{ كنت حريصاً على متابعة مباراة منتخبنا الوطني امام نظيره الكنغولي في الجولة الأولى للتصفيات الافريقية المؤهلة الى نهائيات الأمم التي ستقام العام بعد القادم في غينيا والجابون.. وسعدت كثيراً بالانتصار الباهر الذي تحقق.. وكفل لسوداننا أول ثلاث نقاط في مشوار التصفيات الطويل والصعب.. { تأسفت للتراجع الذي صاحب الاداء في الشوط الثاني وبالدرجة التي كان بإمكان الضيوف ادراك التعادل في اية لحظة لولا سوء الطالع الذي لازمهم.. وحمدت الله كثيراً على ركلة الجزاء التي جاءت في الزمن المضاف بدلاً من الضائع وعبرها تم تأمين الفوز والنقاط الثلاث.. { الآن فقط، وبعد الانتصار، بدأت المرحلة الصعبة امام الصقور في التصفيات.. ولعل الفوز الذي تحقق يحتاج للمزيد من البذل والاجتهاد في قادم الايام.. والاجتهاد الذي نعنيه لا علاقة له بتجميع اللاعبين على طريقة المناسبات الحالية او قبل ايام معدودة من مواعيد المقابلات الرسمية.. واعتقد ان البرنامج الثابت صار ضرورة آنية.. { ولعل الحجة التي تعلل بها قادة الاتحاد العام الجديد والجهاز الفني للمنتخب، التي نسبوا فيها اسباب غياب التجارب الاعدادية للانشغال بالانتخابات قول، ولو سلمنا جدلاً بصحته الآن، اعتقد انه لن يكون كذلك في قادم المواعيد.. { المنتخب يحتاج لفترات اعداد طويلة المدى تسبق الاستحقاقات الرسمية في التصفيات الحالية بفترات كافية، ومع منتخبات ذات مستويات عالية، ومكانة مرموقة على الخارطة العالمية حتى نضمن الفائدة بعيداً عن النتائج التي ستنتهي عليها تلك المقابلات الاعدادية.. { حتى قول الجهاز الفني والمتعلق بتبرير اعتماده على نجوم المريخ والهلال نسبة لجاهزيتهم قبل مباراة الكنغو الاخيرة قول مهضوم.. لكن على ذات الجهاز التأكد بأن السودان مليء بالمواهب واللاعبين اصحاب الامكانيات الخرافية الذين سبق للمدرب أحمد بابكر ان اكتشفهم وكادوا ان يصلوا بمنتخبنا الى نهائيات كأس العالم بكوريا واليابان لولا سوء الطالع.. { وعليه فإن العمل الشاق الذي ينتظر الجهاز الفني في الفترة القادمة يضع الجميع امام العديد من التحديات الي قوامها العمل المتواصل والجد والاجتهاد.. حتى الاتحاد العام الجديد للكرة فإن مهمته لن تكون سهلة في قادم الايام لأن الفوز يعني اتساع حجم الآمال والتطلعات.. { واتساع حجم الآمال والتطلعات يتطلب ضرورة الدعم المالي من الدولة.. وذلك لتوفير فرص المعسكرات الخارجية والتجارب الاعدادية القوية التي تضمن الصقل الامثل لمجموعة لاعبي المنتخب.. الى جانب توفير الفرصة لأفراد الجهاز الفني لمشاهدة الدوريات المختلفة في كل انحاء السودان لاختيار المواهب خاصة وان الفترات الزمنية التي تفصل موعد كل جولة في التصفيات عن الجولة الاخرى يصل في بعض الاحيان لستة اشهر كاملة.. { الفواصل الزمنية الكبيرة تلك تقودنا الى شيء آخر يتمثل في ان التصفيات الحالية تحتاج لخطط طويلة المدى، ونفس طويل، سواء من جانب الادارة الفنية، او اللاعبين خاصة وانها، اي التصفيات، وبعدما انطلقت الاسبوع المنصرم ستتواصل حتى نهاية العام القادم 2011.. انها الاستمرارية لأكثر من عام.. { الاعلام الرياضي يتحمل جزءاًً كبيراً من المسؤولية المتعلقة بمسيرة المنتخب السوداني في التصفيات الحالية.. على الاقل ولو من باب تقديم المشورة الحقيقية لقادة الاتحاد العام والجهاز الفني، ونبذ التعصب للاحمر والازرق، وتوحيد الجهود كافة خلف الصقور.. مع الامنيات لمنتخبنا بالتوفيق.