شهدت مناظرة دعم الوحدة الطوعية أمس الخميس بقاعة الصداقة ملاسنات حادة بين الوحدويين والانفصاليين، ووضع رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي «29» نقطة قال إنها تدعم خيار الوحدة و «11» نقطة أخرى أشار إلى أنها تدعم خيار الانفصال لكنه نبّه إلى أن نقاط الانفصال بعضها استند على قراءة عاطفية للواقع، محذراً من خطورة الانفصال على الأوضاع بالجنوب، وأوضح أنه وبحسب استطلاع اجراه خبراء فإن «53%» من الأشخاص توقعوا نشوب حرب جنوبية جنوبية قادمة حال انفصال الجنوب. ورأى الصادق المهدي أن تظلم أهل الجنوب لا يبلغ معشار ما عاناه السود في جنوب أفريقيا وأمريكا وأنهم رغم ذلك صمدوا حتى تحققت المساواة. وقال: ليس من الصحيح أن كل المشاكل شمالية جنوبية فهناك مشاكل جنوبية جنوبية كبيرة. ودعا الصادق المهدي الحركة السياسية الجنوبية إلى أن تمثل حليفاً قوياً للحركة الديمقراطية في الشمال، وأوضح أن ذلك التحالف من شأنه تحقيق مزيد من التطور في مجال السلام العادل والشامل، مشيراً إلى وجود ما أسماها بالروابط الشمالية الجنوبية الكبيرة، تجسدها القبائل الرعوية العربية والقبائل النيلية في مناطق التمازج. وكانت باحة قاعة الصداقة قد شهدت ملاسنات حادة وهتافات داوية بين التيارات الوحدوية والتيارات الانفصالية، وحضر المناظرة آلاف من الشماليين والجنوبيين. ولكن المهندس فاروق جات كوث من جبهة الإنقاذ الديمقراطية، أغلظ في رده على تومبي، وأكد أن الانفصال واقع لا محالة بيد أنه أشاد بالمواطنين الشماليين، واصفاً إياهم بالشعب الشهم الكريم، وقال إن الجنوبيين لن ينسوا لهم وقفتهم وسيردون الدين بعد الانفصال وتكوين دولتهم، داعياً منظمات المجتمع المدني إلى ارساء التعايش السلمي بعد الانفصال. ودافع الأمين العام لمنبر السلام العادل العميد «م» ساتي سوركتي عن دعوتهم الانفصالية، وأوضح أن الانفصال حقيقة يجب التعامل معها برشد وموضوعية والعمل على إحداث جوار بالحسنى، مشيراً إلى أنه لا توجد قداسة للجغرافيا أو التاريخ، وقال إن الجنوبيين ظلوا يقاتلون منذ «50» عاماً من أجل المواطنة، وتساءل: لماذا لا نمنحها إياهم، ونجبرهم على الوحدة؟.