ظلت أسواق البلاد تشهد ارتفاعاً متزايداً في أسعار السلع مؤخراً ليتضاعف الأمر مع حلول شهر رمضان مما يتسبب في شلل ميزانية الأسر لأشهر قادمات. «الأهرام اليوم» تتساءل: من المسؤول عن ظهور غول الأسعار؟ هل هو تلهف المواطن الذي يحشد جيوش الأطعمة استغاثةً من رمضاء الصوم ليصطدم برمضاء الأسعار؟ أم هو سلوكنا التسوقي غير المرشد وتكالبنا على الأسواق في الأيام التي سبقت هذا الشهر العظيم؟ أم هي مضاربات الأسواق التي يغيب عنها تدخل الأمين الاقتصادي؟ «الأهرام اليوم» تفتح ملف غلاء الأسعار في رمضان: ما هو رأي التجار والمواطنين في تلك الزيادات. زيادات.. وزيادات «الأهرام اليوم» قامت بجولة في الأسواق ووسط التجار والمواطنين الذين تتضرروا من هذا الارتفاع. التاجر محمد الأمين قال إن الأسعار في زيادة مستمرة ولا توجد قوة شرائية ومن الطبيعي أن ترتفع الأسعار الى أن تصل هذا الحد الذي اعتبره بالمعقول باعتبار أن الزيادة لم تتعدَ ال(6) أو (8) جنيهات كحد أقصى وهذا في ما يتعلق بالتوابل والبهارات فمثلاً الثوم كان سعر الرطل منه (5) جنيهات وارتفع الى (8) جنيهات وحدث ذات الشيء للزنجبيل الذي كان سعر الرطل منه (5) جنيهات وبلغ الآن (9) جنيهات وهكذا زادت جميع أنواع البهارات أما سعر البليلة (عدسي) فقد ظل ثابتاً كما هو إذ بلغ الربع منها (24) جنيهاً أما الكبكبي حدثت فيه زيادة بلغت (32) جنيهاً بدلاً عن (26) وقال إن الزيادة التي تشهدها الأسواق هذه الأيام تعتبر عادية مقارنة بالعام الماضي. { (البركاوي) غالي .. وأكد التاجر محمد حسن أن أسعار البلح بأنواعه ثابتة ما عدا (البركاوي) الذي وصل الى (50) جنيهاً بدلاً عند (40) وأما بقية الأنواع ك(القنديل وبت تمودة والجاوا) بلغ سعر الربع منها (60) جنيهاً. وعزا ارتفاع أسعار البلح بصورة عامة الى الطريقة التي يتم بها تعبئته بها وهي الكراتين بدلاً عن الجوالات لأنه طازج ولا يحتمل وضعه داخل عبوات من الجوالات ونتوقع أن تنخفض أسعاره بعد الأسبوع الأول من شهر رمضان. قلة في الإنتاج العم عثمان بحر يرى أن غلاء الأسعار ساهم في تراجع القوة الشرائية كما جعل المشترين يلجأون لشراء سلع معينة لم تتأثر بارتفاع الأسعار كاللبن والبلح والزبيب، وواصل إن الزيادات طالت القمردين حيث بلغ سعر اللفة (5) جنيهات بدلاً من ثلاثة ونصف. وعن اللحوم قال إن الإقبال عليها ضعيف جداً فمثلاً لحوم ومنتجات القوصي لم تشهد أسعارها من المصنع زيادة عالية مقارنة بتوزيعه ولم يتعدَ حجم الزيادة في جميع أصنافها ال(5) جنيهات إلا أنها تعد زيادة باعتبار أنها ليست أساسية في هذا الشهر الكريم مقارنة ببقية السلع. وعن السكر ذكر أنه استقر أخيراً على (123) جنيهاً ومضى قائلاً: إن الأسعار بصورة عامة تستقر على هذا الوضع الى منتصف رمضان وذكر أن السبب الرئيسي يرجع إلى قلة الإنتاج في المحاصيل الزراعية مقارنة بالعام الماضي وليس بسبب احتكار التجار لتلك البضائع كما يُشاع. كان يقف جوار بقالة العم عثمان وظل واقفاً مكانه الى أن فرغت من حديثي وسألته عنها إذا كان من المتضررين من هذه الزيادات فقال إن أزمة السكر تم الإنذار عنها قبل أشهر عبر العديد من الصحف وثم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. { مائدة عامرة الناظر للمائدة السودانية خلال الشهر الكريم يجدها تحتشد بجيوش الأطعمة المختلفة التي لا شك تزيد عن حاجة الأسر والدليل تزايد القمامة أطناناً على أطنان جراء تكدس بقايا الأكل مما يعني أننا ندفع أموالنا إما لملء فراغ نفس أو جهلاً باحتياجتنا أو من أجل مظاهر اجتماعية ترسخت في أذهاننا مما يجعل هجمتنا على الأسواق بشكل جماعي الأمر الذي يؤدي بدوره لزيادة الطلب خصوصاً قبل حلول هذا الشهر بأيام قليلة مما يعطي الفرصة للمضاربين لزيادة الأسعار التي تنسحب على أسعار السلع المختلفة ابتداءً من السلع الاستهلاكية والأواني المنزلية التي أصبحت بنداً ثابتاً لربات البيوت إمعاناً في التبذير مما يعني كثرة المنقولات الى المنازل الأمر الذي ضاعف أسعار الترحيل، فمثلاً الركشة أو الأمجاد أصبح يتقاضى صاحبها في المشوار الواحد (15) جنيهاً بينما كان يتقاضي في الأيام العادية (5) جنيهات. وقد اجمع المواطنون، الذين استطلعناهم، أنهم دائماً يؤجلون شراء حاجياتهم الى ما قبل بداية الشهر بقليل وقالت إحداهن: حتى أسعار المناديل زادت. وأضاف رجل يقف بجانبها قائلاً: إذا كنت تجد عشرين امرأة تقف على «مفراكة» واحدة كيف لا يزيد سعرها؟ ومر شاب عابراً قائلاً: «دا كلو خوف من الصيام»!!.