بالإشارة إلى الموضوع أعلاه الذي ورد في صحيفتكم العامرة بتاريخ 20/9/2010 العدد (271) أود أن أضيف القليل لو سمحت لي: أولاً قليلون هم أمثالك من يكتبون في تلك الأمور مثل الدجل والشعوذة والغش. تلك الأمور التي ظهرت في زماننا هذا وما أكثرها والكل جارٍ وراها إلا من رحم ربي. فلك التحية وأنت تكابد المشاق من أجل أن تبعد عننا وعن ضعفاء النفوس وقليلي الإيمان مثل تلك الإشاعة (الرقم البِكتُل) التي وصلت الصومال. أنا شخصياً من الذين صدقوا تلك الأكذوبة أولاً عندما سمعت بالشيخ الذي يعالج بالكي في الكريمت بالقرب من المناقل دفعت بوالدي لكي يأخذ نصيبه من الكي وعندما سمعت بالشيخ الذي يعالج الناس بالجلسرين والزيت سمعت بعمتي تذهب إلي ذلك الشيخ ولم اعترض والآن سمعت بالرقم البكتُل وأنا قادم من مدينة الرهد أبودكنة حيث تنتشر هذة الأكذوبة بكثرة لدرجة أن زوجتي، التي تعمل طبيبة في المستشفى، اتصلت على إحدى المريضات لتعرف ماذا جرى في موضوع العملية المقررة لها فلم ترد المرافقة للمريضة زاعمةً أن هذا هو الرقم المقصود. ما رأيك أخي المادح؟ أخوك/ صالح أحمد · من المحرر: أشكرك أخي صالح على هذا التواصل عبر الشبكة العنكبوتية وأنت تشارك بسهمك فى معركة الوعي وأنت تستشهد بوقائع كانت قريبة منك وكنت مشاركاً فى بعضها حين دفعت بوالدك وسمحت لعمتك، وفى الحالتين كانت النتيجة واحدة وهى الحقيقة المُرة التى يغفلها مجتمعنا فى كل مرة فيقع ضحية الدجالين والمشعوذين تحت سمع وبصر السلطات حتى يصل الناس بالتجريب للحقيقة حيث لا علاج ولا بركات ولا يحزنون فيتفرقون حتى يهرعون لدجال آخر يختار وصفته بعناية ودعايته بمهارة لو استخدمناها فى أزمة دارفور لصححنا الوضع المغلوط ونجونا من شر ما ينسجون لنا ولدارفور الحبيبة أرض المحمل والقرآن. · أخى صالح أنا لا أدرى إن كانت حكاية الرقم (البِكتُل) مازالت توالي انتشارها ومازال البعض يهرب من الأرقام المجهولة أم أن ما بذلته وسائل الإعلام من جهد قد ساهم فى محاصرة الشائعة وطوى صفحتها، وعلى أية حال فإن وسائل الإعلام لعبت دوراً مقدراً ومبكراً ساهم فى تثبيت قناعة من يدركون استحالة أن تفعل المكالمات ذلك وأعاد المئات الى استقبال كافة الأرقام المجهولة بما فيها الأرقام التى تقترب حسابياً من الرقم (البِكتُل)، وفى الخرطوم تكاد تنحسر الشائعة تماماً أما فى الولايات فإن الأمر يحتاج لبعض الوقت فهي تعلم مؤخراً وتستجيب أخيراً. · بلوغ الوعي يحتاج لوقت وجهد ونشر العلم ومحاصرة الأمية وقبل كل ذلك نحتاج لزنة الأمور، فما عاد القلم يزيل بلماً، فربما رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب تجده أكثر تبصرة من مثقف وعالم ومفكر وبين أيدينا أمثلة كثيرة لهؤلاء المثقفين وهم يرزحون فى غياهب الجهل واللاوعي ويبادرون في اعتقادات تافهة وساذجة وقد يروجون فى بعض الأحيان وإن كان وجودهم فقط وسط هذه الرزايا يشجع العوام ويقوي من قناعاتهم. · فى أحايين كثيرة أركن الى أن المجتمعات البشرية جميعها داخل وخارج السودان هي فى مسألة الوعى وبلوغ الحقيقة سيان، وما يدفعني الى هذا هو ما يتعرض له الشعب الأمريكي المسكين من غش وخداع، وقد ذكر لى من أثق فى روايته، وهو مقيم بالولاياتالمتحدةالأمريكية، أنه شاهد فى إحدى قنوات التلفزة برنامجاً كاملاً عن التعذيب الذى يتعرض له الأفارقة السودانيون على أيدى العرب وقد جيئ بفتاة عليها (شلوخ) وبرفقتها قس معروف لأهل كردفان ويدعى هذا الرجل وهذه الفتاة أن الشلوخ هى آثار تعذيب تعرضت له الفتاة وينسج الرجل روايات من وحي خياله ومن ثم فتح الباب للمداخلات والتبرعات وقد كان الأمريكيون يتحدثون ويبكون ويتبرعون وقد تجاوزت التبرعات خلال ساعتين (14) مليون دولار، رفض القس تحويلها له الى السودان لأن السلطات السودانية لن تمنح المسيحيين الأفارقة في كردفان وكادقلى تأشيرة دخول الى الخرطوم هكذا بعظمة لسانه فطلب تحويلها له الى نيروبي. · هكذا يكذبون على الشعب الأمريكي ويسرقون أمواله بهذه الروايات الكاذبة.