يشكو مزارعو النيل الأبيض من ضعف التمويل الزراعي وانعدام التخطيط بالمشروعات الزراعية بالولاية بما أثر سلبياً على حجم الإنتاج وانحسار المساحات الزراعية في عدد من القطاعات. وأبدى مزارعون بمشروع الجزيرة أبا الزراعي استياءهم من انعدام مياه الري في وقت تمت فيه زراعة أكثر من (10) آلاف فدان ذرة طابت بالري المطري لكن تواجههم مشكلة في توفير المياه لانعدام الجازولين، وقال المزارع أحمد محمد عبد الله إن المزارعين لا يتلقون أي دعم من وزارة الزراعة الولائية وأن المساحات التي يقومون بزراعتها تتم بواسطة التمويل الذاتي بداية من الحرث والتقاوى ولا يوجد إرشاد أو حتى متابعة من قبل الجهات المختصة. وبسؤال «الأهرام اليوم» عما وفرته النهضة الزراعية في المواسم الزراعية الأربعة السابقة التي هي عمر المجلس الأعلى للنهضة الزراعية، رد المزارع مأمون: «إن المزارعين لم يسمعوا بالنهضة الزراعية وأن الحال في تراجع منذ سنوات». وذكر أن الوضع كان أفضل حينما كانت تتبع مشاريع النيل الأبيض للولاية الوسطى لكن تدهورت المشاريع بعد حل مؤسسة النيل الزراعية، وطالب بعودة جميع الخبراء الزراعيين الذين تم الاستغناء عنهم لتعود المشاريع لسيرتها الأولى ولوقف الهجرة إلى المدن الكبيرة. ويشير خبير زراعي إلى أن الولاية تتمتع بأكثر من مليون فدان صالحة للزراعة في جميع المواسم يتوقع أن توفر وظائف لآلاف الشباب والخريجين، ويؤكد المزارعون أن إنتاجية الفدان وصلت إلى ثلاثة جوالات فقط مما تسبب لهم في الإعسار ورغم ذلك تفرض عليهم رسوم إدارية ورسوم مياه وضريبة، وأمر آخر يواجه مزارعي بحر أبيض والرعاة هو تقلص المساحات الزراعية المطرية لصالح مشروعات مصانع السكر، وقد تمكن المزارعون قانونياً من استرداد (170) ألف فدان كانت قد نزعتها الولاية ليقوم عليها مصنع للسكر لن يحقق فائدة اقتصادية مرجوة لمواطني الولاية، ويحمل المزارعون السلطات الولائية مسؤولية تدهور الزراعة والفشل المتكرر الذي لازم المواسم الزراعية منذ سنوات بينما يرى آخرون أن تبني السياسات الزراعية بعيداً عن المركز قد أقعد الزراعة هناك، خاصة بعد حل مؤسسة النيل الزراعية ولم يقم جسم موازٍ لها وهجرت حينها أعداد من القرى والمناطق الزراعية بالولاية في شبشة وأم جر والمرابيع وأم فورة وغيرها. وحسب إفادات المواطنين، أن الولاية أصبحت طاردة خاصة للشباب ويرون أن الحل يكمن في دعم سخي لقطاع الزراعة من قبل الدولة وألا يترك التنفيذ للولاية التي فشلت في التنمية الزراعية رغم توفر الأراضي الخصبة ونيل يجري على طول الولاية.