قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ل (فرانس برس) « يجب الاستعداد لتنظيم الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان والسيطرة على الوضع وارسال مراقبين وخصوصا تجنب اي مواجهة محتملة». من ناحيته شدد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ على ضرورة التحضير المكثف والمنظم للاستفتاء في السودان، فيما سبقت المؤتمر تهديدات أميركية للخرطوم بمواجهة تبعات دولية إذا فشلت بترتيب استفتاء صحيح، وقال هيغ في تصريحات صحفية (الجمعة): «من الواضح أن هناك احتمالا لاختيار الأهالي في جنوب السودان الانفصال عن الشمال، ويجب على السودانيين احترام خيارهم في حال حدوثه». من جهته اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي ان قمة الجمعة «يجب ان تشجع الشمال والجنوب على العمل سويا بشكل بناء». إلى ذلك ذكر مشروع بيان حصلت عليه وكالة (رويترز) أن شمال السودان وجنوبه سيتعهدان بضمان أن يجرى استفتاء على تقرير مصير الجنوب في بيئة سلمية وفي موعده المحدد سلفاً. ومن المتوقع أن يعتمد البيان في اجتماع قمة على هامش المؤتمر السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت مبكر من صباح اليوم (السبت) ينضم فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى نائب الرئيس السوداني الأستاذ علي عثمان محمد طه ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير. وهناك تأخير في التحضيرات الخاصة بهذا الاستفتاء وكذا الخاصة باستفتاء منفصل بشأن استمرار منطقة أبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها كجزء من الشمال أو ضمها للجنوب من المقرر أن يجريا في التاسع من يناير كانون الثاني عام 2011م. وقال مشروع البيان «إن طرفي معاهدة السلام الشامل لعام 2005 (الشمال والجنوب) أعربا عن التزام قوى ببذل كل الجهود لضمان إجراء استفتاءين سلميين ولهما مصداقية وفي وقتيهما ويتسمان بالحرية ويعكسان إرادة الشعب السوداني في تلك المناطق.» وأضاف البيان «إنهما التزما كذلك بالتغلب على التحديات السياسية والفنية الباقية وبضمان إجراء الاستفتاءين يوم التاسع من يناير 2011.» ويخشى محللون من أن يؤدى أي تأخير أو أية نتائج فوضوية الى إشعال فتيل الحرب الأهلية مجدداً بعواقبها الوخيمة على المنطقة المحيطة. كما أعرب مشروع البيان عن «بواعث قلق» تجاه استمرار العنف في إقليم دارفور بغرب السودان، وقالت الحكومة السودانية إنها تأمل البدء في تسجيل أسماء الناخبين للاستفتاء الخاص بانفصال الجنوب الشهر المقبل، على الرغم من أن مسؤولين من الأممالمتحدة قالوا، بشكل غير معلن، إنهم يعتقدون أنه من غير المرجح أن يبدأ قيد الناخبين قبل نوفمبر. و يقول دبلوماسيون بالأممالمتحدة ومسؤولون إن الغاية وراء قمة الجمعة، وحضور أوباما، هي إرسال إشارة قوية لشمال السودان وجنوبه بأن العالم ملتزم بمساعدة السودان في ضمان إجراء الاستفتاء في موعده.