{ الدراما السودانية تخطو هذه الأيام خطوات مقدرة بفضل جهود التلفزيون القومي الذي أنتج في هذا الشهر الكريم ثلاثين فيلماً عبر شركات الإنتاج الإعلامي والفني والمجموعات والأفراد، لم يستثن أحدا، كما أن قناة الشروق تسهم في ذات الاتجاه بإنتاج سلسلتها الدرامية (حكايات سودانية) التي للأسف تنتجها جهة واحدة، وكنا نأمل أن تفتح قناة الشروق الإنتاج للكل، وهذا واجبها كقناة سودانية أصيلة لها دورها الوطني ونجاحاتها الكبيرة في خارطتها البرامجية وتغطيتها الإخبارية وإضافاتها المقدرة في الصورة والتنكيك والحضور المميز في كافة الأحداث والفعاليات . { هذا العام بالرغم من بداياته غير المبشرة للدراما السودانية التي تتمثل في تراجع الإنتاج في بداية الموسم والانقسام الحاد في المجتمع الدرامي وانتقال معارك الدراميين الى الصحف، إلا أن النهايات كانت طيبة وبدأت الحياة تدب في هذا الجسد العليل وبدأت الدراما تطرق بقوة في كافة المجالات وتسهم، فأتحفتنا بدراما الإنتخابات التي تعارف عليها الناس ب (خلف الله عذبتنا) ومن ثم جاء اختيار الأستاذ السموأل خلف الله (فرحتنا) - يظهر أن خلف الله هذا العام يطرق بقوة في المسألة الثقافية - الذي يعد أحد أبناء الحركة الثقافية في بلادنا وقريب من أسرارها وتفاصيلها وأحلامها وشخوصها ونجومها، وهذا ما يفصح عنه الإفطار المميز الذي أقامه السيد الرئيس احتفاءً ببرنامج أغاني وأغاني بقناة النيل الأزرق وتبعه إفطار جامع أقامه السيد نائب الرئيس ودعا له قبيلة الدراميين والفنانيين والمبدعين، وهذه تعد سنة حسنة نأمل أن تستمر وهي بمثابة تكريم للفنون والثقافة ورد اعتبار لها في ظل دعوات غريبة يطلقها البعض دون التدقيق قبل إطلاق أحكام غير موفقة . { وفي الطريق قيام المجلس القومي للفنون والموسيقي والاتحاد الجديد للدراميين السودانيين بدون علي مهدي لأول مرة منذ عشرين سنة يفتح الباب لقيادة جديدة وأفكار جديدة، وكل هذا يجعلنا نتفاءل بالقادم من الأيام لاسيما وأن المجلس يتمتع بسلطات مقدرة وهو نفسه بمثابة ترفيع لمؤسسة ثقافية تخدم قطاعين مهمين داخل حراكنا الثقافي ونأمل أن تتصل الإشراقات وتسهم في وحدة قبيلة الكتاب والأدباء السودانيين الذين انشطروا لثلاثة اتحادات، كما أننا ننتظر جهوداً مقدرة في جانب المسرح وبالذات إكمال مسرح الثورة بالوادي الذي توقف فيه العمل لأكثر من عامين. { الآن المشهد الثقافي يتجه بكلياته نحو نهضة شاملة نأمل أن تشمل كافة ضروب الفنون والآداب وأن تتصل جهود التلفزيون وقناة الشروق وتبادر الشركات الكبرى في هذا البلد بدعم المشروع الثقافي عبر صندوق يمول النشاط والفعاليات الثقافية والبنية التحتية الثقافية لاسيما وأن المعركة في الأساس معركة ثقافية إذا أدرناها بنجاح فإن ثمار ذلك لا تقدر بثمن وستوفر الكثير من الجهد والقدرات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يمكن أن ندخرها لتحديات أخرى. { التحية للأستاذ محمد حاتم الذي وعد وأوفى، ولقناة الشروق التي فتحت أفقا جديدا للصورة التلفزيونية السودانية بالذات في (التكنيك) الذي تشتغل به في الأعمال الدرامية.