{ بدلاً من أن يدعو صديقنا الرقيق والمهذب السيد «أتيم قرنق» نائب رئيس المجلس الوطني، القيادي بالحركة الشعبية، إلى اعتماد نظام (الجنسية المزدوجة) للمواطنين الجنوبيين المقيمين في الشمال، أو الشماليين الموجودين في الجنوب، كان أولى به أن يطالب بوحدة السودان والعمل بجنسية (واحدة).. لا مزدوجة.. { لكن أتيم» - الوحدوي المزاج - شأنه شأن «دينق ألور» أو «إدوارد لينو» وغيرهم من قيادات الحركة، والجنوب، يستحون أو يتخوفون أن يعلنوا أو يعبِّروا عن رغبتهم في الوحدة، تحت ضغط و(إرهاب) التيار الانفصالي المدعوم من «يوغندا» و«اسرائيل»..!! { والتيار (الانفصالي) لا يمثل غالبية أعضاء الحركة، ولا يُعبِّر عن تطلعات وآمال غالبية أبناء الجنوب، لكنه تيار (مسنود) دولياً وإقليمياً ببعض أجهزة المخابرات في دول صغيرة وكبيرة لديها مصالح إستراتيجيّة، سياسيّة، واقتصادية، في تقسيم السودان إلى دولتيْن.. { التيار (الانفصالي) صوته أعلى، وأكثر تأثيراً، وضجيجاً، ولهذا تجد (الوحدويين) في الجنوب يزايدون في المطالبة بالانفصال أكثر من (الانفصاليين)..!! { الوحدويُّون يتوارون، ويصمتون في أحسن الأحوال، أما في أسوئها فإنهم ملكيون أكثر من الملك.. انفصاليون حتى نخاع الكذب..! { كل جنوبي يريد أن يبقى في الشمال بعد الانفصال هو (وحدوي) الهوى والمصير، وكل من يطالب بجنسية (مزدوجة) للجنوبي والشمالي، هو أيضاً وحدوي، لكنه حيي، يخجل أن يطالب بجنسية واحدة، فيهيج عليه عملاء المخابرات بحلاقيمهم الكبيرة متهمين إياه بموالاة (المؤتمر الوطني) والاستسلام للسادة (الجلابة)..!! { هكذا يقول عملاء المخابرات في الجنوب، وهكذا يردد (الموتورون) والمنبتون، وأصحاب الأمراض النفسية من بقايا يساريي (الشمال) الذين لا هم أعضاء بالحركة الشعبية، ولا هم أعضاء بالحزب الشيوعي، ولا حزب البعث، ولا هم ناصريون.. وبالتأكيد ليسوا قوميين (عرب)، لأنهم (لا) عرب، ولا (أفارقة).. ولا مزيج بين هذا وذاك، كحال كل سوداني (سليم)، و(معافى)، حمانا الله وحماكم.. { الجنسية (المزدوجة) ستسبب إشكالات كبيرة ومعقدة سياسية وأمنية واجتماعية، ولن تمنع من وقوع الحرب بين الدولتيْن حال الانفصال، وسيكون حملة الجنسيات المزدوجة - دائماً - في قائمة الاتهام بالتخابر والتجسُّس لصالح الدولة الأخرى (الشمالية) أو (الجنوبية)، ولن يكونوا محل ثقة، كما أنهم لن يطمئنوا إلى أنفسهم وأبنائهم وممتلكاتهم ووظائفهم حتى ولو كانت (هامشية)، كما قال «أتيم قرنق».. وهل يضمن السيد أتيم توفير (3) ملايين وظيفة عمل (غير هامشية) للجنوبيين المقيمين في الشمال عند عودتهم للجنوب؟! { جنسية (واحدة).. في وطن واحد.