{ أرجو أن تفسح لي المجال عبر عمودك المقروء (رواية أخرى) بالمتميزة (الأهرام اليوم) لأعقب على ما جاء فيه من كتابات لها طعمها الخاص من بين الكتابات الصحفية التي نداوم عليها في صاحبة الجلالة (صحافة الخرطوم) و في البدء أشيد بلغتك الصحفية الرفيعة وهي تتناول قضايانا بأسلوب روائي ممتع لا يبتعد كثيرا عن الواقع بالرغم من اختلاف المعالجة الصحفية وهو أسلوب قد يجد بعض الناس صعوبة في استيعابه من (القراءة الأولى) ولكن بقليل من التمعن تصبح الكتابة رفيعة وجميلة تحمل كافة مضامين البلاغة الصحفية التي نفتقدها بالمباشرة التي تملأ صحافتنا اليوم . { أخي .. جاء في عمودك بتاريخ 14/9/ 2010م تحت عنوان (سرقة الأفكار وجليل الأعمال) مقال له أهميته من بين كافة الموضوعات التي تطرقت لها، وأخص بالإشارة هنا مسألة الدراسات العليا بالرغم من اتفاقي معك في الكثير من التفاصيل التي تتعلق بسرقة أفكار الآخرين من سرقات فنية وصحفية وأدبية أو حتى اجتماعية، ولكن قضية الدراسات العليا وما تتعرض له من تعديات بواسطة بعض ضعاف النفوس تستوجب الوقوف عندها وحسمها عبر الجهات المختصة، وأتفق معك على ضرورة التدقيق في البحوث المقدمة من الطلبة والصبر من قبل المشرفين والمناقشين على مثل هذه البحوث حتى يتطابق المحتوى الموجود في البحث مع ما هو موجود في دماغ الطالب وإلا تمت إعادة بحثه إليه . { للأسف أخي المادح فقد صارت الدرجات العلمية للمفخرة الاجتماعية وتقلد المناصب السياسية ليس إلا ولهذا أقبل عليها الكثيرون وهم ليسوا طلاب علم وبحث أكاديمي وإنما هم أصحاب (الشوفونية) والزيف الاجتماعي، وأمثال هؤلاء لا ننتظر منهم ما يضيف للحياة العلمية، أو أنهم لا يمكن أن يطوروا في العلوم الإنسانية أو يخترعوا جديدا . { أتمنى أن يجد هذا الأمر الاهتمام من قبل الجهات المعنية و تعمل على وضع علاجات جذرية لهذه المشاكل قبل أن تستفحل، وكذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق كافة طلاب الدراسات العليا وعليهم إبتداءً احترام العلم واستشعار أهمية هذه الدرجات العلمية التي يسعون إليها وألا ياخذونها إلا بحقها والاجتهاد قدر المستطاع في هذا الجانب { أخيرا الشكر لك أستاذ المادح على تفضلك علي بهذه المساحة مع كامل تحياتي . فؤاد محمود الباقر { من الحرر أشكرك أخي فؤاد على الإطراء وإشادتك بموضوعات الزاوية الصحفية ولغتها وأتفق معك في كلما ذهبت إليه وبالذات في ما يتص بالمسؤولية تجاه هذه القضية المهمة، ونضيف الى ما ذهبت إليه أن مسألة الأفكار والعلوم بشكل عام تتطلب الشفافية والوضوح والضمير الصادق مع النفس قبل أن يكون مع الآخرين، وهي مسألة تتعلق بالصدق في الأقوال والأفعال و البعد عن كل ما هو كاذب وغير صادق، وهذه واحدة من ملامح الأمم المتحضرة والمجتمعات المتطورة التي تعطي كل صاحب حق حقه وتلتزم نظاما صارما في توزيع الحقوق والواجبات يساعدها في ذلك شعب يتسلح بالوعي والطموح وروح الوطنية التي يتم غرسها عبر المناهج فتنهض الأجيال جيلا بعد جيل تلتزم سلوكا واحد يفضي الى الصدق و الشفافية .