اكدت الحكومة للمبعوث الامريكي الخاص للسودان «اسكوت غرايشن» ان الاستراتيجية الجديدة لحل مشكلة دارفور لم تحسم بعد وأنها بانتظار توصياته وملاحظاته حولها ووضعها امام الحكومة للنظر فيها واخذها لاكمال الاستراتيجية في المجال الامني والتعامل مع النازحين، واعلنت الحكومة دخولها في مناقشات خلال الاسبوعين المقبلين لحشد اكبر دعم من المجتمع الدولي للاستراتيجية الجديدة. وأعلن مسؤول ملف دارفور مستشار رئيس الجمهورية د. غازي صلاح الدين ترحيب الحكومة باي ملاحظات بناءة من قبل امريكا والمبعوث الخاص للسودان وامكانية النظر فيها، مشيراً الى ان نقاشا مستفيضاً سيتم بينه وغرايشن حول الاستراتيجية الجديدة لحل ازمة دارفور عقب عودة غرايشن للسودان في السادس والعشرين من الشهر الجاري، وناقش المبعوث الامريكي الحكومة السودانية واستفسرها حول الصعوبات التي تعترض اجراء الاستفتاء وفقاً للجدول الزمني المضروب للعملية في الاول من يناير المقبل وتساءل عن الصعوبات التي تعترض العملية والاوضاع في معسكر كلمة للنازحين والاستراتيجية الجديدة لحل ازمة دارفور، وتساءل غرايشن عن امكانية التوصل الى حل واتفاق حول الخلافات القائمة الان في ملف الاستفتاء بين الحركة والوطني بحيث يتم الاستفتاء في موعده، وقال غازي انه اكد لغرايشن امكانية تجاوز نقاط الخلاف حال توفرت الارادة السياسية والافكار الخلاقة المبدعة، مشيراً الى ان غرايشن سيجري لقاءات اخرى مع الاطراف المعنية بامر الاستفتاء، وشدد غازي لغرايشن على ضرورة تبادل الرؤى والمعلومات ليستيقن كل طرف من وقوفه في الارضية الصحيحة، وكشف غازي عن طرح الولاياتالمتحدة ممثلة في المبعوث غرايشن لافكار ناقشها مع الاطراف في الحكومة لتأمين الاوضاع الامنية والنازحين ومشروعات التنمية بإقليم دارفور. وجدد غازي للمبعوث الامريكي ترحيب الحكومة بالمساهمات الدولية النزيهة التي تراعي مصالح البلاد وقال ان زيارته تهدف للتعرف على الاوضاع والمساهمة بوجهة نظره في ما يتعلق بالاستفتاء ودارفور والاستراتيجية الجديدة والعمل الانساني والتأميني واعلنت امريكا بحسب غرايشن عن السعي لادخال المساعدات الانسانية لجنوب السودان، وقال غرايشن في تصريحات أمس الاربعاء عقب اجرائه مباحثات مطولة مع وزير الخارجية على كرتي ووزير الشؤون الانسانية د. مطرف صديق، ومسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين كل على حدة، قال ان زيارته تهدف الى التعرف على الاوضاع في دافور والتأكد من استمرارية ووصول المساعدات الانسانية لمعسكر كلمة للنازحين بجنوب دارفور، وقال: تاكدنا ان الاوضاع بالمعسكر مستقرة واردف: انا مسرور جداً من حكومة السودان للتسهيلات التي قامت بها لوصول المساعدات والمنظمات لمعسكر كلمة مشيراً الى انه يتطلع لاستمرار العلاقات بينه والسودان. من جهته اكد وزير الخارجية علي كرتي انه بحث مع المبعوث الامريكي امكانية دفع وتسيير امريكا الاستعداد للاستفتاء في الجنوب والخطوات التي تساعد بها في الفترة القليلة المتبقية والمقترحات التي يمكن ان تقدمها وتساعد بها في دفع الاستفتاء للامام بعيداً عن التنازع والتراشق الاعلامي على حد تعبيره، وقال: اقترحنا العودة للتفاوض الهادئ البعيد عن الاعلام لحسم القضايا الخلافية في الاستفتاء، مشيراً الى هنالك قبولا عاما من غرايشن على الاستراتيجية الجديدة لحل ازمة دارفور ونبه الى انه وعد بالادلاء بملاحظاته حولها لاحقاً، وتوقع كرتي ان تسير الاوضاع في السودان نحو الافضل بالاستراتيجية الجديدة لدارفور وتقليل مستوى العنف في الاقليم وامكانية احداث اختراق في الترتيبات المتبقية في الاستفتاء وتطبيق اتفاقية السلام الشامل، واردف: هذا ما لمسناه من تقدير المبعوث الامريكي. واتهم على كرتي اجهزة الاعلام - التي اسماها بالمعادية - بأنها حاولت تحوير أحداث معسكر كلمة من اعتداء على نازحين شاركوا في التفاوض في الدوحة لقناعتهم بالسلام الى قضية تبرز الحكومة السودانية كأنها تمنع العون الانساني، مشيراً الى ان ماقامت به الحكومة اعادة للنظام مرة اخرى للمعسكر وتيسير وصول العون الانساني.