بالتزامن مع ما يجري بالقدس الشريف ومحاولة تهويده من قبل سلطات الاحتلال اقامت مؤسسة القدس الدولية - السودان، منتدى «تهويد القدس باب المغاربة مثالاً» بفندق السلام روتانا يوم السبت الماضي في محاولة للحصول على دعم ومؤازرة لصفوف المقاومة الشعبية، وقد أمّ المنتدى عدد من القيادات السودانية والفلسطينية على رأسهم د. نافع علي نافع وقطبي المهدي وعدد كبير من القيادات الفلسطينية وبتشريف اسماعيل هنية الذي يزور البلاد حاليا وحضور عدد كبير من الفلسطينيين المقيمين بالسودان. استهل الحديث ياسين محمود مدير مؤسسة القدس الدولية متناولا المراحل التي اتبعتها سلطات الاحتلال لبناء جسر اسفل باب المغاربة للوصول الى مرادها في الهيمنة الكاملة على القدس، مشيراً الى التطور التاريخي لمحاولة الاحتلال منذ عام 2004 والذي شهد انهيار جزئي للجسر بفعل حفريات الاحتلال حيث اعلن وقتها مدير بلدية القدس الصهيوني ان الجسر آيل للسقوط ويجب العمل على هدمه تحسبا للخطر الذي سيشكله ، وقال ياسين ان السلطات فاجأتهم في العام 2007م باعلانها اقامة جسر معلق ليحل محل الجسر الخشبي من اجل السماح لجنودها في اداء مهامهم ?شيرا الى ان هذه الخطوة جلبت لهم انتقادات واسعة ادت الى تأجيل العمل به. وكشف مدير المؤسسة عن المخطط الصهيوني الذي يرمي الى اقامة جسر اسفل القدس الشريف وربطه بالحفريات اسفل القدس والتطورات الاخيرة تشير الى ذلك وعزمهم على انشاء باب مخصص لليهود، واكد ان السكوت على ذلك يعني الكثير من الاعتراف بالدور الاسرائيلي ووصايتها على فلسطين، ودفع ياسين محمود بحزمة من المطلوبات داعيا الجامعة العربية الى اهمية وضع قضية القدس ضمن اولوياتها ومعاملتها وفق ما يجري نحو الدول العربية موجها شكره الى الاردن والتي قال انها كانت السبب الاساسي في الضغط على الكيان الصهيوني من أجل وقف البناء ، طالباً من مص? والازهر الشريف مواصلة دعمهما ومناشدا جميع الدول العربية مساندة ودعم موقف الاردن، مؤكدا على اهمية الدور الاعلامي في الفترة القادمة لايقاف هذه العملية. وموجها نداءه ايضا الى فصائل المقاومة الفلسطينية بالاتحاد. وختم بقوله ان التراجع الآن عن باب المغاربة يعني التراجع عن الوجود اليهودي بالاقصى، وشدد على ان باب المغاربة غير خاضع للمساومة. المتحدث الثاني بالمنتدى يونس الاصفر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني تناول المراحل التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية وصولاً الى ما هي عليه الآن. مشددا على ان تحرير القدس لا يتم الا تحت راية الجهاد وقد نادى الاصفر الدول الاسلامية الالتفاف نحو القضية الفلسطينية، واضاف ان كل التحولات التي تدور في العالم العربي تشير الى دنو لحظة تحرير فلسطين برمتها فالمقاومة الآن على آهبة الاستعداد لذلك ويذهب الى ضرورة دعمها بجميع اشكال الدعم، وقال ان على الامة ان تدعمها بالمصاحف واي انواع الاسلحة وقال ان هذا هو الطريق الو?يد لا بالمفاوضات والتي وصفها بانها مضيعة للوقت، لذلك يجب تكريس كل الجهود من أجل معركة التحرير. الدكتور ابراهيم غونش قدم قراءة سريعة للتاريخ اشار فيها الى الفترات التي مرت على القدس منذ ظهور الاسلام حتى هذا اليوم. مشيرا الى الدور العربي في حرب1967 والذي وضع الدولة الفلسطينية في يد القوات العربية حتى جاء قرار الهدنة والتي استمرت لشهر واحد دخلت خلاله الاسلحة الثقيلة الى اسرائيل واستطاعت هزيمة الدول العربية. وقال انه بعد دخول اليهود واحتلالهم القدسالشرقية قام بعض المتشددين في محاولة لطمس الهوية الاسلامية وتدنيس مقدساتها عبر حائط ايران والذي أدى إلى قيام ثورة عربية اضطرت فيه الأطراف الاحتكام إلى محكمة ب?يطانيا والتي أكدت أن الحائط يتبع إلى المعالم الاسلامية. مشدداً على ضرورة مواجهة الكيان الصهيوني والذي يتبع سياسة وصفها بالخطيرة والمعقدة في محاولة منه لتهويد القدس بأكملها عن طريق اجلاء المسلمين من المكان المحيط بالمنطقة في الفترة القادمة مما يتطلب الصمود أمام هذه المحاولة. اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال ابتدأ مخاطبة المنتدى بعبارات تدل على الثقة الكاملة والايمان بأن المرحلة القادمة ستشهد تحرير فلسطين وقال ان تفاؤله اكتسبه من واقع الربيع العربي والذي أسماه بالشتاء الاسلامي وربيع القدس مؤكداً أن فلسطين في ظل هذه التغييرات هي أقرب إلى التحرر من قبضة الكيان الصهيوني وذلك بعد اتصالهم بعدد من قيادات الثورات بالدول العربية والذين أكدوا ذلك. واشار الى ان الربيع العربي الذي عجزت كل وكالات الأمن العالمية عن معرفة أسبابه يعود إلى الصمت الملازم لقيادات الدول العربية على الدو?م تجاه القضية الفلسطينية لأن الشعوب ما عادت تتحمل ما يجري لاخوتها بالقدس وان الدماء العربية التي سالت في الثورات العربية هي دماء على طريق تحرير القدس، مؤكداً ان السودان ليس بمعزل عن هذا الاتجاه معتبراً ان السودان يمثل عمقاً استراتيجياً لفلسطين كاشفاً عن وجود كتائب فلسطينية في الخرطوم. مجدداً تمسكه بالقضية والاستمرار في المقاومة، واضاف انه لا يمكن ابعاد القدس عن الضفة لأسباب سياسية وأسباب أخرى ليؤكد ان القدس له علاقة بالشعب. واصفاً صفقة جلعاد شاليط بأنها انجاز حقيقي في وقت حرج تمر به بلاده. وأضاف هنية ان هناك هجمة على مدينة القدس من أجل تغيير معالمها ولكن هناك شعب يقف في الطرف الآخر منادياً بضرورة النصرة والمدد وقال «لنا عليكم النصرة والمدد فأنتم بئر مدد»، وأكد ان تحرير القدس أصبح قريباً في ظل الحراك العربي الحالي وان القدس سيكون في وضع أفضل في ظله. ونادى هنية بتوفير الدعم المادي لشعبه وضرورة ايجاد موقف جهادي في الجهات الاقليمية ، داعياً الحكومة السودانية لاعداد منهج دراسي يدرس بالمراحل الثانوية والاساسية من أجل تعريف الطالب بأهمية القدس في التاريخ الاسلامي، وقال «هذا أملنا فيكم». الدكتور قطبي المهدي رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية بدأ حديثه بالتعبير عن احباط واضح يحيط بالمجتمع العربي، وقال ان عمل الجرافات الاسرائيلية في احياء المغاربة نتج عنه احباط كبير وان المرحلة الأخيرة من تهويد القدس قد بدأت، مشيراً إلى ان بعض الحركات ظلت تقاوم عن القدس وأرض فلسطين ولكن النصر لن يأتي إلا بإذن الله منادياً في جو هذا الاحباط المخيم على الناس وجب الصبر الجميل كاشفاً عن المخطط الصهيوني والذي يدعو إلى ضرب حلقة محكمة نحو العالم العربي بأكمله ولكنها باءت بالفشل في المحيط السوداني. مرجعاً خروج الثو?ات العربية إلى قضية القدس والتي ظلت لسنين من خلالها حاول الشعب مساندتهم ولكن لم يستطع في ظل التنكيل والتشريد وكانت قضية القدس هي القضية الحقيقية واضاف انهم سيضعون موضوع المنهج نصب أعينهم وهي واحدة من أجندة المؤسسة.