{ وزير رئاسة مجلس الوزراء الاتحادي «لوكا بيونق» قال في مناظرة الوحدة والانفصال بقاعة الصداقة بالخرطوم الخميس المنصرم: (مهما دقيتوا طبول الوحدة، سيصوت الجنوبيُّون للانفصال)..!! { والفريق أول «سلفاكير ميارديت» النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب يبشِّر هذه الأيام خلال زيارته للولايات المتحدةالأمريكية بقرب موعد إعلان استقلال دولة الجنوب، ويطالب «واشنطون» بتحذير «الخرطوم» وتهديدها بالعقوبات في حالة تأجيل الاستفتاء..!! { وحتى «ريك مشار» الذي يعدّه أهل «المؤتمر الوطني» من حمائم «الحركة» وعقلائها، اجتمع بالقنصل الصيني في «جوبا» ودعا «بكين» - حسب ما أوردت الوكالات - إلى الاستعداد لتقبُّل واقع انفصال الجنوب..! { وقد كتبنا في هذه المساحة طوال الأشهر المنصرمة بأن شعب الجنوب غائب ومغيَّب، وأن خيار الوحدة، أو الانفصال ستتخذه «الحركة الشعبيّة» بمساندة جيشها الشعبي المسنود بالطائرات الروسية والأمريكية.. ولا عزاء لملايين الجوعى.. والمرضى.. والأميين من أبناء جنوب السودان. { و«باقان أموم» الأمين العام للحركة (يتبجّح) على صفحات إحدى صحف الخرطوم قائلاً: (الوحدة أو الانفصال ليست قضيتي.. وليس همِّي أن ينفصل السودان أو يتوحّد.. أنا مؤمن بقضية الإنسان التي تتلخص في العدالة والكرامة والمساواة، وأنا لست مع أيّة دولة مبنية على اضطهاد الإنسان، ومستعد أن أكسر هذه الدولة وأمزقها..)!! { لقد صدق وزير المالية الأسبق «عبد الرحيم حمدي» وأكد ما ذهبنا إليه عندما ذكر في حديثه ل «الأهرام اليوم» أمس: (إن النخب الجنوبيّة إذا أرادت الانفصال سيحدث حتى لو شيدت الحكومة المركزية مئات المشروعات بالجنوب).. { «سلفاكير»، «باقان»، «لوكا»، «دينق ألور»، «مشار»، «نيال دينق»، «إدوارد لينو»، وعشرة من قادة الجيش الشعبي وعشرة آخرين من قادة «الحركة» من بينهم رئيس مكتبها في أمريكا، هم الذين سيقرِّرون (مصير) السودان .. كل السودان وليس جنوبه بعد أشهر قلائل..!! { وباقان يقول: (الوحدة أو الانفصال ليست قضيتي..) ثم يحدثنا عن (اضطهاد) الإنسان.. وهل من اضطهاد للإنسان أسوأ من الذي تمارسه حكومة الجنوب وجيشها بضعفاء الاستوائية، وجياعها؟! { إن الدستور والاتفاقية يشترطان توفُّر الأمن والحريات الكاملة للمواطن الجنوبي لقيام الاستفتاء.. فهل هناك حريات الآن في الجنوب.. هل يستطيع د. «لام أكول»- مثلاً - أن يسافر غداً إلى جوبا ويبيت بها ليلة واحدة دون أن يمسسه إنس ولا جان؟! السؤال مُوجَّه للسيد «باقان»راعي حقوق الإنسان.