{ بالأمس تلقيت رسالة من دجال ولص وسارق ومحتال وقد تلقيت مثلها قبل عامين ووقعت في الفخ وسرق مني مئة وخمسين جنيها وقبل أن أكمل المبلغ إلى ثلاثمائة جنيه نبهني أحد الأصدقاء وأمسكت علي مالي وبدأت أتحرى عن هذه الظاهرة وبالفعل عرفت الكثير عنها وكتبت في هذه الزاوية عنها لتنبيه الإخوة القراء حتى لا يقعوا في ما وقعت فيه أنا. وقبل أن أسرد الحكاية القديمة أعود وأنشر نص رسالة الأمس (You have received 299.90 SDG from 09(00000) . Your new balance is 300.00 SDG.) وبعد أقل من دقيقة اتصل بي الدجال، وهذا نص ما دار بيننا من حوار وقد كان يتحدث بلهجة توحي بأنه كان مقيما بدول الخليج والسعودية وذلك إمعانا في خدعته لي (السلام عليكم.. عليكم السلام.. أخوي معليش أنا رسلت مبلغ لي رقمك دا بالخطأ.. أيوة جاتني الرسالة كنت أستدرجه طال عمرك ممكن ترجع لي المبلغ.. إنت متصل من وين.. من الأبيض.. أنا برضو في الأبيض أه أقابلك وين.. الرجل ارتبك ولكنه سريعا تماسك ولكني وقبل أن يستقر تماما وأنا أعلم أن الأرقام للأسف ما زالت تمنح دون اتباع الإجراءات المتبعة في هذا الجانب في كل بلاد الدنيا باغته بالكلمات الآتية.. يا حرامي.. يا لص.. يا أخي اتق الله. وقبل أن أكمل إساءتي له ونصحه أغلق الهاتف في وجهي وهرب وحاولت ملاحقته بمكالمات أخرى من أرقام أخرى ولكني وجدته أغلق الهاتف تماما. { قبل ذلك كتبت عن قصة أخرى كان محورها الأساسي مكالمة سميتها (المكالمة المسروقة) وقد تسببت تلك المكالمة في انهيار تماسك عائلة كبيرة صمد أمام فتن ومؤامرات وأمام طبائع البشر ونزواتهم وأنانيتهم ونفورهم ولكن العائلة التي كانت مضرب الأمثال انهارت أمام مكالمة وتشتت شملها وصارت المشاكل اليومية والمحاكم سمتها البارزة وكذلك كتبت رواية كاملة (360) صفحة بدأت بمكالمة حقيقية دارت بين وزير الدفاع التشادي وخليل إبراهيم في الثامن من فبراير 2008م كانت هي البداية لغزو قوات حركة خليل لأم درمان في العاشر من مايو 2008م. { قبل أيام والحديث أيضا عن المكالمات الهاتفية حدثني صديق عزيز ومصور فوتوغرافي معروف أنه تلقى (مسكول) من رقم يبدأ بصفرين ولكنه قصير لا يتجاوز الستة أرقام غير المفتاح وليوم كامل لم يعاود الرقم بالاتصال لاسيما أن مالية صديقي لا تمكنه من اختراق الحدود ولكن حب الاستطلاع قتله وحمله على الاتصال بالرقم الدولي وقد كانت المفاجأة مدوية وخطيرة (مرحبا بك في عالم الجنس والجمال و.....) أغلق الرجل هاتفه مذعورا وقد كانت لغة المكالمة العربية الفصحى. وذلك يعني أن هذا النشاط مرتب وله أجندته ويعرف تماما من يخاطب وبأية لغة يتحدث. من جانبني دفعت بالرقم إلى الجهات المسؤولة وأمسكت عن ذكره في هذه المقالة حتى لا أخدمهم بدعاية إعلانية غبية وفي البال (إمام مسجد خطب في الناس في سبعينيات القرن الماضي وهو يعظهم عن شرب الخمرة ويحدثهم عن (الشري) الذي أحضره الخواجة صاحب البار بالمدينة وهو يصف الزجاجة وشكلها الجميل وفي داخلها السم ومن بين المصلين رجل ما إن أكمل الصلاة اتجه إلى البار وعند دخوله إليه يصرخ في وجه الخواجة: خواجة ما بتكلمنا بالحاجة الجديدة دي إلا إكلمنا بيها شيخ....) ومن يومها توثقت صلة الرجل بالمشروب الجديد. { وسمعنا قبل ذلك عن الرقم (البكتل) وهذه الأيام تشهد بعض مناطق كردفان دجلا شديدا عبر الهاتف وقد هاتفني قارئ من تلك المناطق وهو يحدثني عن (شيخ) يستخدم الهاتف في اتصالاته بضحاياه وهو يحدثهم عن بعض أسرار حياتهم - من المؤكد أنه يجمع معلومات قبل الاتصال - ومن ثم يجذبهم بمهارة فائقة لتحويل مبلغ ليعيده بعشرة أضعافه وقال لي محدثي إن الناس هناك يستجيبون له ويعانون من سرقاته المتكررة. { عموما هذا الموبايل خطير جدا ومفيد جدا من المهم الحذر معه في كل الأحوال حتى لا ترتد عواقبه بما لا يحمد لا سيما وأنه صار متاحا لكل شخص حتى وإن كان معتوها ومجرما ودجالا والموبايل صار لسان وأذن صاحبه وأتاح بعض المواجهات التي قد لا تتصاعد إن كانت وجها لوجه ولذلك نجد أن الكثير من الناس يلجأون إليه ليتفوهوا بما يعجزون عنه في حضرة خصومهم وعبره يمكن أن تقول أي شيء دون أن تراجع تأثيرات ما يتم التفوه به.