• أحدثك نيابة عن جموع التقتك منذ سنوات خلت، ويومها ما تخلف رجل أو امرأة أو طفل، وقد احتشدوا ليسمعوا منك. وقد سمعوا وحفظوا كلماتك، واستقر بهم المقام داخل خندقك، وتعلّقت آمالهم بك، وهي لا تغادر توكلهم وتوكلك على الحي القيوم، ومضت السنوات تختبر صبرهم وثباتهم على العهد والوعد الذي قطعوه معك، فقدموا الشهداء من داخل موكب القوات المسلحة، ومن خارجها، وانخرطوا في كافة هبّات الثورة ونداءاتها صدقاً وسبقاً، بايعوك دون أن ينتظروا الإذن من أحد، وتنادوا سراعاً كلما تراصت لأجل الدين والوطن المجاميع، وهفت القلوب، وسمت النفوس، يرضون بالقليل بركةً ونعمةً ولسان حالهم يلهج بالحمد والثناء. • هم، سيدي الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية، أهلك بمنطقة شبشة بالنيل الأبيض، أحدثك عنهم وهم يثقون تماماً، إنْ وصلك حديثهم ستستجيب ولن تخيّب لهم أملاً أو رجاء، وهم سيتقدمون نحوك بنصف ما يطلبونه منك، وهذا ديدنهم، وقد أقاموا كهرباء مدينتهم بجهدهم الشعبي وربطوها بالشبكة القومية، ولم ينتظروا أحداً ليحمل عنهم واجبهم، وأنجزوا شبكتهم للمياه بحرِّ مالهم، وأقاموا مدارسهم من لدن الاستقلال وحتى هذه اللحظة دون أن تجلس لهم الدولة تلميذاً واحداً، وشيدوا مستشفاهم في العام 1980م من حرِّ مالهم، وما زالوا يرممونه بجهد أبنائهم وإن قلّ. وبالرغم من كل ذلك ما زالوا هم الأوفياء لتوجهات (الإنقاذ) ومشروعها السياسي والاجتماعي، وتشغلهم أحوال الوطن الكبيرة عن أحوالهم الصغيرة، ويكفيهم من عطاء المركز الوفاء للوطن ولمشروعاته القومية، ويحتملون كل شيء في سبيل قضايا الوطن الكبيرة، وهم يدركون أن نصيبهم سيأتيهم دون أن ينتصبوا لوَّامين، أو يتملكهم اللؤم، ويخرجوا على الوطن، حتى وإن صاروا الجنوب الجديد، فهم جنوب -بإذن الله- حائط صد، وجنوب خير وبركة، جنوب لن تنال السودان من جهته ذرة من سوء إن شاء الله. • ما تطلبه جماهير منطقة شبشة تتعهد بنصفه شراكة بينها وبين معتمدها الهمام د. صلاح الدين فراج معتمد الدويم، ما يطلبونه يا شيخ علي، صيانة وسفلتة طريق الدويم- شبشة، وهو بطول (13) كيلومتراً، وقد رصف هذا الطريق وأقيمت جسوره منذ العام 1977م بوساطة محافظ الدويم الأسبق محمد سيد الشعار رحمه الله، ومن يومها ينتظر الطريق السفلتة، ولم يتم ذلك، واليوم تتجدد الآمال مع افتتاح جسر الدويم، ولكن أهلنا بشبشة لن تمر الفرحة بالجسر دون أن تترك شيئاً من حتى داخل نفوسهم، إن لم يتم الوصل بهذا الجسر، وهو بالتأكيد إنجاز تاريخي وعظيم. • كثر الحديث عن هذا الطريق، وطرحت أفكار كثيرة، وهي تدرك كلفة ذلك وتدرك كذلك الأعباء الكثيفة التي تتحملها الحكومة المركزية، ولذلك هم يقترحون تكفلهم هم والمعتمد بصيانة الطريق من ردميات وصيانة الجسور، وأن تتحمل الحكومة المركزية عنهم أعمال السفلتة، وعبر هذه الشراكة ينجزون مشروعهم الأول والتاريخي، كلها ثلاثة عشر كيلومتراً يقطعونها حتى تتحقق لهم غاية غالية. • هذا الطريق في الخريف يحصد أرواحاً وسط الأوحال والأمطار التي تحول بينهم وبين إسعافهم، فكم من امرأة حبلى فاضت روحها الطاهرة قبل أن تستقبل مولودها الجديد، وكاتب هذه السطور فقد والدة زوجته قبل أن تدرك الدويم لإسعافها، ففاضت روحها وروح جنينها وسط أوحال هذا الطريق اللئيم - لها الرحمة والمغفرة وحسن الختام. • سينتظر الناس في شبشة خبراً مفرحاً تحمله توجيهاتك، وهم أكثر استعداداً للوفاء بما يلتزمون به.