بخوف وقلق وتوتر استقبل الأمريكيون ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، مرت السنوات على تلك المحطة التي شكّلت نقطة مفصلية في تاريخ أمريكا والعالم، على الرغم من أن الدهشة والحيرة مازالت عالقة في الأذهان. تعود الذكرى وتتكرر هذا العام في عالم مازال الحديث عن الإرهاب هو هاجسه، فأحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001م ستظل محفورة في ذاكرة الأمريكين (برجي مركز التجارة في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون). تلك الأحداث التي أوقعت نحو ثلاثة آلاف قتيل، ولقد تزامنت ذكرى هجمات نيويورك مع احتفال شعوب العالم الإسلامي بعيد الفطر المبارك فيما كانت تتصاعد في أمريكا موجة من الخوف حيال أعمال عنف متنوعة الأهداف والخلفيات، امتدت منذ نهاية العام الماضي. فالجُرح الذي خفلّته هجمات الحادي عشر من سبتمبر لم يندمل بعد ومازال يحتاج إلى سياسة نشطة وطويلة الأمد لمعالجته. وعلى الرغم من أن الطلاسم واللُّغز المحيّر لم ينكشف بعد حول هذه الأحداث ودوافعها، الأمر الذي يحتاج إلى زمن حتى تتفكك الطلاسم. فالواقعة بلاشك أحدثت تغييراً سلبياً في السياسة الأمريكية انعكس على العالم بأثره. فهي دفعت بقوات الحلف الأطلسي لتضرب يُمنة ويُسرى في أفغانستان وباكستان بلا أهداف ولا نتائج، غير بث الرعب والدمار وجر العدوان لنفسها وعلى بعض دول أوروبا التي تناصرها. أخرجت صدام حسين فارس الأمة من الحكم بأسباب واهية وتلفيقات مختلفة وجعلت العراق دولة ضعيفة متهالكة بعد أن كان عراقاً للصمود والتحدي، ورغم ذلك لم يتحقق من احتلالها للعراق غير الغضب الشعبي العارم، وفي المحصلة السياسية خياراتها الآن محدودة هناك. الرئيس أوباما لابد من أن يترجم القول إلى عمل ذلك بأن المسملين ليسوا أعداءً لأمريكا وأن الحرب التي تُشن على المتطرفين ليس ضد الإسلام والمسلمين وأن الولاياتالمتحدة بنت على أسس التسامح وحرية الدين والمعتقدات وستبقى كذلك. وأخيراً حق علينا أن نتساءل لماذا يهرع العالم عندما تأتي هذه الذكرى فيما لايهرع عندما تأتي ذكرى العدوان الصهيوني الإسرائيلي الفسفوري القنابل على غزة نساءها وشيوخها وأطفالها.