الدكتور إسماعيل الحاج موسى والاستاذ عبدالعظيم عوض وعلى ليلتين متتاليتين قدما نبذة عن تاريخ الاذاعة الذي اشبع المستمعين، بصورة فيها الكثير من اللباقة في الحديث، ولأول مرة، بعد هذا التاريخ الطويل اكتشف أن طه حمدتو، كان موظفاً بالتجارة ومتعاوناً مع الإذاعة، ولكن لأنني قرأت كتاب علي شمو عن تجربته الاذاعية (وهو رائد الإعلام) عرفت أنه قدم (حقيبة الفن) كما يجب أن تسمى .. وأن الشاعر الفنان صلاح أحمد محمد صالح السفير الشاعر ابن الشاعر تدرب في الB.B.C قبل أن يعود مذيعاً بهنا ام درمان. أما الإعلامي الضخم عبدالعظيم فقد أغنى الساحة طوال ليل أمس الأول بضيوفه المميزين، وأحدهم خدم الاذاعة 53 عاماً من عمرها السبعين، وأن الدكتور صلاح الدين الفاضل استاذ الصحافة والإعلام بجامعات السودان قد عين بالدرجة(كيو) مساعد مخرج .. وظل يحلم بالإخراج إلى أن كتب خطاباً لمديره الذي أعجب بخطة فترقى إلى مخرج، تولى إخراج روائع الاذاعة من (الحراز والمطر) إلى (هو وهي) .. إلى إبداعاته هو ككاتب مسرحي من الطراز الأول وهذا يعني أن صلاح الفاضل ترقى سلم الاذاعة درجة درجة حتى اصبح مديرها العام .. وما زال يعطيها ويعطي التلفزيون جهده الرائع. أما الاغنيات الخالدات لعثمان الشفيع وابراهيم ما كان يتسنى لنا أن نسمعها، في ظل هذا (الانكسار) الغنائي، إلا في مثل برنامج عبدالعظيم عوض. إن التوثيق الذي يتم هذه الأيام للاغنية السودانية وبمختلف مسمياتها فيجب أن يسارع إليه، أهلنا في الثقافة السمؤال والإعلام د. كمال مع الإسراع بتكوين لجنة من المختصين .. للقيام بهذا التوثيق. وتنبع الأهمية من أن التوثيق شمل الشاعر واللحن والمغني الأصلي والكيفية تم بها التلحين وتمت بها الاذاعة ويجاب على الأسئلة متى وأين وكيف؟!! كل من يريد أن يتغنى لحسن عطية يجب أن يضع في مقدمة اجندته الشاعرة الفنانة صاحبة الصوت الندي عابدة الشيخ .. ترى أين هي؟ .. ولماذا هذا الصمت الطويل؟ .. أو الذي طال.