لا ريب أن القرآن الكريم هو المنظم الحقيقي لحياة المسلمين في كل حركاتهم وسكناتهم وهو دين التسامح والمحبة وكيف لا نكرم حملة الذكر الحكيم الذين يشفعون لأهلهم يوم القيامة ببركة حفظ هذا القرآن؟ وكيف لا نهديهم أغلى ما عندنا حتى يكون حافزاً لهم ولغيرهم؟ وما قادني إليه الحديث عن هذه المقدمة هو شئ لا يليق بوزارة ترعى التعليم وإن شئت قل دولة بأكملها وهي دولة إسلامية بموسساتها المختلفة وهي تتناسى شبابا حملوا القرآن حفظاً وتجويداً وتفسيراً من معاهد تعترف بها الدولة ولكن لا تضمنها في مساقاتها العلمية. حكى لي هذه القصة شاب من مواليد العام الف وتسعمائة وتسعين من قرية كيعك برة محلية بحر العرب ولاية جنوب دارفور، يسمى سعيد عبدالرحمن يحي وهو أول الشهادة السودانية (المعاهد الدينية) درس في معهد الإمام الشاطبي بأم درمان المهندسين وقد احرز 91.4% لكن لانه نجاح في حفظ القرآن الذي تحتكم الدولة وتسن قوانينها عبره فلم يجد من يكرمه. أفلا يحق لهذا الطالب التكريم والرعاية من جميع المؤسسات الرسمية والشعبية؟، إلى متى نحن لا نهتم بهؤلاء الحفظة الأصفياء الأنقياء من شوائب هذه الدنيا الفانية التي كل صباح تظهر لنا فيها علامة من علامات النفاق والدجل؟. وحكى لي ايضاً بأنه ذهب بنفسه إلى مؤسسة وهي معنية بالطلاب وفي نفس الوقت تحمل اسمهم وهو يسأل عن ماذا تقدم له هذه المؤسسة من تكريم يليق بعظمة القرآن وكما حظى به زملائه من الأوائل في هذا العام من المساقات الأخرى وماكان رد هذه المؤسسة إلا أن برنامجهم التكريمي للأوائل يشمل فقط المساقين العلمي والأدبي ولا غيره. وهل هذا يعقل بأن يتم تكريم المساقين فقط ويترك المساق الذي في رأيي اعتبره المساق الأول لانه يحمل في طياته القرآن الذي نحتكم به جميعاً كمسلمين؟. وإن هذا الكلام لا يعجبني في حق مؤسسة معنية بالطلاب وهؤلاء حملة القرآن هم أحق بالتكريم والرعاية لماذا يتم تكريم أوائل الشهادة السودانية في كل المساقات وتهتم بهم كل وسائل الإعلام الرسمية والشعبية وتتسابق إليهم الشركات لرعايتهم وتتكفل بكل دراستهم وإن كان في الخارج أو الداخل؟. ونحن دولة إسلامية نتناسى مثل هؤلاء الكرام ولا نعطيهم حتى شيئا قليل من حقهم وإجتهادهم، وكيف لا ترعاهم الدولة وهم حملة مشعل النور في هذه الدنيا والآخرة؟. ولماذا لا يطبق حديث نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان والذي وجه فيه برعاية حفظة القرآن الكريم وتكريمهم وأسرهم. أوردت صحيفة آخر لحظة في عددها (14321) الأحد الأول من أغسطس خبر إشهار الكاتب اليهودي الالماني هنريك برودر إسلامه بعد سنوات طويلة قضاها في مهاجمة الإسلام والمسلمين مؤكداً أمام آلاف الالمان أن الإسلام هو دين الحق والسماحة وليس دين تعصب كما يتصوره الغرب. ويحكي بأنه تخلص من الضياع مؤكدا أنه أدرك الحقيقة وأن سعادته لا توصف بالرجوع إلى دين الفطرة وايضاً هو سعيد بالرجوع إلى بيته. هذا هو دين الإسلام الذي يسري كمسرى الدم في هذا القرن. وهذا اليهودي ينصف الإسلام من المتكبرين الطاغين إذاً لماذا لا نهتم بأمر هؤلاء الذين فتح الله عليهم بالنعمة والخير ولماذا لا نجعلهم خياراً من خيار. وإني أود أن تصل هذه الرسالة إلى كل القائمين بأمر التعليم أن يهتموا بأمر التعليم الديني ونساوي طلابه مع إخوانهم في المساقات المختلفة وأن نعطيهم حقهم الأدبي لانهم حتماً يكونون خير معين في خدمة الدولة الإسلامية، وأن نهيئ لهم كل سبل الراحة من تهيئة الدراسة في الخلاوي والمعاهد حتى وصولهم إلى الجامعات. جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا