التقى نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه بمقر إقامته بنيويورك بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وقال موسى في تصريحات صحفية عقب اللقاء أن السودان يمر بمرحلة دقيقة، وأضاف: إننا كلنا نعد لاستفتاء سليم. كما التقى نائب رئيس الجمهورية برئيس جنوب أفريقيا السابق «ثابو أمبيكي» رئيس لجنة الخبراء رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي. وتشكل المخاوف من احتمال انفصال جنوب السودان بموجب نتيجة الاستفتاء المرتقب في التاسع من يناير المقبل والمخاطر التي يمكن أن يخلفها ذلك على السلام في افريقيا، محور القمة التي ستعقد اليوم (الجمعة) على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك برئاسة الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومشاركة النائب الأول لرئيس جمهورية السودان الفريق سلفاكير ونائب الرئيس الأستاذ على عثمان محمد طه والرؤساء: الرواندي والإثيوبي والكيني والأوغندي والغابوني ورئيس الوزراء الهولندي ونائب رئيس الوزراء البريطاني ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا والنرويج والهند ومصر والبرازيل واليابان وكندا. وكان الرئيس الأميركي أعلن أنه سيوجه رسالة حول ضرورة تنظيم الاستفتاء الحاسم في يناير 2011 في موعده المحدد. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي مساء الأربعاء أن أهمية الاجتماع هي تشجيع الشمال والجنوب على العمل معا بشكل بناء، وتعهد أوباما بمساندة التحول السلمي إلى الديمقراطية في السودان، وقال أوباما: سنتواصل مع البلدان التي تشهد تحولاً من الحرب إلى السلام، وأضاف: مع تحلي آخرين بالشجاعة ليضعوا الحرب خلف ظهورهم ومنهم فيما أرجو السودان فإن الولاياتالمتحدة ستقف إلى جانب من يسعون إلى بناء السلام والحفاظ عليه. وفي موازاة ذلك حذر وزير خارجية النرويج «يوناس غار ستوير» الذي كان رعى مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا اتفاق السلام العام 2005 بين الخرطوم وحركة التمرد الجنوبية السابقة، من أنه «إذا ساءت الامور، فإن العواقب ستتجاوز السودان بكثير». وانفصال الجنوب يثير قلق الدول المجاورة التي تعاني من وحدة هشة مثل تشاد، وسيكون الجنوب أول دولة افريقية تنبثق من انقسام دولة (إريتريا انفصلت عن اثيوبيا في 1993 لكنها كانت دولة قائمة في السابق). وإذا لم ينظم الاستفتاء «فإن الانفصال سيحصل بطرق أخرى (استفتاء أحادي، إعلان استقلال من جانب واحد) وسيترافق على الأرجح مع استئناف الإعمال الحربية»، كما رأى دبلوماسي غربي، ولاحظ هذا الدبلوماسي «أن الجنوب يمكن أن يعطي مثال الانقسام إلى مناطق وشعوب أخرى». ويبدو أن شروط ولادة الدولة الجديدة غير مشجعة، واعتبر دبلوماسي آخر «أن جنوب السودان لا يزال أقل ديموقراطية، وأقل تأهيلا أيضا ليصبح دولة» من بقية أنحاء البلاد. ويتحدث الزوار الذين يتوجهون الى جوبا، كبرى مدن المنطقة، عن إدارة قليلة التجهيز لتولي شؤون دولة. ومسألة التوزيع المستقبلي للثروة النفطية تثير الخشية من عودة الحرب. وتبقى قضية ترسيم الحدود الغامضة بطول 2100 كلم بين الشمال والجنوب وتوزيع البنى التحتية والديون وجنسية الجنوبيين الذين يبقون في الشمال والخوف من تدفق اللاجئين، مسائل ساخنة جدا. وفي هذا السياق تعهد سلفاكير أمس الأول (الاربعاء) بأن الشماليين سيكونون موضع ترحيب إذا حدث الانفصال، وهوّن من شأن تحذيرات من أن الاقليات قد تواجه الطرد والمضايقات. من جهتها ذكرت «هيومان رايتس ووتش» في بيان «أن جنوبيين في الشمال وشماليين في جنوب السودان ذكروا للمنظمة أنهم يخشون من أعمال انتقامية تصل لدرجة الطرد إذا أقر الانفصال»، وأضاف البيان «على طرفي اتفاق السلام - حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان - أن يذكرا علنا أنهما لن يطردا الأقليات التابعة لأي من الطرفين في حال الانفصال». وقال سلفا كير إن الجنوب سيحترم حقوق الاقليات إذا حصل على الاستقلال، وأضاف في كلمة ألقاها في لقاء أقامه في نيويورك معهد السلام الدولي «من يريدون البقاء في الجنوب لن يكون هناك ما يخشونه. وهم محل كل ترحيب»، وتابع: «بعض أهالي الجنوب يعيشون في الشمال والعكس صحيح. ويجب أن نحمي هؤلاء الناس وممتلكاتهم حتى لا يعتدي أحد على حقوقهم.» وقال كير إن الشماليين الذين ينتقلون الى الجنوب لرعي ماشيتهم في موسم الجفاف لن يعترضهم أحد.