يواجه برنامج «أغاني وأغاني» الشهير الذي يعرض على قناة النيل الأزرق في شهر رمضان الجاري ردود أفعال متباينة انحصرت بين استحسان ورضا المشاهدين والنقد اللاذع من قبل خطباء المساجد ورجال الدين في نسخته الخامسة على التوالي التي أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع السوداني حيث اعتبر البرنامج الذي يقدمه الشاعر والملحن السر قدور بمشاركة جيل المطربين الشباب ملهاة لصرف الناس عن أمور دينهم في الشهر الكريم في وقت دافع فيه الوسط الفني عن البرنامج وأيد الفنانون فكرته محددين أن أهدافه ترفيهية بعيدة عن كل الاتهامات مقارنة بما يعرض في القنوات الفضائية العربية من مسلسلات وبرامج تعرض في وضح النهار لم تراع فيها حرمة الشهر الفضيل. وحظي البرنامج هذا العام بجمهور عريض من المشاهدين واستطاع أن يتربع على قائمة اهتمامات الأسرة السودانية عقب الإفطار وسحب البساط بهدوء من تحت عدد من القنوات السودانية بما فيها الفضائية السودانية التي جاءت هذه المرة فاترة لم تتخط نفق التكرار والتقليدية. المطرب وليد زاكي الدين اعتبر برنامج «أغاني وأغاني» نموذجاً لتواصل الأجيال في المراحل الفنية السودانية المختلفة، وأشاد بتجربة المشاركين من المطربين الشباب أبناء جيله بجانب الصاعدين الجدد، وقال ل «الأهرام اليوم» إنهم تمكنوا من إقناع المتلقي بأنهم يجيدون أداء غناء الجيل السابق بجانب إنتاجهم أعمالهم الخاصة، وانتقد وليد اعتبار أن البرنامج يصرف المشاهدين عن أمور دينهم، وقال «أتمنى عدم الترويج لمثل هذا الفهم الخاطئ والضيق»، وعلق قائلاً: «طالما كل شخص متمسك بأداء شعائر دينه ليس هناك ما يمكن أن يصرفه عنها». وعن استمرار البرنامج في تقديم فنانين معينين وإغفال مشاركة غيرهم قال: «إن المشاركة في البرنامج ليست مقيدة بشروط وتخضع لرؤية معد ومنتج البرنامج ولا أحد يستطيع إلزامهم بمشاركة كل الفنانين ويكفي هؤلاء أنهم استطاعوا أن يحققوا نجاحاً للبرنامج»، ودعا الفنان وليد إلى مشاهدة البرنامج والاستفادة من السرد التاريخي للتراث الفني السوداني الذي يأتي في جرعة توثيقية تتجنب. أما نقيب المهن الموسيقية السابق الأستاذ عبد القادر سالم فرفض أن يتناول البرنامج بالنقد أو الإطراء والتزم مبدأ التريث لحين إشعار آخر، وقال ل «الأهرام اليوم» إن البرنامج ما زال مستمراً ولم ينته بعد، وأوضح أنه سيعد تقييماً شاملاً عن التجربة عقب انتهاء جميع الحلقات بنهاية شهر رمضان.