات أو تخريب أو اثارة للشغب من شأنها اثارة البلبلة أو تخريب الممتلكات العامة والخاصة. واكد صدور توجيهات من المدير العام لقوات الشرطة بالتعامل مع الشغب حسب ما نص عليه القانون والتعامل في الوقت نفسه مع المجموعات التي تستهدف الممتلكات أو المنشآت أو قفل الطرق بالحسم القوي والفوري وفقاً للقانون. وطالب المواطنين ولجان المحليات والاحياء بالتعاون مع الشرطة. من جانبه، اوضح القيادى بالمؤتمر الوطني محمد مندور المهدي ،ان الحزب الحاكم توقع الاحتجاجات والمظاهرات التى خرجت في الخرطوم وبعض الولايات نتيجة الزيادات ورفع الدعم عن المحروقات. وقال مندور فى صالون سيد أحمد خليفة بالخرطوم أمس، ان الخرطوم شهدت جملة من المظاهرات بصورة عامة امتدت الى الاحياء، لافتاً الى ان اكثر المناطق تأثراً بالاحتجاجات هي «الخرطومجنوب، السجانة، والديم وجبرة، وام درمان، وبحرى»، واكد مندور ان التظاهر السلمي حق مكفول بالدستور ولا احد يستطيع منعه، واشار الى عدد من التجاوزات ، واضاف «ان الجنوح للعنف وتدمير منشآت المواطنين أمر غير مقبول ومرفوض» ، وكشف مندور ان مجموعة من الشباب يرتدون فنائل حمراء يقفون خلف الأحداث الأخيرة وقفل الطرق وحرق الاطارات، وأكد ان ما يتم حركة منظمة خلفها عربات ودفارات متحركة تنقل اطارات السيارات، واوضح مندور ان الشرطة تعاملت بحزم مع المتظاهرين ولم تستخدم أي قوة مفرطة. وأقر مندور ان جملة من الأخطاء ساهمت فى الأوضاع الحالية، وقال «لا بد ان نعترف ان هناك مشكلة اقتصادية حقيقية» ، واضاف «لا بد من الاعتراف ايضاً ان المواطن يعاني بشدة من الزيادات الكبيرة والواسعة»، وقال ان جزءاً كبيراً من هذه الأزمة يرجع للأخطاء الاقتصادية والحسابات غير الدقيقة بالاعتماد على رسوم عائدات نفط الجنوب فى الموازنة، وتابع «لا اعفي الاقتصاديين فانهم سبب اساسي في هذه الأخطاء»، وقال مندور ان الدولة في مرحلة الرخاء الاقتصادي ترهلت وكبرت وتطاولت المباني وتحسنت المكاتب والعربات، واضاف «شكل هذا صوراً غير صحيحة وواحدة من الاخطاء التى وقعنا فيها». واوضح مندور ان التخفيض يشمل مرتبات الوزراء بتخفيض 25% ، بجانب الغاء تذاكر السفر التي تمنح للمسؤولين بواقع 6 تذاكر في الدرجة الاولى لأي جهة في العالم لمدة عامين، الى جانب تحديد مرتبات الوزراء بأن لا تتجاوز 7000 جنيه وسحب عربة الخدمات وتخصيص عربة واحدة، واكد ان التخفيض في الانفاق يخفض حوالي 6 مليارات في العام. وكشف القيادي بالمؤتمر الوطني الغاء جميع وظائف المستشارين من المؤتمر الوطني والاحزاب المشاركة في الحكومة العريضة واعفاء عدد مقدر من وزراء الدولة ، بالاضافة الى الغاء 6 وزارات ودمجها في أخرى. واوضح مندور ان هذه المعالجات تغطي 3,4% من الدخل القومي. واضاف «الا انه ورغم ذلك يبقى شئ من العجز»، وقال مندور ان الحال سيتحسن فى نهاية هذا العام بدخول 60 ألف برميل وكمية مقدرة من الذهب بحيث ينخفض التضخم الى 8% وثبات معدل النمو عند 2%، اذا ما طبقت هذه الحزم والمعالجات بدقة عالية. في السياق ذاته، قالت القيادية بحزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي ان ما يحدث من أزمات ليس فقط نتاج الاجراءات الاقتصادية وانما بسبب جملة سياسات فاشلة، واوضحت مريم ان اكبر الأخطاء الاستراتيجية الاعتماد على البترول كعمود اساسي واهمال الموارد الأخرى، بالاضافة الى استخدام معالجات النفرة الزراعية في اطار التعبئة السياسية، والانفاق السياسي غير المرشد، واستهلاك الموارد وصرفها في الترضيات السياسية، بجانب الحروب التي اثقلت كاهل الميزانية الضعيفة. في السياق ذاته، اتهم المسؤول السياسي بالمؤتمر الوطني حسبو محمد عبدالرحمن القوى السياسية المعارضة بالاصطياد في المياه العكرة والاستنصار بالاجانب لتنفيذ مخطط اجنبي في السودان، وجزم بان المظاهرات التي تنتظم اجزاء متفرقة من العاصمة الخرطوم تقف خلفها «قوى غربية ويهودية ومعارضة لا تؤمن بالثوابت الوطنية» ، وقطع بانه لن يسمح بالمزايدات وتخريب ممتلكات المواطنين والخدمات العامة. وقال حسبو ل»الصحافة» ان حزبه سيمضي في الاجراءات الاقتصادية المطروحة، وسيتابع مع الجهاز التنفيذي في انفاذها سواء كان تقليص الحكومة وهياكل الدولة لتقديم الانموذج والتضحيات، اذ ان النسبة الاكبر من التخفيض ستطال المؤتمر الوطني. وافاد حسبو بان زيادة ضريبة القيمة المضافة لم تشمل القوت الاساسي للمواطن «زيت وذرة ودقيق وقمح» ، وتعهد بمحاربة الاحتكار والجشع، وزاد قائلا «لا ارى مبرراً لزيادة اسعار السكر لانه صناعة محلية وليس عليه جمارك او ضرائب حتى تقفز اسعاره» ، وناشد الشعب والتجار بان لايستغلوا الموقف ويرفعوا الاسعار او يحتكروا السلع، واعتبر مطالبات المعارضة باسقاط الحكومة وتشكيل حكومة قومية لن يكون «وصفة سحرية» لحل الأزمة الاقتصادية، وتابع «المشكلة الان اقتصادية وان كان لديهم اطروحات اقتصادية نرحب بها ولكن لن نقبل المزايدات».
