ثلاثة أرباع أعيادي .. قضيتها بين هدير المطابع ! هكذا هي حياة الصحفيين، وخصوصا في الصحف التي لا تتوقف أثناء العيد، بل لا تتوقف أبدا، سواء أكان هناك عيد، أو إجازة وطنية ، أو غارة جوية !! وبمناسبة الغارات، فلا أنسى حين اجتاحت قوات صدام حسين، رحمه الله، أرض الكويت الشقيقة، ثم ركب رأسه وعاند كل نداءات العالم .. رافضا الخروج من الدولة التي استباح أرضها، لتهاجمه قوات التحالف في معارك (عاصفة الصحراء) الشهيرة، وليصبح العراق على ما أصبح عليه الآن ! غارات صدام كانت صاروخية، وتحديدا بصواريخ اسكود التي طورها، وأطلق عليها مسمى الحسين، وحين هاجمته قوات التحالف، الساعية لتحرير الكويت، قام الرجل بإرسال صواريخه للرياض، والتي كنت أعمل فيها، وكانت صافرات الإنذار، إشارة لضرورة لجوء الناس إلى المخابئ، في حين كانت بالنسبة للعاملين في الصحف والإعلام .. إشارة للالتحاق بأجهزتهم الإعلامية .. لمتابعة التطورات والمستجدات . انقضت حرب الخليج، وقضيت مع زملائي الصحفيين فترة الحرب عملا في الصحيفة، وكانت فترة خصبة بالأحداث، والذكريات، والانطباعات من كل شكل ولون. والأعياد أيضا .. كانت باستمرار بين هدير المطابع، و(عطور) الأحبار، وروائح الورق الطازج الخارج من (الرولات) معانقا أجزاء المطبعة، ومتحولا لصحيفة يتابعها الناس ويشترونها بشغف صبيحة يوم الصدور. أعياد الإعلاميين لها طعم مزدوج، فهم يفتقدون حميمية التواصل الاجتماعي العادي مع الأهل والأقارب والجيران، لكنهم، يعوضون عن ذلك بحميمية أخرى تجاه زمالة الأعياد، كما يلتصقون أكثر بحياة العيد في شكلها العمومي، والذي يتخطى المحيط الشخصي الصغير، للمحيط المجتمعي الكبير. أجواء العيد باتت تمارس حضورها الآن، ورمضان يلوّح مودعاً، والفرح لاحت أنواره، والثغور تهيأت للابتسام . عيدكم مبارك .. قبل الزحمة ! من البريد استقبل بريدي الألكتروني عددا من التعقيبات حول موضوعات تم طرقها مؤخرا، ومن ذلك هذا التعقيب الذي جاء على زاوية تحت الغيم التي كانت بعنوان : (قطر الخميس الفات)، حيث جاء فيه : السلام عليكم أستاذنا الجليل عبدالباسط شاطرابي. تعقيبا على مقالك (قطرالخميس الفات) فقد لمست بحق جانبا حيا من إيقاع حياتنا اليومي، فنحن نشكو الاكتظاظ في شوارعنا الضيقة غيرالمؤهلة، والحمدلله، فقدأعجبني المقال بكل تفاصيله، إلا أنني أخشى عليه أن يكون مجرد (حبر في ورق)، فهناك الكثيرمن الكتاب امثالك من(أصحاب الوجعة) قد تطرقوا لهذاالموضوع ولكن لا حياة لمن تنادي.. وعلى قولك فكيف نحلم بالكبير ونحن ما زالت الصغائر تعرقل حياتنا ؟! الله المستعان. آلاء محمد عبدالله جامعة السودان. المحرر : شكرا لك يا آلاء .. وكفى الله الناس زحام المرور وخراب القطارات، آمين يا رب العالمين.