طرحت الادارة الاميركية حزمة مقترحات امام الحكومة للمساهمة في حل ازمة دارفور، تشمل العمل الانساني والأمني والسياسي سيدرسها الطرفان ويصوغان ردودا حولها في السادس والعشرين من الشهر الجاري. وطالبت واشنطن شريكي نيفاشا، الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، بطي الخلافات والتوصل لحل الملفات العالقة حول ابيي وقضايا ما بعد الاستفتاء، بجانب انفاذ ما تبقي من اتفاق السلام الشامل وتوسيع نطاق الحوار مع الاطراف الاخرى بشأن القضايا الامنية وتخفيف حدة الصراعات. وكشف مستشار الرئيس، مسؤول ملف دارفور، غازي صلاح الدين، ان الاجتماع مع مبعوث الرئيس الاميركي اسكوت غرايشن امس ناقش قضيتي استفتاء جنوب السودان ودارفور، خاصة ما يتعلق بالاستراتيجية الحكومية المطروحة. وقال غازي ان الزيارة تأتي في اطار متابعة الجهود والتعرف على وجهة النظر الاميركية حول الاستفتاء ودارفور، واضاف في تصريحات صحفية عقب لقائه المبعوث الاميركي اسكوت غرايشن بديوان الحكم الاتحادي امس ان واشنطن لديها بعض الافكار حول الاستراتيجية التي طرحتها الحكومة، خاصة فيما يتعلق بالعمل الانساني والسياسي والتأميني، وكشف ان الاسبوعين المقبلين سيشهدان اكبرحشد دولي للاستراتيجية. وافاد غازي بأن غرايشن سيناقش مع الحكومة هذه الافكار في السادس والعشرين من الشهر الحالي بالخرطوم، واضاف «نرحب بأية ملاحظات بناءة» واضاف «عرضنا الاستراتيجية وقلنا لهم ان الافكار يمكن ان تكون ملاحظات تكمل بها الاستراتيجية». واكد ان اللقاء تناول بعض المشروعات المتعلقة بالتنمية والنازحين وتثبيت الاوضاع بدارفور. وكشف غازي ان غرايشن سأل عن العقبات التي تعترض عملية السلام والاستفتاء والجدول الزمني للعملية وضرورة الوصول لحلول. وحول خلافات الشريكين قال غازي «قلنا لغرايشن ان توفرت الارادة السياسية والافكار يمكن تجاوز نقاط الخلاف.. لهم نقاط تتم مناقشتها». من جانبه دعا مبعوث الرئيس الاميركي للسودان، اسكوت غرايشن، الى ضرورة ادخال المساعدات الانسانية للجنوب ومعسكر كلمة بولاية جنوب دارفور. ووصف غرايشن في تصريحات صحفية امس الجهود التي اتخذتها الحكومة بشأن معسكر كلمة بالإيجابية، وانها تتطلب مضاعفة الجهود، وقال ان زيارته تهدف للوقوف على الاوضاع في دارفور وادخال المساعدات الانسانية. واكد المبعوث الاميركي انه بحث مع حكومة الجنوب استمرارية وصول المساعدات الانسانية. وحول العلاقات بين الخرطوموواشنطن قال غرايشن ان لقاءه مع وزير الخارجية جاء مثمرا، وعبر عن تطلعه لاستقرار العلاقات بين البلدين، وزاد «هذه فرصة سانحة بالنسبة لنا للحوار مع الحكومة». واضاف غرايشن عقب لقائه وزير الخارجية علي كرتي، انه تلقى تأكيدات من مسؤولين بالحكومة بانسياب المساعدات الانسانية داخل وحول معسكر كلمة للنازحين بجنوب دارفور، بجانب تعهدات باتخاذ اجراءات لمعالجة مشكلة معسكر كلمة وفق الاعراف الدولية واحترام حقوق الانسان. من جانبه، اكد وزير الخارجية علي كرتي ان المباحثات مع المبعوث الاميركى تناولت بجانب أزمة دارفور القضايا المتعلقة باستفتاء الجنوب. وقال كرتى للصحافيين (بحثنا الاستفتاء وما يمكن تقديمه من دعم لتجاوز النقاط الخلافية، وركزنا على بعض المقترحات التى من شأنها دفع العملية، واتفقنا على العودة للحوار الهادئ بعيدا عن المعارك الاعلامية). ويغادر غرايشن اليوم إلى مدينة جوبا في زياة تمتد ليومين يجري خلالها مباحثات مع مسؤولي حكومة الجنوب حول الاستفتاء ومن ثم يغادر إلى العاصمة الكينية نيروبي ليعود في 26 اغسطس الجاري لاجراء مباحثات اخرى مع الحكومة.