نشرت مؤسسة «بلومبيرغ» الاعلامية في نيويورك محتويات وثيقة، قالت انها حصلت عليها من مصادر مطلعة، توضح أن حكومة جنوب السودان اشترت عشر طائرات هليكوبتر روسية من طراز «أم أي 17» أنتجتها مصانع «كازان» الروسية. وقال المركز، ان هذا النوع من الطائرات أكثر تطورا من الذي استعمله الروس عند غزو أفغانستان قبل عقود، ولاحظ التقرير أن ذلك حدث مع اقتراب الاستفتاء . وحسب الوثيقة، التي يعود تاريخها الى عام 2007، فقد كان من المقرر أن تصل، الدفعة الأولى قبل ثلاثة شهور ، وهي أربع طائرات، الى جنوب السودان، عن طريق أوغندا، لكن، حسب تعديل في الاتفاقية، وصلت الطائرات في«12» اغسطس الماضي عن طريق مطار عنتبي الأوغندي، وكانت تحملها طائرة روسية عملاقة من نوع «انتونوف». وقال اي جي هوغندورن، خبير القرن الأفريقي في مجموعة كرايسيز انترناشونال، «تستخدم هذه الطائرات للنقل العسكري، ويمكن أن تستخدم للنقل المدني،لكن، تقدر على أن تضع عليها مدافع تحولها الى طائرات هجومية»، واعتبر شراء الطائرات «يمكن أن يكون خرقا فنيا» لاتفاقية السلام، لكنه اشار الى ان ذلك جاء بعد أن اشترت الخرطوم نفس الطائرات، ولكن من نوع متطور «ام أي 24»، وهي طائرات هجومية. وأشار مراقبون في واشنطن الى أن «أي اتش اس جين»، وهو مركز أبحاث في انغلوود، في ولاية كولورادو الأميركية، نشر في السنة الماضية أن حكومة جنوب السودان اشترت مائة دبابة روسية من نوع «تي 72»، ومعدات عسكرية أخرى. وقال هلمود هايتمان، خبير أسلحة دولي ومركزه في جنوب أفريقيا ،«اعتقد أن شراء حكومة الجنوب لهذه الأسلحة، سواء طائرات هليكوبتر أو دبابات، يعنى أنها تريد تحذير حكومة الخرطوم من شن هجوم أو القيام بتحركات عسكرية لعرقلة، أو عدم تنفيذ، الاستفتاء »، وأضاف «يتوقع الجنوبيون أن يصوتوا مع الانفصال. وأيضا، يتوقعون ألا تصمت حكومة الخرطوم على ذلك». ونقل مركز «بلومبيرغ» على المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد، ان القوات السودانية أبلغت مسبقا بصفقة الطائرات،واضاف ليس هناك ما يدعو الى الاعتقاد بان تلك الطائرات لاغراض عسكرية، وأيضا، نقل على لسان كول ديم كول، المتحدث باسم جيش جنوب السودان، أنهم ابلغوا القوات المسلحة مسبقا بالصفقة، ودافع كول ديم كول عن الصفقة، وقال انها لا تخرق اتفاقية السلام «نريد أن تكون لنا قوات جوية قبل الاستفتاء، ولا تمنع ذلك اتفاقية السلام، ونتوقع أن يساعدنا المجتمع الدولي على تطوير جيشنا». وقال مراقبون في واشنطن ،ان عسكريين أميركيين كانوا أكدوا في الماضي أن قوات تدريب تابعة للقيادة الأفريقية «افريكوم» تدرب الجيش الشعبي،واضافوا ان العسكريين الأميركيين اعتمدوا في ذلك على بنود في اتفاقية السلام تسمح بالتسلح بموافقة اللجنة العسكرية المشتركة بين الطرفين، وأيضا، بموافقة قوات الأممالمتحدة، لكن، في نفس الوقت، تنص الاتفاقية على «عدم تخزين أسلحة وذخيرة ومواد عسكرية أخرى». وقالت كلير ماكنفوري، خبيرة في مركز بيع وشراء الأسلحة الدولي في جنيف، «حسب معلوماتنا، لا تسيطر اللجنة العسكرية المشتركة على شراء أسلحة، وحسب معلوماتنا، خرق الجانبان بنود اتفاقية السلام عن نزع السلاح، وعدم التسلح». من ناحيته، اعتبر الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم ل«الصحافة»، صفقة الطائرات امرا لايمكن تفسيره بعيدا عن عمليات اعداد الجيش الشعبي وتحويله الي جيش نظامي ،لافتا الي ان القوات المسلحة بدورها تملك طائرات وتستمر في تصنيع الاسلحة بالتصنيع الحربي ، واضاف مثل هذه الخطوات لا تعني الاستعداد للحرب، ولكن ايقافها ولتفادي كل هذه الهواجس على المؤتمر الوطني الكف عن وضع العراقيل وزعزعة استقرار الجنوب ، معتبرا المخاوف من تأثير جيش الرب على الاستفتاء حديث بلاقيمة فحكومة الجنوب نظمت الانتخابات في عشر ولايات جنوبية دون ان تحدث مشاكل .