«سثيوارت ليفي» هو أكبر مسؤول في إدارة الرئيس بوش بعد وزير الدفاع روبرت غيتس يحافظ عليه باراك أوباما في إدارته ومع أن اسمه غير معروف في أوساط الشعب الأمريكي فقد تمت إعادة تعيينه أي (ليفي) نائباً لوزير الخزانة الأمريكية المعني بالإرهاب والاستخبارات المالية في فبراير من العام 2009م للضغط على الجمهورية الإيرانية اقتصادياً واستهداف الحرس الثوري الإيراني كآخر قوة عسكرية حقيقية تشكِّل هاجساً للعدو الصهيوني الذي عاث في الأرض الفساد ويقوم بأبشع الفظائع في حق شعب أعزل. يمارس القتل وهدم منازل الفلسطينيين في محاولات جادة لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان، فإن مهمة (ليفي) هي تركيع إيران اقتصادياً ويقوم بزيارات لكبرى مؤسسات التمويل العالمية وكبرى المصارف ويقدم لها التهديدات المبطنة أو العلنية للتوقف عن التعامل مع إيران. نعم فإن إسرائيل تعمل ليل نهار لطمس الهوية الإسلامية للقدس ففي عام واحد شهد نحو (5) آلاف قرار بهدم منازل مقدسيين و563 عملية هدم وتشريد أكثر من ألفي عربي وتسعى إسرائيل في خبث ومكر الإيقاع بين أبناء الشعب الفلسطيني ليظل الصراع الفلسطيني الفلسطيني قائماً وقد صرح الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصي الذي أبعدته السلطات العسكرية الإسرائيلية عن المسجد في العام السابق. قال في تصريحه (المشهد الفلسطيني) محزن ومؤسف، المناحرات السياسية طالت كل شيء والخلاف الآن حول من يستحوذ على إدارة البلاد، لابد من تدخل طرف ثالث من خارج فلسطين. فإسرائيل لن يهدأ لها بال إلا بعد أن تكسر شوكة المقاومة الفلسطينية وإسكات كافة الأصوات الحرة في العالم التي تنادي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. إن الدور الذي لعبته الأمة الإسلامية بشأن القضية الفلسطينية كبير ولاتخطئه العين ولكنه لايتناسب وحجمها ولايرقى لمستوى الطموح وعظم معاناة المقهورين في فلسطين وهاهي وسائل الإعلام تقدم لنا هدية في شهر الصيام، صور للأسرى الفلسطينين استعراضية على (فيس بوك) يتعرضون للإهانة داخل السجون الإسرائلية على يد مجندة إسرائيلية والعالم الإسلامي ينظر إلى هذه الصور وكأن الأمر لا يعينه إلا من بعض الاحتجاجات هنا وهناك، ثم يمر المشهد لنتهيأ لمشاهدة مشاهد أشد إيلاماً كالضرب المهين وإطلاق الرصاص من مسافة قريبة على شابين مقيدين. رحم الله الإمام الخميني فقد جعل آخر جمعة في شهر رمضان المعظّم يوماً للقدس ويوماً للقضية الفلسطينية وأصبح هذا اليوم من ثوابت السياسة الداخلية والخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد تحمّلت إيران في سبيل القضية الفلسطينية الأذى والحصار وضحّت بمكاسب اقتصادية وسياسية كبرى حتى لو كانت هذه المكاسب توقف المسؤوسات الاقتصادية الكبرى عن الاتجار معها وتعرّض برنامجها النووي الذي تسعى إيران لتوجيهه لصالح الأغراض المدنية والتذوُّد بالطاقة اللازمة لمنفعة شعبها. وهذا البرنامج هو من مصادر فخر الشعب الإيراني. نعم أقول إن الدور الذي لعبته الأمة الإسلامية بشأن القضية الفلسطينية كبير ولا تخطئه عين ولكنه لايتناسب وحجمها ولا يرقى لمستوى الطموح وعظم معاناة المقهورين في فلسطين فلابد أن تتداعى الأمة كلها بالسهر والحمى. فالقدس جزء من الجسد المسلم بل هي قلبه النابض، فيجب أن يتعاظم هذا الدور للضغط على العدو الصهيوني والصبر على جمر الحق والدفاع عن قضية الأمة الرئيسة وفك أسر شعب كامل يرزح تحت الاحتلال ويعيش داخل أكبر سجن في العالم تطمس ملامح هويته الإسلامية وتهويد مدينته التي اتخذها عاصمة له بل للأمة جمعاء. إن الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وحده شكّل للكيان الصهيوني كتيبة مقاومة بكلماته القوية ومواقفه الصلبة وهو شيخ تجاوز السبعين من عمره، فما بال الشعوب المسلمة إن هي تحولت جميعها إلى مقاومة وتتحدث بلسان واحد عن القضية الفلسطينة العادلة وحقوق شعب فلسطين في العيش في بلادهم أحراراً كما ولدتهم أمهاتهم. أمير الرزيقات بولاية الخرطوم