1) نما إلى علمنا أن أحداث العنف بين النازحين داخل معسكر كلمة راح ضحيتها العديد من القتلى وأن سبع جثث شوهدت ملقاة على صعيد المعسكر دون مواراة، بما يخالف أحكام كل الشرائع وأحكام القانون الدولي والإنساني والوازع والضمير الإنساني الحي. 2) نرجو نقل هذه الجثث وتسليمنا لها لاتخاذ الاجراءات اللازمة حيالها والعمل على سترها إكراماً للموتى. 3) ولكم الشكر الفقرات الثلاث أعلاه، ليست خطاباً صادراً من منظمة حُسن الخاتمة السودانية التي تُعنى بشؤون الموتى، ولكنه صدر من اللواء حقوقي فتح الرحمن عثمان محمد أحمد مدير شرطة ولاية جنوب دارفور موجّه إلى قائد شرطة اليوناميد بجنوب دارفور! لقد أصبح معسكر كلمة مصدراً للفوضى التي تمارسها حركة عبدالواحد محمد نور الذي يعيش في باريس مدينة النور كما يحلو للبعض أن يطلق عليها والتي تصدِّر لنا الموت والنار وطلائع الاستعمار الجديد. كما أن قائد الفرقة الثالثة لحركة عبدالواحد نور يوجّه المكتب العسكري داخل معسكر كلمة بتصفية المواطنين الذين شاركوا في محادثات الدوحة وقد تعرّض منزل العمدة صلاح الدين عبدالله عمدة البرقد لهجوم من قِبل قوات عبدالواحد بالأسلحة الخفيفة والثقيلة في محاولة لاغتياله وتصفية المجموعات التي اقتنعت بضرورة اتخاذ الحوار والنقاش وسيلة فاعلة لكل المشكلات مهما كبر شأنها، فإن قائد الفرقة الثالثة الذي يأتمر بأوامر عبدالواحد بعد أن تلقى الدعم اللازم من خارج الحدود وجّه مكتبه العسكري بقتل مواطنين أبرياء وعُزّل، والشرطة السودانية لا تستطيع حتى مواراة جثامين مواطنيها تنفيذاً لقرارات السياسيين الذين منحوا قوات اليوناميد تفويضاً ينتهك السيادة الوطنية والكرامة السودانية. فإن معسكر كلمة لم يعد معسكراً يأوي النازحين وملاذاً للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين فُرضت عليهم الحرب وتعرضوا لأبشع المعاملات ينتظرون الإغاثة التي تتصدق بها عليهم الوكالات العالمية والمنظمات التطوعية الغربية والتي تعتبر واجهات لأجهزة مخابرات ولها أجندتها السياسية والحربية وعلى الدولة أن تفرض هيبتها وبسط القانون وتحرير الأسرى الذين يقعون تحت قبضة قوات عبدالواحد الموتورين والذين يصدرون الأوامر بتصفية المدنيين في فوضى لم يشهد لها العالم مثيل. على الحكومة أن تضع حداً لتصرفات قوات اليوناميد والتي كشفت عن وجهها القبيح وأكدت أنها قوات استعمارية وليست قوات جاءت لمساعدة السودانيين لتجاوز مشكلاتهم باعتبار أن السودان جزء من الأسرة الدولية، ولكنها طليعة استعمارية استبدادية أرادت أن تقدّم نموذجاً آخر من نماذج البطش والسحل، ولوناً من ألوان العذاب والتنكيل، وفناً من فنون سرقة مواردنا وضرب نسيجنا الاجتماعي المستمد من عقيدتنا وديننا الحنيف. إن الدكتور عبدالحميد موسى كاشا والي ولاية جنوب دارفور سبق وأن صرّح لوسائط الإعلام أن قوات اليوناميد تتصرّف وكأنها قوات استعمار، فقد امتعض أيضاً الرئيس عمر حسن أحمد البشير من التصرفات غير اللائقة التي تمارسها اليوناميد والمنظمات الأجنبية في دارفور فقد وجّه ولاة الولايات الثلاث في اللقاء الذي نظّمه أبناء دارفور في قاعة الصداقة يوم 7/8/2010م بلهجة قوية بطرد أي جهة مهما علا شأنها متى ما تجاوزت التفويض الذي مُنح لها. الكل مع الحل العادل والدائم لقضايا السودان جميعها وعلى رأسها قضية دارفور التي أصبحت الشغل الشاغل، ولكن ليس هناك أحد يقبل بأن يكون المواطنين بمعسكر كلمة دروعاً بشرية وملاذات آمنة تأوي اللصوص ومعتادي الإجرام ومقراً لقيادة عسكرية تمتلك التفويض والسلطات التي تجعلها تُصدر أحكاماً بالإعدام وقتل الناس دون وجه حق إلا لأنهم اختاروا طريق الحوار وسيلة لإنهاء الأزمة. إننا ندعو السيد رئيس الجمهورية أن يصدر توجيهاته لديوان الزكاة أن يتولى إعاشة ومساعدة مواطني كلمة وفتح أبواب التبرعات لكافة الشعب السوداني والأحرار في العالم لفك أسرى هؤلاء السكان كما أنه لابد من مساعدة حكومة ولاية جنوب دارفور ومنح المال اللازم والامكانات التي تمكّن حكومة الولاية من استرداد الكرامة الوطنية وتحرير الأسرى الذين ييعشون في أكبر معتقل لحركة عبدالواحد محمد نور يسمى معسكر(كلمة). حكومة ولاية جنوب دارفور المنتخبة تمتلك الشرعية لإدارة الولاية وتتعاون إلى حد كبير مع قوات (يوناميد) فقد التقى والي الولاية بالممثل المقيم للبعثة في أول أغسطس المنصرم واتفق الجانبان على ضرورة أن يكون معسكر كلمة معسكراً للنازحين وإبعاد العناصر التي تمارس الأنشطة العسكرية ومشاركة بعثة اليوناميد في لجنة التحقيقات في أحداث المعسكر الأخيرة وقيام قوة مشتركة لنزع السلاح داخل المعسكر، وتسليم الذين فتحت بلاغات في مواجهتهم لدى الشرطة بضلوعهم في أحداث المعسكر وتسليم الجثث المتواجدة داخل المعسكر للشرطة السودانية لاتخاذ الاجراءات القانونية، كما أكد الجانبان على التعاون المشترك المثمر. ليس هناك ثمرة ترجى من قوات الاستعمار الجديد وعلى الحكومة المضي قُدماً في إيجاد مأوى لمواطنيها وعلى حركة عبدالواحد أن تنشئ معسكراتها العسكرية التي تخصها إن هي اقتنعت بالحرب وسيلة وحيدة لحل المشاكل دون الحوار. على الحكومة أن تُطعم مواطنيها بفتح أبواب النفير الشعبي وتمكين النازحين من العودة إلى قراهم وتمليكهم وسائل إنتاج. فإن شعب دارفور هو الشعب الوحيد طيلة الحقب التاريخية يَتصدّق ولا يُتصدّق عليه! وقد وصل كرمه الكعبة المشرفة قِبلة الأمة الإسلامية. وعلى قوات الاستعمار الجديد أن تعود إلى بلادها غير مأسوف عليها وأن تتركنا وشأننا، وعلى غرار عناوين عمود الأستاذ الهندي عزالدين المقروء شهادتي لله (قوات اليوناميد أعوذ بالله).