تصلني عبر بريدي الإلكتروني أو حتى بتواصلي المباشر مع بعض القراء الأعزاء تصلني آراء مستوضحة وبعضها مستنكرة اللغة (الحارّة) على حد وصفهم التي أستعملها تعليقاً على أداء بعض المذيعات وبعض المذيعين، وعلى غير المتوقع لن يكون ردي على لساني بل سأترك الإجابة تجري على لسان نجم الكوميديا المصري وحيد سيف وبعدها أترك لكم خيار المقارنة ولا أدعي أنني واثقة أن لي حقاً وألف حق. ووحيد سيف قال في حوار أجري معه على فضائية المحور ثالث أيام العيد في برنامج (ساعة مع شريف) وهو من البرامج التي لها عدد كبير من المتابعين والمتصلين، قال رداً على سؤال حول رأيه في أداء المذيعات والمذيعين على الفضائيات المصرية أنه (تصوروا) غير راض عن أداء الكثيرين منهم. لأن بعضهن متكلفات ويعتمدن فقط على أشكالهن (أمال نحن نقول إيه) وأنه يفترض في المذيع أن يكون موسوعة وحاضر البديهة بل إنه يجب أن يكون رباناً ماهراً يستطيع إدارة دفة الحوار وضرب مثلاً بمذيعة قال عنها وبطريقته الكوميدية (دي بتستفزني آآلكم حاجة دي مذيعة إرهابية) لأنها تدخل الأستديو حتى تفرض آراءها وسطوتها على ضيوفها!! بالمناسبة ورغم أن الحديث من الفنان وحيد سيف كان صعباً وقاسياً لكنه وجد القبول من مضيفه شريف الذي أمن على معظم حديثه ولم يعلن عليه الحرب واحترم رأيه بكل شفافية وديمقراطية، أها رايكم شنو؟ هل نحن نقسو أو نجنح بالنقد خارج المألوف والمعقول أم أن ما نكتبه يعكس بالفعل واقعاً نعيشه للأسف تمددت فيه الواسطة والمجاملة وتفضيل الوجوه على العقول؟ وهو أمر لا يحتاج إلى معمل لاكتشافه إذ أنه واضح وضوح الشمس والدليل كما قال عادل إمام في مسريحة شاهد ما شافش حاجة الدليل آلولو!! كلمة عزيزة درجت الفضائيات الإخبارية أو حتى ذات الصبغة المنوعاتية درجت على أن تتخير أفضل مذيعيها أو مقدمي البرامج بها ممن يتمتعون بالخبرة والثقافة الواسعة والعمق في الطرح واستغلال الموقف في استنباط أسئلة جريئة وجاذبة وجديدة إن أرادت أن تحاور رئيس دولة أو سيدة أولى لأن اللقاء دائماً ما يكون فوق العادة وغير مكرر ومحل نظر واهتمام المراقبين والمتابعين، وبما أن هذه الصفات المذكورة آنفاً لا تنطبق على المذيعة التي قدمت حواراً مع السيدة الأولى حرم الرئيس في رابع أيام العيد فوتت علينا النيل الأزرق فرصة لا تعوض في الغوص في العالم الخاص بالسيدة الأولى. على فكرة لم تكن المذيعة وحدها دون المستوى إذ أن إعداد الأسئلة كان ركيكاً وسطحياً من شاكلة: بتشجعي ياتو فريق؟ وفنانك منو؟ وبتغني ولّا لا؟ وهي أسئلة لا ترقى لمستوى أن تطرح في حوار هو الأول للسيدة الأولى، بالمناسبة مثل هذه البرامج الرؤية الإخراجية الضعيفة والهشة تفقدها عنصر الاهتمام وعنصر المتابعة ويا حبذا لو كانت الكاميرا فعلاً في معية السيدة الأولى في يوم عمل طويل تمارس فيه مهامها الرسمية أو حتى الخاصة لعكس الوجه الآخر لها لكن يبدو أن طاقم البرنامج اختار الطريق الأسهل بدلالة أن وقت البرنامج نفسه كان قصيراً حتى أن زمن الأغنيتين المختارتين به كان أطول من زمن الحوار نفسه. في كل الأحوال تمنيت لو أن نسرين نمر أو نسرين سوركتي كانتا من حاورتا السيدة الأولى لما تمتلكانه من ثقافة عالية وحضور (ساخن) أمام الكاميرا وكاريزما يجب أن تمتلكها صاحبتها لمثل هذا الحوار الاستثنائي. كملة أعز استمتعنا جداً وفرَّقنا بونسة (أولاد السابعة) التي قدمتها النيل الأزرق سهرة ثالث أيام العيد وجاءت دسامة السهرة من المخزون والحضور الإبداعي لضيوفها الذين أثروا الليلة بالذكريات خفيفة الدسم ساعدهم في ذلك الحضور الرشيق للمتمكن محمد عثمان الذي فك قيود المحاور فجعلها مسترسلة دون حدود ولعل السهرة اكتملت بصوت الفنان محمد شبارقة الذي أظن أنه لم يكتشف بعد.