{ مشهد مثير.. ومزعج.. كان مسرحه نهار «أمس» بشارع الجمهوريَّة بالخرطوم.. وربما شاهدتموه - أعزائى - كثيراً، أو ستشاهدونه خلال الأيام القادمة بأيٍّ من شوارع الخرطوم، أو أم درمان أو بحري.. ما دامت (كل) الجهات غير مسؤولة وغير معنيَّة بهذا الأمر..!! { رجل (معتوه).. أو (مخبول).. يسير في وسط شارع الجمهورية في ذروة الزحام (عارياً).. تماماً كما ولدته أمُّه.. وتسبَّب المعتوه في تعطيل حركة المرور المتعطِّلة أصلاً.. إذ وقف أمام السيارات مانعاً سيرها.. وسط ذهول و(عجز) شرطي المرور الذي كان قريباً من الحدث.. { الأغرب من ذلك أن الرجل المخبول أشار بوقوف السيارات في المسار الرئيسي، وسمح بمرور سيارات من أحد التقاطعات، يقود إحداها «ضابط شرطة».. فمرَّت..!! وتوقفنا نحن لدقائق ننتظر.. إشارات.. وتعليمات (سيادتو) إلى أن قضى الله أمراً كان مفعولاً.. { وظل قاطع الطريق (العريان) يهرول من اتجاه الغرب إلى الشرق لمئات الأمتار.. والنساء يتواريْن ذعراً وخجلاً.. يغطين وجوههنَّ بأطراف الثياب.. { ماذا لو حمل هذا المعتوه آلةً حادة.. وانهال بها على أجساد المارَّة الأبرياء..؟! { كم قتيل.. وكم جريح.. هل سيظهر وقتها دور الشرطة عند نقل القتلى إلى المشرحة.. والجرحى إلى مستشفى الخرطوم.. وبدء التحريات مع شهود العيان..؟! { هل هناك دولة متحضِّرة ومحترمة يمكنها أن تسمح بإطلاق المعتوهين.. والمجانين.. ومتعاطي (السلسيون) من المشرَّدين في الطرقات العامة.. دون أن تتصدّى لهم جهة مسؤولة ومختصَّة تنقلهم إلى الأماكن المناسبة للعلاج.. أو التحفُّظ عليهم حفاظاً على أرواحهم.. وأرواح الأبرياء..؟! { من المسؤول عن الطرقات وحمايتها من هؤلاء.. وأولئك.. وحمايتها كذلك من حفريات هيئة المياه.. ومن عبث بعض المواطنين الذين يلقون بالأنقاض.. والأوساخ.. ويدلقون مياه الحمامات على الإسفلت..؟! { المخبول العاري لم تسرع إلى مكانه دوريات «شرطة النجدة» خلال دقائق معدودات، بل «ثوانٍ» كما يحدث في الدول المتقدمة.. ولا أظن أنَّ في «الخرطوم» نقصاً في عدد الدوريات.. أو رجال الشرطة.. { هذا المشهد.. عنوان كبير ل (مسرح الفوضى) الذي تعيشه بلادنا من السياسة.. إلى الرياضة.. إلى المجتمع.