} كتبت في هذه الزاوية أكثر من مرة عن معاناة الناس على الطريق الترابي الرابط بين شبشة والدويم، وعددت فيه حالات الوفيات التي حدثت بسبب الأوحال ووعورة الطريق، وذكرت أن الضحايا أغلبهم من النساء حيث تعجز السيارات في كثير من الأحيان عن أن تشق طريقها وسط المياه والأوحال فتفيض أرواح قبل أن تبلغ مستشفى الدويم وهذا ما يحدث في الخريف الذي نحن بين يديه الآن، أما طيلة أيام العام فإن المسافة بالرغم من قصرها وهي لا تتجاوز السبعة عشر كيلومتراً تستغرق ساعة كاملة يتعذب فيها السائق والمرافق من صدمات (الدقداق) وكأنها تطيح بأدمغة المسافرين قبل أن تطيح بأسقف السيارات، وهذا ما يسبب الصداع الشهير الذي يصيب الشبّاشة كلما قدموا من الدويم. } عموماً حكايات من العذاب تضاعفت معدلاتها بعد أن تم افتتاح جسر الدويم وقد كانت المعدية بالأمس تتقاسم المعاناة التي يتعرض لها المسافر مع هذا الطريق الوعر الذي أصبح وحده هو من يعذبنا بها ويتحملها ويضاف إلى ذلك أن الدولة بهذا الجسر جعلت أهلنا في شبشة أكثر أملاً واطمئناناً وأن سفلتة طريق شبشة الدويم مع هذه الحكومة التي تتمتع بطاقة وإرادة هائلة للإنجاز أصبح مجرد وقت ويتحقق حلمهم ومشروعهم الأبرز في تاريخ مدينتهم. } أمس الأول هاتفني الشيخ العبيد الشيخ الحاج موسى ليخطرني بلقاء يجمع بينه وبين نائب رئيس الجمهورية الشيخ علي عثمان محمد طه بحضور علماء الحركة الإسلامية وشيوخها البروفيسور عبد الرحيم علي والأستاذ أحمد عبد الرحمن محمد والباشمهندس الصافي جعفر والشيخ الأمين علي خليفة وطلب مني أن أحضر معهم ولم أسأله أبداً عن مغزى هذا اللقاء لأنه بلا شك يجمعني بخيرة أبناء السودان وهم أساتذتنا وشيوخنا وحديثهم هو عطر المجالس وصحبتهم لساعة هي صحبة ماجد ومقام بين يدي علماء نحبهم ونطمع دوماً في مجالستهم. } جلست في معية علماء الأمة أمام عالم وشيخ ورع ورجل عزم وتوكل وصفاء هو نائب رئيس الجمهورية وقد احتفى بالشيخ العبيد أيما احتفاء ودارت أحاديث القوم تلامس أنبل ما تعارف عليه السودانيون وما أفاضت به حكم المجالس وقيمها والمحبة كأس حاضرة ودائرة وسط هؤلاء النجوم الزواهر والزمن يمضي كلمحة ونسمة عابرة قبل أن يصل المجلس إلى غرض الشيخ العبيد من هذا اللقاء.. وغرضه كان طريق الدويم شبشة وطلبه الوحيد لأجل أهله وأحبابه وقد أجمل الشيخ أحمد عبد الرحمن القول وأبان ودفع الشيخ العبيد بكلمات معدودات أنه يريد أن يتم هذا الأمر الآن ويريد من شيخ علي أن يتابع هذا الأمر حتى يكتمل خيطاً أسود ينقل حركة الناس بين الدويم وشبشة في سلاسة ويسر رغم أنف الخريف فأجابه شيخ علي بما يريد وأنه يلتزم له شخصياً بسفلتة هذا الطريق وأن شبشة تستحق كل خير. } في الصباح الباكر من اليوم التالي لتلك الليلة الخالدة انطلقت اتصالات كثيفة من مكتب الشيخ علي بالشيخ العبيد لبدء الإجراءات لتنفيذ الطريق التي تتصل بابتعاث فريق هندسي ليجري الدراسات المطلوبة ومن ثم تتصل حلقات الطريق حتى يكتمل وتتصل شبشة بجسر الدويم ومنه تتصل بكل العالم بعيداً عن (الدقداق) والأوحال والأتربة والطين وهي لعمري تستحق كل خير وفي ذات الصباح جرت اتصالات بين الشيخ العبيد والسيد والي ولاية النيل الأبيض والسيد معتمد الدويم لتنسيق الجهود والترتيبات لهذا الحدث الكبير والمشروع المهم لأهلنا في منطقة شبشة. } من جانبنا نزف التهنئة لأهلنا في شبشة ولكافة الجهود السابقة واللاحقة التي تصب في تنمية هذه المدينة العزيزة وما يجب أن نقوله في هذه اللحظة التاريخية هو تكاتف الجهود لأن ذلك يعجل بالتنفيذ ونأمل أن يشق (الزلط) طريقه ماراً بوسط مدينة شبشة وأن ينتهي عند المستشفى وذلك بتفادي الالتفافات بعد قرية (الطلحة) وهذا يوفر بعض الكيلومترات التي يمكن أن تجعله يتمدد داخل المدينة شبشة. } نطالب حكومة الولاية ومحلية الدويم بتدعيم هذه الخطوة المباركة والعمل عليها من أجل أن يرى هذا المشروع النور لا سيما أن هذا الطريق ضمن الخطة الإسعافية للولاية وهو جزء من البرنامج الانتخابي للسيد الشنبلي وقد وعد جماهير شبشة بذلك وهذا أقل ما يمكن أن يقدم لأهل شبشة لا سيما أن جميع المرافق العامة بشبشة من مدارس ومياه وكهرباء ومستشفى قامت بجهد شعبي خالص.