في الموقع الإلكتروني لسودانيز أون لاين لفت نظري مقال بتاريخ 22 أغسطس 2010م عنوانه «الأهرام ونميري الملعون» وكاتبه هو شوقي ملاسي المحامي. ورغم أن العنوان يذكرك بجرائد الطلبة الحائطية، لكنني حرصت على قراءة المقال خاصة وأن الكاتب محامٍ من ذلك الجيل من المحامين الأدباء الكُتّاب من أمثال أحمد السيد حمد، وعقيل أحمد عقيل، ومحمد أمين حسين وإلخ. لكنني فوجئت بمحامٍ يفتقر إلى الكثير، ومنه مثلاً ما يسمى ببراعة الاستهلال. فقد بدأ المحامي (شوقي ملاسي) مقاله ذا العنوان (الطالبي الحائطي) قائلاً: (جاءني بالأمس مقال بعنوان شوقي وشوقي كتبه شخص مجهول الهوية في مجلة مجهولة اسمها الأهرام فأنا لا أعرف أهراماً غير الأهرام المصرية. وعندما قرأت هذه الفقرة لصاحبي قال لي بالحرف: أكاد لا أصدق.. ونبدأ بالأهرام (حقتنا)، وهي جريدة وليست مجلة. وقد ظهرت إلى الوجود عملاقة منذ يومها الأول وهي في مقدمة الصحف السودانية التي يحرص معظم الشعب (القارئ طبعاً) على الاطلاع عليها. وهناك من يحتفظون بكل أعدادها وأما ألا يعرفها المحامي البعثي شوقي ملاسي، فهذا تقصير من جانبه! فالمفترض في الرجل العام أن يقرأ كل كبيرة وصغيرة مما يُكتب في بلده ومما يُكتب عنه خارج الوطن، هذا إن كان قلبه فعلاً على وطنه. والأهرام المصرية التي لا يعرف غيرها شوقي البعثي جريدة عريقة صدرت منذ أكثر من قرن ولها مكانتها في مصر والعالم العربي وفي دوائر صنع القرار في العواصم الكبرى، لكننا نشك في أن المحامي شوقي يقرأها ولو كان يقرأها لكان أسلوبه أفضل كثيراً من الأسلوب الذي كتب به مقاله المشار إليه آنفاً. ثم أن اسم الجريدة التي لا يعرفها ملاسي هو (الأهرام اليوم) وليس (الأهرام) وليس هناك ما يمنع أن يطلق السودانيون اسم الأهرام على جريدة أو مؤسسة أو شارع. وعندما يفعلون ذلك فليس في بالهم أبداً جريدة الأهرام المصرية ولا أهرام الجيزة الثلاثة (خوفو وخفرع ومنقرع)، وإنما في بالهم أهرامهم هم التي بناها آباؤهم الشوامخ هنا في السودان منذ فجر التاريخ. ومازال البعثي ملاسي يعتقد أن صدام حسين ليس ديكتاتوراً وأن جعفر نميري بليد وهذا إتهام سخيف ومن التكرار أن نرد عليه. وأخيراً أقول إنني فعلاً شخص مجهول الهوية ولكن بالنسبة للذي لا يقرأ جرائد بلده، لكنني معروف جداً بالنسبة للشعب القارئ من حلفا إلى نمولي ومن الجنينة إلى بورتسودان وأنا كثير الاعتزاز والفخر بأن الشعب العظيم يعرفني وأن شوقي البعثي وأمثاله لا يعرفونني. ثم اعتذر للشعب القارئ الفنان فقد عودناه أن نكتب المفيد الجميل؟! ملحوظة: كنت أيام كتبت في هذا المكان عن شوقي وشوقي وهما شوقي بدري وشوقي البعثي كاتب «الأهرام ونميري الملعون» ومما قلته أنهما مازالا يكتبان عن الدكتاتور السفاح نميري ولم يكتبا قط عن الدكتاتور السفاح صدام.